من الالطاف الإلهية على الامه الإسلامية ان خصهم بخصائص لم يخص بها غيرهم ومن هذه الالطاف العظيمة ليلة القدر وهي الليلة التي انزل الله بها الكتاب المبين انها اليلة التي خير من الف شهر.
وقد بين الله فضلها وعظمتها في كثير من الآيات واختصها بسورة كامله في القرآن الكريم وهي سورة القدر
{إنا أنزلناهُ في ليلةِ القدر *وما أدراكَ ما ليلةُ القدر * ليلةُ القدرِ خيرٌ من ألفِ شهر * تَنَزلُ الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كلِ أمر *سلامٌ هي حتى مطلع الفجر}
وذكرها في سورة الدخان بقوله تعالى {إنا أنزلناهُ في ليلةٍ مباركةٍ إنا كنا مُنذٍرين * فيها يُفرَقُ كلُ أمرٍ حكيم}
لماذا سميت ليلة القدر :
هناك اقوال عدة في سبب تسميتها بليلة القدر سنذكر بعضها
الاول: القدر في اللغة هو الشرف كما تقول فلان ذو قدر عظيم، أي ذو شرف.
الثاني: أنه يقدر فيها ما يكون في تلك السنة، فيكتب فيها ما سيجري في ذلك العام، وهذا من حكمته تعالى وبيان إتقان صنعه وخلقه.
الثالث: لان العبادة فيها قدر عظيم لقول النبي الأكرم «من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه»
فضائل ليلة القدر في القرآن الكريم
أنها ليلة أنزل الله فيها القرآن، قال تعالى: {إنا أنزلناه في ليلة القدر}.
أنها ليلة مباركة، قال تعالى: {إنا أنزلناه في ليلة مباركة}.
يكتب الله تعالى فيها الآجال والأرزاق خلال العام، قال تعالى: {فيها يفرق كل أمر حكيم}.
فضل العبادة فيها عن غيرها من الليالي، قال تعالى: {ليلة القدر خير من ألف شهر}.
تنزل الملائكة فيها إلى الأرض بالخير والبركة والرحمة والمغفرة، قال تعالى: {تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر}.
ليلة خالية من الشر والأذى وتكثر فيها الطاعة وأعمال الخير والبر، وتكثر فيها السلامة من العذاب، قال تعالى: {سلام هي حتى مطلع الفجر}.
فضائل ليلة القدر في أحاديث أهل البيت عليهم السلام:
انها ليلة القضاء قال الإمام جعفر الصادق عليه السلام: في ليلة تسع عشرة من شهر رمضان التقدير، وفي ليلة إحدى وعشرين القضاء، وفي ليلة ثلاث وعشرين إبرام ما يكون في السنة.
أنها سر بقاء القرآن الكريم قال الإمام الصادق عليه السلام: لو رفعت ليلة القدر لرفع القرآن.
انها ليلة نزول القران قال الإمام جعفر الصادق عليه السلام: نزلت التوراة في ست مضت من شهر رمضان، ونزل الإنجيل في اثني عشرة ليلة مضت من شهر رمضان، ونزل الزبور في ليلة ثماني عشرة مضت من شهر رمضان، ونزل القرآن في ليلة القدر.
ليلة مضاعفه الأجر على الأعمال الصالحة سئل الإمام جعفر الصادق عليه السلام؛ كيف تكون ليلة القدر خير من ألف شهر؟ قال: العمل الصالح فيها خير من العمل في ألف شهر ليس فيها ليلة القدر.
انها ليلة كل ما كتب فيها فهو المحتوم للخلائق قال سليمان المرزوي للإمام علي بن موسى الرضا عليه السلام: ألا تخبرني عن «إنَّا أنْزلْنَاه في لَيْلةِ القَدْر» في أيّ شيء اُنزلت؟ قال: يا سليمان؛ ليلة القدر يقدّر الله عز وجل فيها ما يكون من السنّة الى السنّة، من حياة أو موت، أو خير أو شرّ، أو رزق. فما قدّره في تلك الليلة فهو من المحتوم.
سئل الإمام محمد الباقر عليه السلام عن ليلة القدر، فقال: تنـزّل فيها الملائكة والروح والكتبة الى السماء الدنيا، فيكتبون ما هو كائن في أمر السنة وما يصاب العباد فيها. قال: وأمر موقوف لله تعالى فيه المشيّة، يقدم منه ما يشاء، ويؤخّر ما يشاء، وهو قوله تعالى: «يَمْحُو الله ما يَشَاء وَيُثَبّت وَعِنْده أمّ الكِتَابْ».
انها الليلة التي قدر فيها الله ولاية اهل البيت قال الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام: قال لي رسول الله صلى الله عليه وآله؛ يا علي أتدري ما معنى ليلة القدر؟ فقلت: لا يا رسول الله صلى الله عليه وآله. فقال: إن الله تبارك وتعالى قدّر فيها ما هو كائن الى يوم القيامة، فكان فيما قدَّر عز وجل ولايتك وولاية الائمة من ولدك الى يوم القيامة.
قال المفضل بن عمر: ذكر أبو عبد الله (الإمام جعفر الصادق) عليه السلام إنّا أنزلناه في ليلة القدر، قال: ما أبين فضلها على المشهود. قال: قلت وأي شيء فضلها؟ قال: نزلت ولاية أمير المؤمنين عليه السلام فيها. قلت: في ليلة القدر التي نرتجيها في شهر رمضان؟ قال: نعم؛ هي ليلة قدرت فيها السماوات والأرض، وقدرت ولاية أمير المؤمنين .
الكاتبة / نور الهدى المياحي
اترك تعليق