الأدلة على إمامة الأئمة الإثني عشر

الإمامة هي رئاسة عامة في أمور الدين والدنيا لخير الخلق وأفضلهم بعد النبي (صلى الله عليه وآله)، لينوبه فيها في تدبير أمور المسلمين، وإرشادهم إلى ما فيه الصلاح والسعادة، وكذلك صيانة الدين من التحريف والدس وغيرها من الأمور المهمة . وعليه وجب أن يكون الإمام معصوما منزه عن فعل الذنوب والمعاصي كالنبي لأنه هو الحافظ للشريعة بعد النبي (صلى الله عليه وآله) ، ولو لم يكن معصوما، لزال الوثوق به، ولم تكن الشريعة في مأمن من الزيادة والنقصان والتغيير والتبديل . ولقول الله تعالى : {لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ} [البقرة/124] . والإمامة لطف من الله تعالى كالنبوة، ولا تكون إلا بالنص من الله تعالى على لسان نبيه أو لسان الإمام الذي قبله، وما ورد في حق أئمة أهل البيت (عليهم السلام) بلغ حد التواتر . وعليه وجب الإعتقاد بأن الإمام بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) هو علي بن أبي طالب عليه الصلاة والسلام ثم من بعده ولده الحسن (عليه السلام) ثم الحسين (عليه السلام) ثم علي بن الحسين (عليه السلام) ثم محمد بن علي الباقر (عليه السلام) ثم جعفر بن محمد صادق (عليه السلام) ثم موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) ثم علي بن موسى الرضا (عليه السلام) ثم محمد بن علي الجواد (عليه السلام) ثم علي بن محمد الهادي (عليه السلام) ثم الحسن بن علي العسكري (عليه السلام) ثم محمد بن الحسن صاحب الزمان صلوات الله عليهم، بنص كل سابق منهم على لاحقه. روى الشيخ الكليني في الكافي (كتاب الحجة / ج 1 / ص 320 / ح 4) عن أبي جعفر عليه السلام قال: أمر الله عز وجل رسوله بولاية علي وأنزل عليه " إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة " وفرض ولاية أولي الأمر، فلم يدروا ما هي، فأمر الله محمدا صلى الله عليه وآله أن يفسر لهم الولاية، كما فسر لهم الصلاة، والزكاة والصوم والحج، فلما أتاه ذلك من الله، ضاق بذلك صدر رسول الله صلى الله عليه وآله وتخوف أن يرتدوا عن دينهم وأن يكذبوه فضاق صدره وراجع ربه عزوجل فأوحى الله عز وجل إليه {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس} فصدع بأمر الله تعالى ذكره فقام بولاية علي عليه السلام يوم غدير خم، فنادى الصلاة جامعة وأمر الناس أن يبلغ الشاهد الغائب. قال عمر بن أذنية: قالوا جميعا غير أبي الجارود - وقال أبو جعفر عليه السلام: وكانت الفريضة تنزل بعد الفريضة الأخرى وكانت الولاية آخر الفرائض، فأنزل الله عزوجل {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي} قال أبو جعفر عليه السلام: يقول الله عزوجل: لا انزل عليكم بعد هذه فريضة، قد أكملت لكم الفرائض. وروى أيضاً في (ج 1 / ص 214 /ح 2) عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله عزوجل: {إنما أنت منذر ولكل قوم هاد} فقال: رسول الله صلى الله عليه وآله المنذر ولكل زمان منا هاد يهديهم إلى ما جاء به نبي الله صلى الله عليه وآله، ثم الهداة من بعده علي ثم الأوصياء واحد بعد واحد.

المرفقات