كيفية دفن الزهراء(عليها السلام) ... ومن صلّى عليها ؟

روي عن علي (عليه السلام)  قال : صلى على فاطمة (عليها السلام) سبعة نفر : أبو ذر، سلمان، والمقداد، وعمار، وحذيفة، وعبدالله بن مسعود، وكنت إمامهم.

وروى الشيخ الطوسي (رحمه الله) بإسناد معتبر عن سليمان بن خالد عن أبي عبدالله  قال : سألته عن أول من جعل له النعش؟ فقال : فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله).

وروي أيضاً بإسناد معتبر عن أبي عبدالرحمن الحذاء عن أبي عبدالله (عليه السلام)  قال : أول نعش أحدث في الإسلام نعش فاطمة (عليها السلام) ، إنها اشتكت شكوتها التي قبضت فيها، فقالت لأسماء : إني نحلت وذهب لحمي، ألا تجعلين لي شيئاً يسترني؟ قالت أسماء : إني إذ كنت بأرض الحبشة رأيتهم يصنعون شيئاً، أفلا أصنع لك، فإن أعجبك صنعت لك، قالت : نعم، فدعت بسرير فاكبته لوجهه، ثم دعت بجرائد فشدتها على قوائمه، ثم جللته ثوباً، فقالت : هكذا رأيتهم يصنعون، فقالت : اصنعي لي مثله، استريني سترك الله من النار.

وفي بعض كتب المناقب القديمة المعتبرة على ما في (البحار) عن ابن عباس في حديث، قال : لما توفيت (عليها السلام) شقت أسماء جيبها، فخرجت فتلقاها الحسن والحسين (عليهما السلام) فقالا : أين أمنا؟ فسكتت، فدخلا البيت، فإذا هي ممددة، فحركها الحسين، فإذا هي ميتة، فقال : يا أخاه آجرك الله في الوالدة، وخرجا يناديان : يا محمداه، يا أحمداه، اليوم جدد لنا موتك إذ ماتت أمنا، ثم أخبر علياً (عليه السلام) وهو في المسجد، فغشي عليه حتى رش عليه الماء، ثم أفاق، فحملهما حتى أدخلهما بيت فاطمة (عليها السلام) ، وعند رأسها أسماء تبكي وتقول : عن وجهها، فإذا برقعة عند رأسها، فنظر فيها فإذا فيها : بسم الله الرحمن الرحيم، هذا ما أوصت به فاطمة بنت رسول الله، أوصت وهي تشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمداً عبده ورسوله، وأن الجنة حق، وأن الساعة آتية لا ريب فيها، وأن الله يبعث من في القبور.

يا علي، أنا فاطمة بنت محمد زوجني الله منك لأكون لك في الدنيا والآخرة، أنت أولى بي من غيرك، حنطني وغسلني وكفني بالليل، وصلِّ علي، وادفني بالليل، ولا تعلم أحداً، واستودعك الله، واقرأ على ولدي السلام إلى يوم القيامة، فلما جن الليل غسلها علي (عليه السلام) ، ووضعها على السرير، وقال للحسن : ادع لي أبا ذر، فدعاه، فحملاها إلى المصلى، فصلى عليها، ثم صلى ركعتين ورفع يديه إلى السماء فنادى : هذه بنت نبيك فاطمة أخرجها من الظلمات إلى النور، فأضاءت الأرض ميلا في ميل، فلما أرادوا أن يدفنوها نودوا من بقعة من البقيع : إلي إلي، فقد رفع تربتها مني، فنظر فإذا بقبر محفور، فحملوا السرير إليها فدفنوها، فجلس علي (عليه السلام) على شفير القبر فقال : يا أرض استودعك وديعتي، هذه بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فنودي منها : يا علي، أنا أرفق بها منك، فارجع ولا تهتم، فرجع وانسد القبر، واستوى الأرض، فلم يعلم أين كان إلى يوم القيامة.

من كتاب : جلاء العيون / للمؤلف : السيد عبد الله شبر.

المرفقات