جاء في عدة موارد في القرآن الكريم أن الانبياء وأممهم يتعرضون للسؤال قال تعالى: { فَلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْأَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ } [الأعراف : 6] فيسأل الانبياء بأنكم أرسلتم لارشاد الناس وهدايتهم فهل بلغتم رسالتكم؟ فيجيبون: الهي أنت الشاهد أننا فعلنا كل ما بوسعنا في سبيل ذلك, فيأتي النداء: ومن يشهد لكم بذلك ؟ فيقولون جميعا بأن شاهدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم { وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً} [البقرة : 143] .
وكذلك يتوجه السؤال الى عيسى بن مريم عليه السلام كما جاء في الآية الشريفة : {وَإِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَـهَيْنِ مِن دُونِ اللّهِ} فيرتجف عيسى في مقابل عظمة الخالق ويقول: {سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِن كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلاَ أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ} [المائدة : 116].
وتسأل الأمم أيضا : هل أن أنبيائكم أخبروكم عن هذا اليوم؟ فيقولون بأجمعهم: نعم.
والمورد الآخر للسؤال هو: السؤال عن النعم التي انعم الله عزّ وجلّ بها على العباد وما صنعوا بها يقول الحق تعالى: {ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ} [التكاثر : 8].
وقد وردت روايات مختلفة حول السؤال عن النعم الالهية وتدل على ان النعم لها مراتب, وأهم مرتبة فيها هي ولاية آل محمد صلوات الله عليهم أجمعين, بل النعيم المطلق حيث يقول الإمام الصادق عليه السلام لأبي حنيفة : «بلغني انك تفسر النعيم في هذه الآية بالطعام والطيب والماء البارد في اليوم الصائف قال نعم قال لو دعاك رجل وأطعمك طعاما طيبا وسقاك ماءا باردا ثم امتن عليك به إلى ما كنت تنسبه قال إلى البخل قال أفيبخل الله تعالى؟ قال: فما هو؟ قال: حبنا أهل البيت»[بحار الانوار : 10 / 320 ط لبنان . تفسير الصافي ج5/ص370].
ويسأل يوم القيامة ماذا صنعتم مع آل محمد (صلوات الله عليهم) وكم هي محبتكم واتباعكم لهم ؟
ويسأل من الاعداء عن السبب في معاداتهم لهذه النعمة الالهية, فلا يسأل يوم القيامة عن الطعام الا ما كان اسرافا وتبذيرا أو اكتسبه من حرام أو أنفقه في حرام.
ويسأل أيضا عن الذنوب والمعاصي ولماذا ارتكبتموها؛ وكذلك يسأل عن بعض النعم ومنها نعمة العمر كما ورد في بعض الروايات أنه يسأل عن أربعة : عن عمره فيم أفناه وعن شبابه فيم أبلاه وعن ماله مما اكتسبه وفيما أنفقه .. وكذلك عن ولاية أهل البيت عليهم السلام .
ففي ذلك اليوم يطبق قانون (من أين لك هذا) بصورة دقيقة ومتقنة .
وأول ما يسأل عنه العبد يوم القيامة هو الصلاة كما ورد في بحار الانوار : (أول ما يحاسب به العبد الصلاة فان قبلت قبل ما سواها ...) هل أديت صلاتك الواجبة لوقتها أم لا ؟ هل صليت بصورة صحيحة وأديت هذه الامانة الالهية والتي هي عمود الدين أم لا ؟ ثم يسأل بعدها عن سائر العبادات .
مؤسسة الإمام الحسين للإعلام الرقمي
اترك تعليق