مـسـبـحـة الـوجـود

 

إلـى سـيـدي مـوسـى بـن جـعـفـر (عـلـيـه الـسـلام)

 

كَـبُـرَ الـمـقـامُ وضـــــاقـتِ الأبـعــــــــادُ   ***   يـمـشـي.. فـتـورقُ مـن خُـــــطـاهُ بـلادُ

الأرض تـبـدأ مــــــن هـنـا، مـن نـقـطـةٍ   ***   فـيـهـا الـتـقـى.. الـتـوحـيـدُ.. والإيـجـادُ

رقـدَ الـجــــــــــــــوادُ وجـدُّهُ فـي بـقـعـةٍ   ***   مـا عـادَ فـيـهـا لـلـعـيــــــــــــــونِ رَقـادُ

عـلـتِ الـمـــــــــــــــآذنُ والأذانُ كـأنّـمـا   ***   بـغـدادُ تـرفـعُ فـوقَـهـا بـغــــــــــــــــدادُ

أنـا لا أغـالـي فـيـكَ فــي عـيـنِ تـعـــــطّـــــــــــــــفَ بـعـدَ اسـمـكَ أو تـقـوَّسَ صـــــــــادُ

أنـا لا أعـدُّكَ فـي عـديــِد مـحــــــــــامـدٍ   ***   إذْ لا تـراكَ كـمـا أرى الأعــــــــــــــدادُ

ورأيـتُ أنّـكَ مــــــــــــــا تـعـدَّدَ مـحــــتـــــــــــــــواكَ وقـفـتَ تـشـرحُ سـرَّكَ الآحــــــــادُ

كـبـدٌ تـسـمَّـمَ، ألـفُ عــــــــــامٍ لــم نـزلْ   ***   نـبـكـي عـلـيـهِ وتـشـهـدُ الأكـبـــــــــــــادُ

لا يـنـتـقـي الـجَـدُّ الـعـظـيـمُ حـفــيــــــدَه   ***   أو يـسـتـوي الآبـاءُ والأحـفــــــــــــــــــادُ

فـانـظـرْ لآلِ مـحـمـدٍ فـي عـلـمِــــــــهـم   ***   كـيـف اسـتـوى الأحـفـادُ والأجـــــــــــدادُ

لا يـنـفـدُ الـكـونُ الـذي هـو كـــــــونُـهـم   ***   إذ كـلُّ شـيءٍ يـقـتـفـيـهِ نـفـــــــــــــــــــادُ

والأصـلُ والأنـواعُ والـنـظــــــــــريـةُ الــــــــــــعـصـمـاءُ تـنـفـي مـا تـرى الآبـــــــــــــادُ

والـجـهـلُ والـشـيـــطـانُ أسَّــس فـي الـنـفـــــــــــوس لـنـفـسـهِ وبـبـابِ هـديـكَ بــــــــــادوا  

وبـذرتَ حـلـمَـك فـي عــــيـــونِ الـذابـلـيــــــــــــن وطـابَ فـي ورقِ الـصـلاحِ مِـــــــــدادُ

لـلـخـيـرِ أكـرمُ شــــــــــــاهـدٍ حـيـث الـجــــــــــــوادُ وجـدُّه، وابـنُ الـجـوادِ جــــــــــــــوادُ

حـيـث الـمـســــافـةُ والـزمـــــــــــانُ مُـحَــــــــــــدِّدانِ لـمـا تـلـيـقُ بـوصـفـهِ الأبـــــــــعـادُ

عـجـبٌ دعــــاؤكَ فـيـــــه يُـخـتـصـرُ الـكـــــــــــلامُ وتـلـتـقـي فـي وَعـيـهِ الأضــــــــــدادُ

وبـحـجــــمِ سـبـعِ ســـواجـدٍ تـحـتـاجُ أرضــــــــــاً كـي تـعـيـشَ، فـجـدُّكَ الـسَّـــــــــــــجَّـادُ

صـلـيـــــــتَ حـدَّ الله قــــال: كـفـى.. وأوشــــــــــكَ أن يُـصـلّـي خـلـفَـكَ الـــــــــــــــجـلّادُ

والـسـجـنُ صـــلّـى كـي تـظـلَّ حـبـيـسَـه   ***   لـمَّـا تـهـذَّبَ طـبـعُـهُ الـمـــــــــــــــعـتـادُ

تُـنـهـي الـنـهـارَ بـســـــــجـدةٍ والـلـيـلُ دلَّـــــــــــــكَ أن تُـقـيـمَ صـلاتَـه الـتـســــــــــــــهـادُ

مـتـوضِّـئـاً بـالـدمـعِ، يـــــــركـعُ فـي يـديــــــــــــكَ وفـي يـديـكَ مـن الـدمــــــــوعِ عـبـادُ

الـواقـفـونَ عـلـى مـخــــــاوفِ غـيـرِهـم   ***   إن لـم يـكـونـوا قـاتـلـيـكَ فـــــــــــكـادُوا

ويـكـفِّـــــــــرونَ دمـوعَـنـا ونـرى الـجـنـــــــــــــانَ بـدمـعـةِ الـبـاكـي عـلـيــــــــكَ تُـشـادُ

أو مـن تـــــــــــــــــــــردَّدَ أن يـريـدكَ مــــــــــــــا أرادَ  اللهُ ، إذ غـــيـــر الأردْتَ أرادُوا

عـيـنـاكَ مـسـبـحـةُ الـوجــودِ ودمـعُ خــشــــــــــــــيـتِـهـا الـنـقـيِّ لـخـيــــطِـهـــــــا يـنـقـادُ

وأنـا.. طـريـدُ قـصـيــــــدتـي ولـسـانُـهــا   ***   لـو أحـسـنـتْ مـا يـحــــســـنُ الـصـيـادُ

حـيـن ادعـيـتُ عـلـى الـقـصـيـدةِ أنّـهـا امــــــــــــــرأةٌ ولـيـسَ عـلـى الـنـــــــســاءِ جِـهـادُ

حـيـنَ انـقـسـمـتُ قـصـيـدتـيـــن، بـريـئـةٌ   ***   تـنـأى وأخـرى خــــــــلـــــــسـةً تـرتـادُ

يـا أوَّلَ الـزهّـادِ آخــــــــــــــــــــرهـم أنـا   ***   إنَّ الـمـســــــــــافـةَ بـيـنــــــنـا الـزُّهـادُ

خـلَّـدتَ ذكـرك بــــــــــالـجـراح لأن مـن   ***   يـبـقـى الـجـراح, وتـذهـــــب الأجـسـاد

نـجـاح الـعـرسـان

: نجاح العرسان