إلـى أبـطـال الـحـشـد الـشـعـبـي
عـلـى وطـنٍ قـد ضـاعَ فـي الأرضِ ثــــــــــارُه *** تـوضّـأُ بـالـمـوتِ الـعـتـيـقِ صِـغـــــــــــــــارُه
إذا مـرَّهُ يـومـاً نـبـيٌّ تـقـاسـمـــــــــــــــــــــــــتْ *** دِمـاهُ الـظُـبـى ظـلـمـاً... وقُـدَّ اسـمـــــــــرارُه
يُـطـأطـئُ مـشـغـولاً بـرتـقٍ مـشـــــــــــــــــــوَّهٍ *** حـمـائـمُـهُ تُـسـبـى .. ويُـردمُ غــــــــــــــــــارُه
تـراودُه الـشـكـوى فـيـصـلـبُ صـامـتـــــــــــــــاً *** كـأيِّ عـزيـزٍ.. لـم يَـرُقـهُ انـكـســـــــــــــــــارُه
كـأيِّ فـتـىً .. قـد صـاغَ مـن مـلـحِ صـبـــــــــرِهِ *** ضـمـاداً تـصـدّى لـلـنـزيـفِ احـتـقـــــــــــــارُه
ويـكـتـبـهُ الـمـحـوُ الـمـؤجَّـلُ كـلّـمــــــــــــــــــــا *** دنـتْ سـاعـةٌ أرجـى الـشـروقَ نـهــــــــــــــارُه
عـلـى وطـنٍ مـنّـي وفـيَّ نـوائــــــــــــــــــــــــبٌ *** أخـاطـبُـها كُـرهـاً بـصـمـتٍ أحــــــــــــــــــارُه
يـشـاطـرُنـي عـمـري ويـصـطـادُ لـحـظـتــــــــي *** ويـقـطـفُـنـي بـالـنـائـبـاتِ اصـفــــــــــــــــرارُه
ولـكـنـنـي... مـا كـنـتُ أعـرفُ غـيـــــــــــــــرَهُ *** أبـاً مـرَّتْ الـدنـيـا .. وظـلَ اصـطـبـــــــــــارُه
أبـاً.. كـلـمـا تـذرو الـريـاحُ عـيـالَـــــــــــــــــــــهُ *** مـشـتْ لـلـسـلالِ الـبـيـضِ – طـوعـاً – ثـمـارُه
ومـا إنْ دنـتْ مـن كـبـريـاءِ اُبـــــــــــــــــــــــاتـهِ *** مـواسـمُ ذلٍ ضـاعَ فـيـهـا بــــــــــــــــــــــذارُه
تـنـاسـلَ مـن عـمـقِ الـنـبـوءاتِ هـاطـــــــــــــلاً *** رجـالاً وأودى بـالـعـجـافِ إدّخــــــــــــــــــارُه
رجـالاً كـسـا وجـهُ الـتـرابِ وجـوهَـهـــــــــــــــم *** فـسـاقـوا جـنـوبَ الـنـهـرِ حـيـثُ انـحــــــــدارُه
وجـاءوا يـجـرونَ الـحـيـاةَ بـمـوكــــــــــــــــــــبٍ *** مـن الـبـذلِ غـيـمُ الأمـنـيـاتِ انـهـمــــــــــــارُه
فـمـن غـيـرةِ الأشـواكِ جـاءوا بـصـرخـــــــــــــةٍ *** تـضـجُ.... إذا مـا الـوردُ مُـسَ نـضـــــــــــارُه
ومـن كـبـريـاءِ الـلـيـثِ مـا يـشـبـهُ الـدمــــــــــــــا *** إذا سـاقَ ضـبـعـاً لـلـعــــــــــريـنِ اغـتــــرارُه
فـهـم .. كـلُ مـن روَّى الـمـروءة بـالـــدمــــــــــــا *** ومـن.. قـامـتْ الـدنـيـا إذا جـــــــــــــاعَ جـارُه
ومـن.. حـاورتـه الـريـحُ طـفـلاً فـلـم يــــــــــــزلْ *** لـجـامـاً لـكـلِ الـنــــــــــــــــــــاعـقـيـنَ حـوارُه
أجـلْ إنـهـم.. شـيـخٌ عـمـيـقٌ تـهــــافـتـــــــــــــتْ *** عـلـى بـابـهِ الـدنـيــــــــــــــــــــا لـتـهـتـزّ دارُه
فـلا عـاقـرتْ خـوفـاً تـجـاعـيـدُ عـمـــــــــــــــــرهِ *** ولا انـطـفـأتْ ــ رغـمَ الـشـحـيـــحـاتِ ــ نـارُه
ومُـدّتْ عـلـى طـولِ الـجـفـافِ يـمـيـنـــــــــــــــــهُ *** فـلـمـا دهـاهُ الـقـحـطُ مُـدّتْ يـســـــــــــــــــــارُه
مُـذ الـنـهـرُ أغـرى مـاءَهُ بـدمـــــــــائِــــــــــــــهـم *** عـلـى بـابِ قـصـرٍ أتـقـنَ الـغـدرَ ثــــــــــــــارُه
هـنـاكَ إذ امـتـدتْ أضـاحٍ تـعــــــــــــــــــــــوّدتْ *** عـلـى الـجـوعِ أزجـى مُـتـخـمـاً إنـدحـــــــــارُه
لـفـتـيـانِ حـربٍ غـامـرتْ بـانـتـهـاكِـهــــــــــــــــم *** فـفـزُّوا كـبـركـانٍ حـداهُ اقـتـــــــــــــــــــــــدارُه
هـمُ الـحـشـدُ هـمْ بـابُ الـمـنــــــــــايـا بـصـبـحِـهـم *** يُـمـاطُ عـن الـلـيـلِ الـمـلـثـمِ عــــــــــــــــــــارُه
خـلـيـل الـحـاج فـيـصـل
اترك تعليق