و هي من اصعب الليالي التي مرت على نساء اهل البيت عليهم السلام المسبيات بعد المصيبة و الم الفراق الذي مر بهم بعد قتل الامام الحسين عليه السلام و اصحابه سلام الله عليهم و حرق و نهب خياهم، و كان لهذه الليلة اثر كبير في نفس السيدة زينب عليها السلام حيث كانت تذرف العبرات على فقد اعز ما لديها من اخوتها و ابنائهم و ما مر عليها من مواقف لم تجعل للإنسانية وجود بل صُب الجهل كل الجهل على خير خلق الله في الارض و اصبحت الفجيعة بعد الفجيعة يتفاخرون بها طمعاً في تُميرات تأملوا ان يصيبوا منها صاعاً جشعاً و طمعاً مقابل اطفاء نور الله في ارضه .
واجهت السيدة زينب عليها السلام عبء كبير في محاولة السيطرة على المواقف التي مر بها السبايا من نهب و ضرب و تخوفها على ابن اخيها الامام زين العابدين علي بن الحسين السجاد عليه السلام الذي واصل اعداء اهل البيت عليهم السلام في محاولة قتله و هو في فراش المرض حيث ذكر في الروايات انه كان سقيم في فاجعة الطف و عند سماعه نداء الامام الحسين عليه السلام"هل من ناصر ينصرنا" كان علي بن الحسين عليه السلام يخرج من خيمته و سيفه يخط بالارض من شدة المرض و يرجعه الامام الحسين عليه السلام الى خيمته خوفا عليه و على امته التي يرعاها من بعده لكونه الامام المعصوم المفترض الطاعة من بعد الامام الحسين عليه السلام.
فضلا عن عدد الاطفال الذين تيتموا في ارض كربلاء من كان لهم غير اخت الحسين عليه السلام زينب فخر المخدرات عليها السلام حيث كانت تجمعهم عندما غار اعداء اهل البيت عليهم السلام على الخيام وهرع الاطفال واتخذوا الصحراء طريقا للهروب من القتل المحتم عليهم، وهنا يتبين هول المصيبة التي وقعت على عاتق السيدة زينب صلوات الله عليها من حماية طريق الامامة و حفظ ارامل و ايتام اهل البيت و انصارهم عليهم السلام.
و يتبين من خلال المتتبع لسيرة اهل البيت عليهم السلام و مصيبة الامام الحسين عليه السلام بالتحديد، فان سبايا اهل البيت في يوم عاشوراء و في طريق سبيهم الى الكوفة ثم الى الشام واجهوا بها اسوأ مما يتخيله العقل من الاهانة والضرب و النكران لمقامهم الشريف و تسميتهم بالخوارج و سجنهم في خربة و رفع رؤوس ذويهم امام انظارهم على طول المسير بغضا و عدوانا بهم و بالحسين عليه السلام و بجد الحسين رسول الله محمد صلى الله عليه و آله.
فياترى اي ليلة مرت عليكم يا اهل بيت الرسالة يا مخدرات اهل البيت عليهم السلام بعد مصيبة شهادة الامام الحسين و اخيه ابي الفضل العباس و انصاره عليهم صلوات الله، رب قوم لم يرأفوا بابن بنت نبيهم و انصاره الذي لم يخرج اشرا و لا بطرا ولكن خرج للإصلاح في امة جده ما المتوقع منهم في معاملة اراملهم و يتاماهم؟.
قيس العامري
اترك تعليق