كتاب الله وعترتي (1)

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ( 1 ) الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ( 2 ) الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ( 3 ) مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ ( 4 ) إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ( 5 ) اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ ( 6 ) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ ( 7 )

 

عن أمير المؤمنين -عليهم السلام- أنه قال : « ( بِسْمِ اللَّه الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ) آية من فاتحة الكتاب ، وهي سبع آيات ، تمامها (بِسْمِ اللَّه الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) سمعت رسول الله -صلى الله عليه وآله- يقول : إن الله تعالى قال لي : يا محمد ( ولَقَدْ آتَيْناكَ سَبْعاً مِنَ الْمَثانِي والْقُرْآنَ الْعَظِيمَ ) فأفرد الامتنان علي بفاتحة الكتاب ، وجعلها بإزاء القرآن العظيم . وإن فاتحة الكتاب أشرف ما في كنوز العرش ، وإن الله عز وجل خص محمدا -صلى الله عليه وآله- وشرفه بها ، ولم يشرك معه فيها أحدا من أنبيائه ، ما خلا سليمان -عليه السلام- فإنه أعطاه منها ( بِسْمِ اللَّه الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ) حكى عن بلقيس حين قالت : ( إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتابٌ كَرِيمٌ إِنَّه مِنْ سُلَيْمانَ وإِنَّه بِسْمِ اللَّه الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ). ألا فمن قرأها معتقدا لموالاة محمد -صلى الله عليه وآله-  وآله الطيبين ، منقادا لأمرها ، مؤمنا بظاهرها وباطنها ، أعطاه الله بكل حرف منها أفضل من الدنيا وما فيها ، من أصناف أموالها وخيراتها . ومن استمع إلى قارئ يقرأها كان له قدر ما للقارىء ، فليستكثر أحدكم من هذا الخير المعرض لكم فإنه غنيمة ، لا يذهبن أوانه فتبقى في قلوبكم الحسرة ».

 

عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله -عليه السلام- ، قال : سألته عن تفسير * ( بِسْمِ اللَّه الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ) قال : « الباء بهاء الله ، والسين سناء الله ، والميم ملك الله ، والله إله كل شيء ، والرحمن بجميع خلقه ، والرحيم بالمؤمنين خاصة ».

 

عن أبي عبدالله -عليه السلام- ، قال : «  ( بِسْمِ اللَّه الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ) أقرب إلى اسم الله الأعظم من ناظر العين إلى بياضها ».

 

عن أبي الحسن موسى بن جعفر ، عن أبيه -عليهما السلام- ، قال : قال لأبي حنيفة : « ما سورة أولها تحميد ، وأوسطها إخلاص ، وآخرها دعاء ؟ » فبقي متحيرا ، ثم قال : لا أدري . فقال أبو عبدالله -عليه السلام- : « السورة التي أولها تحميد ، وأوسطها إخلاص ، وآخرها دعاء ، سورة الحمد ».

 

عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله -عليه السلام - في قوله :  ( الْحَمْدُ لِلَّه ) قال : « الشكر لله » . وفي قوله : ( رَبِّ الْعالَمِينَ ) قال : « خالق الخلق . ( الرَّحْمنِ ) بجميع خلقه  ( الرَّحِيمِ ) * بالمؤمنين خاصة » . ( مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ ) قال : « يوم الحساب ، والدليل على ذلك قوله : ( وقالُوا يا وَيْلَنا هذا يَوْمُ الدِّينِ ) يعني يوم الحساب » . ( إِيَّاكَ نَعْبُدُ ) « مخاطبة الله عز وجل و  ( وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ) مثله » . ( اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ ) قال : « الطريق ، ومعرفة الإمام »

عن جعفر بن محمد -عليهما السلام- ، قال : « قول الله عز وجل في الحمد : ( صِراطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ ) يعني محمداً وذريته ( صلوات الله عليهم ) »

 

قال رسول الله -صلى الله عليه وآله- في قول الله عز وجل : ( صِراطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ ولَا الضَّالِّينَ ) قال : « شيعة علي الذين أنعمت عليهم بولاية علي بن أبي طالب ، لم يغضب عليهم ولم يضلوا » .

 

عن أبي عبدالله -عليه السلام- في قوله : * ( غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ ولَا الضَّالِّينَ ) * . قال : « المغضوب عليهم : النصاب – أي الناصبين العداء لأهل البيت عليهم السلام- ، والضالين : الشكاك الذين لا يعرفون الإمام » .

 

عن أبي عبدالله -عليه السلام- قال : « المغضوب عليهم : النصاب ، والضالين : اليهود والنصارى » .

 

 

النصوص الشريفة مقتبسة من كتاب تفسير البرهان ج1

باب ثواب فاتحة الكتاب وفضلها ، والبسملة آية منها ، وفضلها

 

اعداد : ابراهيم السنجري

المرفقات