شهادة المعصومة أخت الرضا عليهما السلام عقيلة العصر العباسي

ما ان اشرقت شمس الصباح ونادت يا اخوتي وبني اخوتي هلمّ للقاء امامنا وسيدنا ،  وخرجت من مدينة جدها كخروج  سيّد الشهداء صلوات الله عليه يؤلم قلبها فراق الاحبة، سارت تلك القافلة تحفها الملائكة، تقودهم شمس تنير الطريق وكأن لسان حالها يقول:عن فراق جدها وامها فاطمة واخيها الرضا عليهما السلام، لكل اجتماع من خليلين فرقة... و كل الذي دون الممات قليل، عسى ان تلتقي باخيها وامامها الرضا عليه السلام

تلك هي كريمة أهل البيت سلام الله عليها

قلمّا نجد شخصية عظيمة ارّخ لها التأريخ فهي خرّيجت بيت الرسالة وسليلة الانبياء وربيبة بيت الامامة الا وهي بنت الامام وأخت الامام وعمة الامام وجدهما امام، فدلّ على عظمتها ما قالوا في حقها فقد روي عن جدها  أبي عبد الله الصادق عليه السلام انه قال:«إنّ لله حرماً وهو مكة، وإنّ للرسول صلى الله عليه وآله حرماً وهو المدينة، وإنّ لأمير المؤمنين عليه السلام حرماً وهو الكوفة، وإن لنا حرماً وهو بلدة قم، وستدفن فيها امرأة من أولادي تسمي فاطمة، فمن زارها وجبت له الجنة».

و عن اخيها الامام الرضا عليه السلام انه قال عنها عليها السلام: «من زارها فله الجنة».

وايضا ما روي عن ابن اخيها وامامها  أبي جعفر محمد بن علي الجواد عليه السلام أنّه قال: «من زار قبر عمّتي بقم فله الجنّة».فيكفي بعلوا شأنها وعظمتها ما قالوا .

ملامح الشبه بين حياتها و حياة السيدة زينب عليهما السلام:

حينما نقرأ عن شخصية تلك المرأة العظيمة نراها كعمّتها زينب عندما خرجت مع اخيها الامام الحسين عليه السلام الى كربلاء ، فكذلك حينما اُبعد الامام علي بن موسى الرضا من المدينة الى مدينة مرو (خراسان) وذلك بامر المامون العباسي لعنه الله في سنة (200 هـ) فلم يستطع تصبرها لاشتياقها للإمام فنهضت لاخذ دور عمتها زينب للدفاع عنه من يزيد عصرها واينما حلّت كانت تبين مظلومية الامام وانه امام مفترض الطاعة غُصِب حقه فكان دورها الاعلامي كدور العقيلة زينب عليهما السلام في فضح يزيد واتباعه حيث انها فضحت يزيد في المدينة المنورة ومن حولها ، فلم يرق له ذلك حتى ارسل الى واليه على المدينة باخراجها حتى وصلت الشام فسيق اليها السمّ فاستشهدت سلام الله عليها .

وكذلك حين وصول القافلة العلوية الهاشمية بجمع من اخوتها وبني اخوتها الى مدينة ساوة ارسلت السلطة الجائرة جنودها فاعترضوا طريقها ومنعوها عن مسيرها وحالوا بينها وبين الوصول خراسان وذلك لدورها الاعلامي بالدفاع عن امام زمانها ، حتى دارت بينهم معركة استشهد على اثرها اخوتها وبني اخوتها فكانت مأساتها لا تقل عن مأساة زينب فانها شاهدت مقتل اخوتها وابنائهم وتشريد بعضهم ، ولم يكتفوا بذلك فعلى رواية سيق لها السمّ الذي على اثره تمرّضت ، ولجأت الى قم بعد ان عرفت ان المسافة من ساوة وقم عشرة فراسخ اي ما يقارب ال60كم، فخرج القمّيّون واستقبلوها (كما استقبل اهل المدينة رسول الله صلى الله عليه وآله)يتقدمهم رئيس الاشعريين ( موسى بن خزرج )فتشرّف باستقبالها وضيافتها فضلّت في بيته سبعة عشر يوما حتى دنت شهادتها وذلك في العاشر من ربيع الثاني

 فكسفت شمس الصباح حين وصولها قما .... ليت لم يكن قمر يحجب ضوء الشروق

فغاب شروق الشمس ولم تلتقي....  باخ لها امام رؤوف ..

فسلام الله عليها يوم ولدت ، ويوم استشهدت ، ويوم تبعث حياً.

الكاتب / السيد رعد عبد زيد العلوي

المرفقات