ثـورة الـحـسـيــن

 

إلـى الإمـام الـحـسـيـن (عـلـيـه الـسـلام)

 

حـدَّثـيـنـا عـن يـومِــــــــــــــــــهِ الـمَـأثـورِ   ***   وارفـعـي عـنـه حـالـكــــــــاتِ الـسِّـتـورِ

وابـعـثـيـه يـا ذكـريــــــــــــــــاتُ دمـوعــاً   ***   فـي الـمـآقـي ووقـدةً فـي الـــــــــصـدورِ

وأنـيـري لـلـخـابـطـيـــــــــــــــــــن بـديـجـــــــــــــــورِ الـضـلالاتِ والـعَـمَــــــــاءِ الـكـبـيـرِ

صـفـحـةً لـلـجـهــــــــــــادِ قـد سـطّـرتـهــا   ***   رسـلُ الـحـقِّ بـالـنـجـيــــــــــعِ الـطـهـورِ

حـدَّثـيـنـا عـــــــــــــن نـهـضـةٍ ذعـرَ الـطـــــــــــــــاغـوتُ مـن رجـعِـهــــــا الأبـيِّ الـنـذيـرِ

واسـتـفـــــــــــــاقـت نـدمـانُـه وهـوى الـكــــــــــــــأسُ ومـادتْ جـوانــــــــــــــبُ الـمـاخـورِ

وانـجـــــــــلـتْ ظـلـمـةُ الـخـنـوعِ فـهـبَّـتْ   ***   زمــرُ الـمـسـلـمـيــــــــــــــــنَ لـلـتـكـفـيـرِ

فـإذا الـشــــــــــــــــــامُ مـلـعـبٌ لـلـمـنـايـا   ***   وإذا الـمـلـكُ كـالـحـطـامِ الـنـثــــــيـــــــــرِ

وإذا الـغـاشـمـونَ مـن آلِ حـــــــــــــــربٍ   ***   مـيـسـمُ الـعـارِ فـي جـبـيــــنِ الـــــــدهـورِ

شــرَّدٌ كـالـنـعـاجِ أذعــــــــــــرَهـــا الـنـصـــــــــــــلَ فـفـرَّتْ ومـالــــــــــــــــهـا مـن مُـجـيـرِ

ذاكَ عـرشُ الـطـــــــاغـوتِ قــامَ عـلـى الــــــــــــــرقِّ فـألـوى بـه انـتـفــــــــــــاضُ الأسـيـرِ

إيـهٍ.. يـا كــــــــربـلاءَ كـمْ خـضـبـتْ أرضَــــــــــــــكِ أهـــــــــــــــــــــــــــواءٌ ثـمَّ أو غـدورِ

كـمْ ظـلـومٍ أقـامَ فـيـــــــــــــــكِ عـلـى الأشـــــــــــــلاءِ أركـانَ عـرشِـهِ والـســـــــــــــــــريـرِ

كـمْ شـهـيـدٍ كـانـتْ دمـــــــــــــــــاهُ وَقِـيـداً   ***   لـسـراجِ الآمـالِ فـي الـديـــــــــــــــــجـورِ

إيـهٍ.. يـا كـربــــــــــــــلاء عـودي بـهـاتـيـــــــــــــــكِ الـمـآسـي مـن نـائـيـاتِ الـعُـــــــصـورِ

وصِـفـي مـوكـبَ الـحـسـيــــــــــــنِ وقـد قــــــــــــــامَ يـلـبَّـي ضـراعـةَ الـمُـسـتــــــــــــجـيـرِ

ومـضـى يـقـطـعُ الـصـــــــــحـارى مُـجِـدّاً   ***   بـيـن رمـلٍ مـن لـفـحِـــــــــهـا وهـــجـيـرِ

قـاصــــــــــداً كـربـــــــــلاءَ حـتّـى إذا مـا   ***   أنـزلـتـه فــيـهـا يـدُ الـمـقـــــــــــــــــــدورِ

ومـضـى يـســــــــــــــــأل الاُلـى بـايـعـوه   ***   بـعـهـــــــودِ الـخـداعِ والـتـغــــــــــــريـرِ

كـيـف خـانـوا أمــــــــا لـديــــهـمْ فـضـولٌ   ***   مـن إبـــــــاءٍ أو وازعٍ مـن ضـمــــــــيـرِ

لـمْ يـجـدْ غـيـــــــر أنـفـسٍ دنَّـــــــــسـتـهـا   ***   شـهـواتٌ مـــــسـعـورةٌ فـي الـصـــــدورِ

زمـر بــــــــــــــــــاعـت الـكـرامـةَ بـالـمــــــــــــــال وداســت عـــــلـى الـنُّـهـى والـشـعـورِ

وأتـت تـحـمـلُ الـــــــحـسـيـــنَ عـلـى طـــــــــــــــاعـةِ جـبَّـــــارِهـا الأثـيـــــــــــمِ الـكـفـورِ

فـانـبـرى مـشـــــــعـلُ الإبــــــاءِ حـسـيـنٌ   ***   صـارخـاً فـي قـــــــطـيـعِــهـا الـمـأجـورِ

يـا عـبـيـدَ الـزُّنـــــــــــــــاةِ مـن آل ســفـيــــــــــــــان ويـا بـاعـةَ الـتّـقـــــــــــى بـالـفـجـورِ

لـمْ أجـئ طـامـعـاً لــديــــــــــــكـمْ بـمُـلـكٍ   ***   رفـعـتـه مُـقـوَّســــــــــــــــاتُ الـظـهـورِ

فـنـفـــــــــوسُ الـــــــهُـداةِ تـرغـبُ عــمّـا   ***   تـهـبُّ الأرضُ مـن مـتـــــــــاعٍ حـقـيـرِ

إنّـمـا جـئـــــــــــــــــتـكـمْ لأرفـعَ عـنــكـمْ   ***   ألـفَ وزرٍ وألـــــــــــــفَ قــــيـدٍ ونـيـرِ

وأزيــــــــــــــــــــحَ الآثـامَ عـن ألـقِ الـحــــــــــــــقِّ وألــوي بـسـطــــــــــوةِ الــــسـكَّـيـرِ

مـسـتـبـيـحِ الأعــراضِ فـي مـخـدعِ الـبـغـــــــــــــي وجــلّادِ شـعـبِـهِ الــمــــــــــــــأسـورِ

يـا ضـحـــــــايـا الـشـرورِ جـئـتُ أقـيـكـمْ   ***   بـكـيـانـي إعـصـــــارَ تــلـكَ الـــشـرورِ

غـيـرَ أنّ الـعـــــــــيـنَ الـتـي تـألـفُ الـظــــــــــــــلّ مـاءً, تـخـشـى أن تـسـتـــحـمَّ  بـنـورِ

فـتـروَّوا حـيــــــــــــــنـاً ولـكـنّـمـا الـشـهــــــــــــــوةُ غـالـتْ فـيـهـمْ بـقـايـــــــا الـضـمـيـرِ

فـانـبـروا كـالـذئـــــــــــــابِ تـغـتـرفُ الـــــــــــــــدّمَ لـتـطـفـي مـن غـلِّـهـــــا الـمـسـعـورِ

واسـتـحـــــــــرَّ الـقـتـالُ فـالأرضُ سَـيـلٌ   ***   مـن نـجـيـعٍ ومـدرجٍ لـلـنــســـــــــــــورِ

ورجـالُ الـحـسـيــــــــــنِ يـهـوونَ كـالأنــــــــــــــجـمِ فـي لـجَّـةِ الـفـنـــــــــــــاءِ الـغـمـيـرِ

يـا لـهـــــــا سـاعـةٌ أفـاضـتْ عـلـى الـدنـــــــــــــــيـا سـنـاءً مـن دامـيــــــــــاتِ الـنـحـورِ

وانـجـلــــــى الـنـقـعُ والـحـسـيـنُ وحـيـدٌ   ***   مـا لـه فـي جـهـــــــــــــادِهِ مـن نـصـيـرِ

تـتـنــــــــــــــــــاهـى إلـيـه ولـولـةُ الأطــــــــــــــفـالِ بـالـغــــــــــالِ مـــن وراءِ الـسِّـتـورِ

وأنـيـنُ الـجَـرحـــــــى ونـوحُ الـثـكـالـى   ***   بـنـشـيـــــــــــــــــــجٍ مـقـطَّــعٍ مــحـرورِ

فـانـتـضــــــــى ســيـفَـه وهـبَّ إلـى الـبــــــــــــــاغــيـنَ غـضـبـانَ هـازئـاً بـالـمــــصـيـرِ

دائـراً فـي جـمــــــــــوعِـهـم يـزرعُ الـمـــــــــــــوتَ فـتـعـدو كـالأرنــــــبِ  الـمـــذعـورِ

ومـضـى فـي نــضــــــالِـهِ غـيـرَ أن الــــــــــــــــفـردَ يـعـيـا أمــــــــــــامَ جـمـعٍ غـــفـيـرِ

فـتـهـاوى عـلــى الـثــــرى وتـقـضَّـتْ   ***   بُـقـيـةٌ مـن لـهــــــــــــــــــافةِ الـمــحـرورِ

فـانـبـــــرت طـغـمـةُ الـزِّنـى تـطـأ الـمـــــــــــــوتـى وتـقـسـو عـلـى عــــذارى الــخـدورِ

يـا شـهـيـدَ الإخـلاصِ كـمْ مـن شـهـيـدٍ   ***   فـجَّـرَ الـــــــــنـورَ مـــــن ظـلامِ الــقـبـورِ

يـا نـبـــــــــيَّ الـجـهـادِ فـي كـلَّ قـلـبٍ   ***   أنـتَ جـرحٌ مــــــــــــــــخــضّـبٌ بـالـنـورِ

أنـتَ حــــــادي الأقـوامِ إنْ غـامَ مـرقـــــــــــــــاهـا وتـاهـتْ فـي عُـتــــــــــمـةِ الـديـجـورِ

لـيـس تـهــــــوي صـروحُ ديـنٍ بـنـاهُ   ***   رسـلُ الـحـقَّ بـالـنـجـيــــــــــــــعِ الـطـهـورِ

 

رشـيـد يـاسـيـن

المرفقات

: رشيد ياسين