ميثم بن يحيى التمار عليه السلام رجل عالم عامل و عابد زاهد يكنى بابي سالم النهرواني كان من خواص اصحاب امير المؤمنين علي بن ابي طالب(عليه السلام) و تعلم من علمه، وكان ميثم التمار يخبر بأخبار غيبية تلقاها من امير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام و ذكر في الروايات:
عن فضيل بن الزبير قال : مرّ ميثم التمّار على فرس له فاستقبله حبيب بن مظاهر الأسدي عند مجلس بني أسد فتحادثا حتّى اختلف عنقا فرسيهما ، ثمّ قال حبيب : لكأنّي بشيخ أصلع ضخم البطن يبيع البطيخ عند دار الرزق ، قد صلب في حب أهل بيت نبيّه ، فتبقر بطنه على الخشبة. فقال ميثم : وإنّي لأعرف رجلا أحمر له ضفيرتان ، يخرج لنصرة ابن بنت نبيّه فيقتل ويجال برأسه في الكوفة. ثمّ افترقا ، فقال أهل المجلس : ما رأينا أكذب من هذين. قال : فلم يفترق المجلس حتّى أقبل رشيد الهجريّ فطلبهما ، فقالوا : افترقا وسمعناهما يقولان كذا وكذا. فقال رشيد :
رحم الله ميثما نسي ويزاد في عطاء الذي يجيء بالرأس مائة درهم. ثمّ أدبر ، فقال القوم : هذا والله أكذبهم. قال : فما ذهبت الأيّام والليالي حتّى رأينا ميثما مصلوبا على باب عمرو بن حريث. وجيء برأس حبيب قد قتل مع الحسين عليهالسلام ، ورأينا كلّما قالوا .
وذكر ايضا في الروايات في امالي الشيخ الصدوق (ره ) بسند عن جبلة المكيّة قالت : سمعت ميثم التمّار يقول : (واللّه لتقتلن هذه الا مّة ابن نبيّها في المحرّم لعشر مضين منه ، وليتخذنّ اعداء اللّه ذلك اليوم يوم بركة ، وإ نّ ذلك لكائن قد سبق في علم اللّه تعالى ذكره ،اعلم ذلك بعهد عهده إليَّ مولاي اميرالمؤمنين صلوات اللّه عليه، ولقد اخبرني انه يبكي عليه كلّ شيء حتى الوحوش في الفلوات ،والحيتان في البحار، والطير في جوّ السماء، وتبكي عليه الشمس ،والقمر، والنجوم ، والسماء، والارض ، ومؤمنو الانس والجنّ، وجميع ملائكة السموات ورضوان ومالك ، وحملة العرش ، وتمطرالسماء دماً ورماداً، ثمّ قال : وجبت لعنة اللّه على قتلة الحسين (ع ) كما وجبت على المشركين الذين يجعلون مع اللّه إلهاً آخر، وكما وجبت على اليهود والنصارى والمجوس .
شهادته عليه السلام:
صلب ميثم التمّار في الكوفة بأمر ابن زياد بعد رجوعه من الحج، حيث امر ابن زياد(لع) عريف الكوفة ان يحضره اليه فقال له عبيد الله:
أين ربك ؟ قال بالمرصاد لكل ظالم وأنت أحد الظلمة.
وقال له ابن زياد: لتبرأن من علي (عليه السلام) وتتولّى خلافة عثمان أو لأقطعنّ يديك ورجليك وأصلبك! فأبى ميثمُ (رضوان الله تعالى عليه) ولم يذكر الامام علي (عليه السلام) إلاّ بالعظمة والعلم، فأمر عبيدُ الله بن زياد(لع) بقطع يديه ورجليه وصلبه على الخشبة، فلمّا رُفع على الخشبة صاح بأعلى صوته: أيّها الناس، من أراد أن يسمع الحديث المكنون عن عليّ بن أبي طالب قبل أن أُقتل، والله لأخبرنكم بعلم ما يكون إلى أن تقوم الساعة وما يكون من الفتن. وأقبل يحدّث الناس وهم مجتمعون حوله بفضائل علي بن أبي طالب (صلوات الله عليه) وبني هاشم والعجائب وبمخازي بني أمية وهو مصلوب على الخشبة، فقيل لابن زياد: لقد فضحكم هذا العبد، فقال: ألجموه، فأُلجم بعدما طُعن بالحربة، فكان أوّل خلق الله أُلجم في الإسلام ، بعدما ابتدر منخراه وفمه دماً عبيطاً، فأمر اللعين ابنُ زياد بقطع لسانه ليقطع بيانه، فقطعوا لسانه فخضبت لحيته بالدماء، ثمّ طعنه لعينٌ في خاصرته فأجافه، فكبّر وفاضت روحه الزكية.
فلما كان في اليوم الثاني فاضت منخراه وفمه دما فلما كان في اليوم الثالث طعن بحربة فاستشهد وكانت شهادة ميثم قبل قدوم الحسين عليه السلام العراق بعشرة أيام.
فسلام عليه يوم ولد و يوم استشهد و يوم يبعث حيا.
اعداد / قيس العامري
اترك تعليق