تـجـلـيَّـاتُ الـسَّـاقـي فـي ضِـفـافِ الـرُّؤيـا

 

إلـى أبـي الـفـضـل الـعـبـاس (عـلـيـه الـسـلام)

 

الـمـاءُ فـي كـفّـيـهِ جَـمــــــــــــرُ    ***   وفُــــــــــــــــــــراتُـه الـرِّقـراقُ مُـرُّ

الـمـاءُ.. يـلـثـمُ ظـلَّـــــــــــــــــــه   ***   لـلـمـاءِ فـي كــــــــــــــــــــفـيـهِ سِـرُّ

يُـنـبـيـكَ أنَّ الــــــــــــــــــمـاءَ مـــــــــــــــدرسـةٌ وأنَّ الــــــــــمــــــــاءَ فِــكـرُ

يـنـبـيــــكَ أنَّ يـديـهِ كــلٌّ مــــــنـــــــــــــــهــمـا فـي الأرضِ نـــــــــــــــــــهـرُ

يَـفـنى لـيـبـتـكـرَ الـحـيــاةَ لـيـغـسِــــــــــــــلَ الـظـلــــــــــــــــــــــــمـاتِ فــكـرُ

الـشـاهـدُ الـكـونـــــــــــــــيُّ فـي   ***   إعـصـــــــــــــــــارِ غــــيـرتـهِ يـمُـرُّ

والـضـوءُ أسـودُ.. والـــــــــــمـنــــــــــــــايـا تـلـتـظي والـريـــــــــــــــحُ صَـرُّ

الأرضُ أجـمـعُـها حـصـارٌ والـمـــــــــــــدى قـيـــــــــــــــــــــــــــــــــدٌ وقـهـرُ

وظـلامُ أسـئـلـةٍ.. وآذنَ بـالـدمِ الــــــــــــــمـسـفـــــــــــــــــــــــــــــــــــوكِ نَـذرُ

فـالـمـكـرُ وعـيٌ.. والـنـقـــاءُ جـــــــــــــــريـرةٌ.. والـخـيـرُ شــــــــــــــــــــــــرُّ

إذ ذاكَ أشـرقَ حـزنُـــــــــــــــه   ***   قـمـراً يـسـيــــــــــــرُ بـه الأغــــــــــرُّ

إذ ذاكَ أطـعـمَ عـــــــــــــصـرَه   ***   عـمـراً لـه الأزمـانُ عُـمــــــــــــــــــــرُ

طـعـنَ الـحِـرابَ بصـــــــــدرِهِ   ***   وعـلى الـسـيــــــــــــوفِ انـقـضَّ نـحـرُ

فـرداً تـجَـمْـهَـرَ لا يـــــــــــزحــــــــــــــزحُـه من الآلافِ صِــــــــــــــــــــــــفـرُ

فـي ذاتـهِ جــيــــــــــــــشٌ تــلــــــــــــــــوذُ بـهِ الـجـيـــــــــــــــــوشُ فــتـسْـتَـقِـرُّ

عَـدوَى شـجــــــــــــــاعـتـهِ تَـــــــــــــــــدبُّ إلـى الـــجـبـــــــــــــــانِ فـلا يَـفِــرُّ

رمـقَ الـفـراتَ كـأنَّـمَــــــــــــا   ***   أمـــــــــــــــــــــــــواجُـه رمـلٌ وصـخـرُ

أو أنَّ غـيـــــــــــــمـاً مـن رمــــــــــــــادٍ فـي مـدى الـصـــــحــــــــــــراءِ يـذرو

أتـشُـحُّ والـمـعــــــنـى غـريــــــــــــــــــبٌ يـا فـــــــــــــــــــــــــراتُ وأنـتَ حُــرُّ

هـل أنـتَ جـرحٌ يـا فــــــــــــــــــــــــــــراتُ عـلـى الــثـرى أم أنــــــــتَ جــمـرُ

هـل أنـتَ نـثـرٌ لـلــــــــــرؤى   ***   أمْ أنـتَ لـلـشـريــــــــــــــــــــــــانِ شِــعـرُ

خَـفَـضَ الـفـــــراتُ جـبـيـنَــه   ***   خَـجـلاً فـمـا لـلـمـــــــــــــــــــــــاءِ عُــــذرُ

قـال الـفـراتُ مـطـأطِـئـــــــاً:   ***   جُــرحـي كـجـــــــــــــــرحِـكَ مُــسـتـــمِـرُّ

يـا ســيِّـد الـمـاءِ الــــــــــــذي   ***   فـي كــفِّـــــــــــــــــــــــهِ لـلأرضِ طُــهـرُ

يـا جُــرحَ فـــــــــاطـمـةٍ عــليــــــــــــــكَ دمـوعُـها لـلـــــــــــــــــحــشـــرِ حُـمْـرُ

يـا مـوقِـفـاً مـا فـوقَـــــــــــــه   ***   فـخـرٌ ولا يـبـلـيــــــــــــــــــــهِ ذِكـــــــــــرُ

ذُخـرُ الـوصـيِّ لـنـجـلـــــــــهِ   ***   إن عَــزَّ يـومَ الــطــــــــــــــــــــفِّ نـصــرُ

مـا كـربـلاؤكَ وحـدهــــــــــا   ***   فـجـوارحُ الأحـــــــــــــــــــــــــرارِ قـــبــرُ

وفـداءُ جـودِكَ أيـــهـا الــقـدِّيــــــــــــــــسُ حـرمــــــــــــــــــــــــــلـةٌ وشِــمـــــــرُ

أوقـدتَ نـهـراً لـلـــــــــــرؤى   ***   والأرضُ مـوحِـشـةٌ وقَــفْــــــــــــــــــــــــرُ

ورفـعـتَ بـيـرقَ ثـــــــــــورةٍ   ***   لا تُـسـتَـلانُ ولا تُـغـــــــــــــــــــــــــــــــــرُّ

أحـيَـتْ مـلايـيــــــــــــنـاً بـصُــــــــــــــورِ الــــرفـضِ والــــــــــــــلاءاتُ حَـشـــرُ

فاسـكـبْ يـديـكَ سـواقـيـــــــاً   ***   وسـحــــــــــــــــــــــــائــبـاً مـلأى تَـــــــــدُرُّ

الـمــــــــــــــاءُ والـدَّمُ يـكـتـبــــــــــــــانِ قـصـيــــــــــــــــــــــدةً والأرضُ سَـطـــرُ   

 

مـحـمـد طـالـب غـالـب الأسـدي 

المرفقات

: محمد طالب غالب الأسدي