إنّ ظهورَ رجلٍ من أهل بَيت الرِّسالة لإقامة حكومة الله العادلة العالَميّة في مُستقبل الحياةِ البَشريّة (بَعد أن تُملاََ الأرض ظلماً وجَوراً) مِن مُسَلَّماتِ العقائِدِ الإسلامية التي اتّفقَ عليها جمهورُ المُسْلمين، ونقلوا في هذا المجال أحاديث بَلَغَتْ حَدَّ التواتر. فهناك ـ طبق بعض إحصاءات أهلِ التحقيقِ من العُلَماء ـ حوالي 657 حديثاً حول هذه المسألة نذكر منها حديثاً واحداً رواه «أحمدُ بن حنبل» في مسنده: قالَ النَبيُّ (صلى الله عليه وآله) : «لَوْ لَمْ يَبْقَ مِنَ الدُّنيْا إلاّ يومٌ واحِدٌ لَطَوَّل اللهُ ذلك اليومَ حَتّى يَخْرُجَ رَجُلٌ مِنْ وُلْدِي فَيَمْلاَُها عَدْلاً وقِسطاً كما مُلِئَتْ ظُلْماً وَجَوْراً». وعلى هذا الأساس يكونُ قيامُ رَجُلٍ من أهلِ البيت النَبَويّ وظَهورُهُ في آخِر الزمان موضعَ اتفاقٍ بين المسلمين شيعةً وسنةً. لقد جاءَت خصوصياتُ هذا المصلِحِ العالَميّ في الرّوايات الإسلامية نَقَلها الفريقان، وهي على النحو التالي: 1. أنّه من أهل بيت النبي6 389 رواية . 2. أنّه من أولاد الاِمام علي 7 214 رواية . 3. أنّه من أولاد فاطمة الزهراء 3 192 رواية . 4. أنّه تاسع وُلد الحسين 7 148 رواية . 5. أنّه من أولاد الاِمام علي بن الحسين 7 185 رواية . 6. أنّه ابن الاِمام الحسن العسكري 146 رواية. 7. أنّه الثاني عشر من أئِمة أهل البيت 136 رواية. 8 . الرّوايات التي تتحدّث عن ولادته 214 رواية . 9. الرّوايات التي تقول: إنّه يعمّر طويلاً ، 318 رواية. 10. الرّوايات التي تقول : إنّ غيبته ستكون طويلة ، 91 رواية . 11. الرّوايات التي تقول: إنّ الاِسلام سيصير عالمياً عند ظهوره، 27 رواية. 12. الرّوايات التي تقول : إنّ الأرض ستملأ عَدلاً وقِسطاً عند ظهوره، 132 رواية. وعلى هذا الأساس فإنّ وجود مثل هذا المصلح العالمي في مستقبل البَشَرية أمر مقطوعٌ به ومسلَّمٌ من حيث الرّوايات والأحاديث الإسلامية بحيث لا يمكن الشكّ أو التشكيك فيه. وأما ما وَقَعَ الخلافُ فيه فهو ولادته، وأنّه هل وُلِدَ هذا الرَّجُل من أُمّه ولا يزال منذُ ولادَته حَيّاً، أم أنّه سيولد في المستقبل؟ يذهب الشِيعة وفريقٌ من أهل التحقيق من أهل السُّنّة إلى الرأي الأول، فيعتقدون بَأنّ الإمام المهديّ وُلدِ من أُمّه (نرجس) عام 255 هـ وهو لا يزال حَيّاً إلى هذا اليوم. وذهَبَ فريقٌ من أهلِ السّنة إلى أنّه سيُولَد فيما بعد. وحيث إنّنا نحن الشيعة نعتقدُ بأنّ الإمام المهديَّعليه السلام وُلِدَ عام 255 هجرية، وهو لا يزال على قيد الحياة إلى هذه الساعة.
اترك تعليق