قال الأمام الصادق (عليه السلام):(ثلاثة من اتى الله بواحدة منهن اوجب الله له الجنة)
1. الأنفاق من اقتار: ان الأنفاق من أقتار اعلى درجة من الأيثار و مثاله الأنفاق الذي قام به سيد البلغاء و سيدة النساء و ابناهما (عليهم السلام )حيث قدموا طعامهم الى المسكين و الأسير و اليتيم ثلاث ليال متواليات و بقوا جائعين .
2. البشر لجميع العالم : ان يكون الأنسان طلق الوجه مع كل من يلقاه , سواء كان قريبا او بعيدا ,مسلما او كافرا,ورد في الاثر ان (المؤمن هش بش )التمحيص للأسكافي، فالمؤمن ان يكون بش الوجه و المحيا و ان كان متألما ,وهذا يتطلب ارادة قوية ونفس متربية ,لأن النفس بطبيعتها لاتترك الأنسان بشوش بل تدعوه للعبوس لوجه الأخرين بسب ازمات الحياة الصعبة و يصف المؤمن أمير المؤمنين (عليه السلام) في قوله (حزنه في قلبه و بشره في وجهه) بحار الأنوار .
ولاعجب ان كان التحلي بهذه الخصال أمرا صعبا لانها ثمن الجنة , والجنة لاتثمن و فاللحظة الواحدة فيها لايعدلها ملايين ولا مليارات من كنوز الدنيا , خصوصا بعد اقترانها بالخلود , فالحديث الذي صدرنا به الكلام وهو ان صاحب النفس التي تتمتع باحدى الخصال التي ذكرها الامام (عليه السلام) يستوجب الجنة , وذلك يحتاج الى تمرين وترويض مستمرين للنفس واضيف :ان من تحلى باحدى هذه الخصال جاءته البقية تباعا , لانها صفات متلازمة .
3. الأنصاف من نفسه: يجدر بالمؤمن فيما لو اكتشف ان الحق ليس معه بل مع مقابله ان يقر له ويتراجع وهذه الخصله لا يمكن ان تكون الا في نفس خاضعة للايمان وللعقل.
يقول الله تعالى في وصف النفس الخاضعة لغير الحق { وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ} وقد يكون هذا حال معظم الناس الا من روض نفسه على خلاف أهوائها وغرائزها, فلو قيل للمؤمن أتق الله فانه سيشعر بذل المعصية , أما اذا لم يكن الشخص مؤمنا حقا اخذته العزة بالاثم وكابر .
علينا أن نفكر في الجنة والشوق لنيلها , وذلك لان المفترض ان سبب توجهنا الى هذا السبيل هو طلب رضى الله سبحانه وتعالى .
يشير الحديث الشريف ان من كانت فيه واحدة من هذه الصفات وبها ختمت حياته فهو يستحق الجنة, وهذا لايعني ان يكون الشخص مستحقا للنار ومع ذلك يجعله الله من اهل الجنة بل يعني ان من توجد فيه هذه الصفات او واحدة منها فانه يكون مؤهلا للجنة .
وان اعمال الانسان وتصرفاته انما تنبعث عن نفسه فالاعمال الصالحة والخصال الحميدة تصدر عن نفس قد ملك صاحبها زمامها كنفوس المعصومين عليهم السلام واولياء الله تعالى , كما ان المعاصي لاتصدر الا عن نفس غير مسيطر عليها ومن الطبيعي ان مثل هذا الانسان لايتمكن من الاتصاف بالصفات التي من شانها ان تورده الجنة , اما الانسان المالك لزمام نفسه فسينتقل من خير الى خير حتى يكون من اهل الجنة , وهذه الخصال التي ذكرها الامام (عليه السلام) لاتتوفر الاعند ذوي النفوس العالية .
الكاتب: فراس الكعبي
اترك تعليق