ان النظر للخصوصيات و الميزات التي نالها الامام الحسين عليه السلام او التي اعطاها له خالق الكون تشريفا و تكريما له لا تحصى و لا توزن ولم يتميز بها غيره سلام الله عليه من الانبياء والاوصياء الا القليل منها ونذكر البعض منها في ما يلي:
أولها:الاحترام الخاص للزهراء عليها السلام اثناء الحمل به عليه السلام، وقول النبي صلوات الله عليه وآله لها: اني ارى في مقدّم وجهك نورا، وستلدين حجة لهذا الخلق...
وقول فاطمة الزهراء عليها السلام " كنت لا احتاج ايام حملي به في البيت المظلم الى مصباح "، وقولها (عليها السلام) " كنت اسمع التقديس والتسبيح منه في بطني، وقولها(عليها السلام) " اني كلما نمت رأيت في المنام شخصين نورانيين يقرءان عليّ ".
وثانيها: الاحترام الخاص للتهنئة بولادته فقد صدرت خمسة اقسام من الوحي عندها، فأوحى الله الى رضوان خازن الجنان: أن زخرف الجنة، وطيّبها كرامة لمولود ولد لمحمد (صلى الله عليه وآله)، واوحى الله الى الملائكة: ان قوموا صفوفا بالتسبيح والتحميد والتمجيد والتكبير، كرامة لمولود ولد لمحمد صلوات الله عليه وآله.
واوحى الله تعالى الى جبرئيل (عليه السلام) " ان اهبط الى النبي (صلى الله عليه وآله) في ألف قبيل - والقبيل ألف ألف ملك، على خيول بٌلق مسرجة عليها قباب الدر والياقوت معهم الروحانيون بأيديهم حراب من نور ان هنئوا محمداً (صلى الله عليه وآله) بمولوده " فتأمل في هذه الكيفية والجمعية الخاصة لهذه التهنئة.
ثالثها: الاحترام الخاص لتسميته فانه قال تعالى لجبرئيل (عليه السلام) بعد ذلك، واخبره: " اني سميته الحسين "، فالتسمية منه تعالى بالخصوص، وقد سمّاه في كتابه المجيد ووصفه باوصاف خاصة، وجعل تعالى له (عليه السلام) في السموات اسماء خاصة كما في الروايات.
رابعها: الاحترام الخاص لتعزيته فانه قال تعالى بعد التسمية بالحسين (عليه السلام) لجبرئيل (عليه السلام) بعد التهنئة: عزّه وقل له: ان امتك ستقتله.
خامسها: الاحترام الخاص لقابلته، فانه تعالى قد ارسل حورية خاصة، فائقة على الحور عند ولادته، فكانت قابلة له هي ومن معها من الحور العين.
سادسها: الاحترام الخاص لمهده، فقد عاذ الملك فطرس بمهده عليه السلام.
سابعها: الاحترام الخاص لتحريك مهده، حرّكت مهده الملائكة، وميكائيل.
ثامنها: احترام خاص لمناغاته في المهد، فجعل يناغيه في المهد جبرئيل عليه السلام.
تاسعها: احترام خاص لرضاعه فجعله من لسان نبيه وابهامه.
حيث مصداق ما في زيارة جابر للإمام الحسين عليه السلام حين قال " غذتك يد الرحمة ورضعت من ثدي الايمان وربيت في حجر الاسلام ".
عاشرها: احترام خاص للباسه، فاهدي اليه بالخصوص لباسا، قال فيه النبي (صلى الله عليه وآله) حين البسه: هذه هدية اهداها إليّ ربي تعالى للحسين، وانا اُلبسه اياها، وان لحمتها من زغب جناح جبرئيل ".
حادي عشرها: احترام خاص لقبره المبارك، فزاره قبل دفنه كل نبي من آدم الى الخاتم (صلى الله عليه وآله)، ولم يُسمع ابدا بقبر قبل دفن صاحبه فيه.
ثاني عشرها: احترام خاص لدمه، فجعل الله تعالى حبيبه المصطفى (صلى الله عليه وآله) يجيء فيلتقطه ويجمعه في قارورة خضراء، قد جاء بها ملك من الملأ الاعلى لاجل ذلك.
ثالث عشرها: : احترام خاص من الله تعالى لشفاعته، بأن جعله شفيع الملائكة، وجعل وقتها يوم ولادته، وشفاعة غيره انما هي للناس يوم القيامة، فأعطاه هذه علاوة على تلك.
رابع عشرها الاحترام الخاص للتربة المحيطة بقبره الشريف بتفاوت القرب اليه من خمسة وعشرين ذراعا الى اربعة فراسخ، فلها فضائل متفاوتة بتفاوت القرب الى موضع مرقده، وقد اختارها لمدفنه يوم دحي الارض كما قال ذلك عليه السلام حين اراد الخروج من المدينة المنورة، فجعل الله تعالى لها خصوصيات:
الاولى: انها شرُفت على الكعبة المكرمة،كما ورد في بحار الانوار الجزء 44 الصفحة 331
فمن حديث كربلا والكعبة ... لكربلا بان علو الرتبة
وقد يقال انها افضل من ارض الغري، وان لم تكن افضل من اصل مرقد امير المؤمنين علياً عليه السلام.
الثانية: انه ورد عن الباقر (عليه السلام) بأسانيد معتبرة، انه خلق الله تعالى هذه الارض قبل ان يخلق الكعبة باربعة وعشرين الف عام، وقدّسها وبارك عليها.
الثالثة: روي عنه عليه السلام ايضا باسانيد كثيرة، انه مازالت كربلاء قبل خلق الله تعالى الخلق مقدسة مباركة، ولا تزال كذلك حتى يجعلها الله افضل ارض في الجنة، وافضل منزل ومسكن يسكن الله تعالى فيه اولياءه في الجنة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
خصائص الحسين عليه السلام ومزايا المظلوم / لآية الله الشيخ جعفر التستري / مع التصرف
اترك تعليق