قبل أن يُنزِّلَ الله القرآن, ألم يكن يعلم بعصر الكمبيوتر والأرقام؟ أليس من الحكمة أن يتناسب هذا القرآن مع كل العصور مهما تطور العلم؟ إذن السؤال: أين المعجزة الرقمية في كتاب الله, والتي تُناسب هذا العصر؟ هذا ما سنراه في الفقرات القادمة بالاعتماد على العدد" 7 "الذي له مغزىً كبير, فهو يمثل عدد السماوات وعدد الأراضين وعدد آيات أعظم سورة في القرآن الكريم (الفاتحة)، وهو يمثل عدد أبواب جهنم.
ترقيم سور القرآن, لماذا؟
أسئلة كثيرة تدور في خيال كل من يتدبر كتاب الله تعالى:1ـ لماذا عدد السور القرآن 114 سورة بالضبط, وليس أي عدد آخر؟2ـ لماذا تتضمن هذه السور المواضيع القرآنية ذاتها، أي لماذا نجد العبارات تتكرر في العديد من سور القرآن؟3ـ لماذا يتكرر الموضوع نفسه في عدة سور، ليس هذا فحسب بل العبارات نفسها نجدها مكررة؟4ـ وأخيراً لماذا كان ترتيب سور القرآن بهذا الشكل الذي نراه؟ وهل في هذا الترتيب وحيٌ أو أمرٌ إلهي؟
بلغة الكلمات تختلف الآراء ووجهات النظر عند الإجابة عن الأسئلة المتعلقة بالقرآن, فنجد أكثر من تفسير وأكثر من تعليل. ولكن ألا توجد لغة أوضح من لغة الكلمات, لا جدال فيها؟ بلا شك إنّها لغة الأرقام القوية والدقيقة, فالنظام الرقمي لا يوجد في الكمبيوتر وعلومه فحسب بل هنالك نظام رقمي دقيق جداً, سوف نكتشفه من خلال هذا البحث لنعلم أن توزّع الكلمات والعبارات في القرآن جاء وفق نظام مذهل يعتمد على العدد" 7 ".
هنالك شيء مهم, فعدد سور القرآن 114 سورة, أول سورة فيه هي الفاتحة رقمها 1 وآخر سورة هي الناس رقمها 114 وبصف هذين العددين نجد عدداً جديداً هو 1 114 من مضاعفات الرقم 7:1141 = 7 × 163كما أن مجموع أرقامه: 7 = 1 + 1 + 4 + 1سور القرآن الـ 114 نزلت خلال 23 سنة, بصفّ هذين العددين نجد عدداً هو 23114 من مضاعفات الرقم 7:23114 = 7 × 3352
عدد آيات القرآن هو 6236 آية نزلت في 23 سنة, بصف هذين العددين نجد العدد 6236 23 أيضاً من مضاعفات الرقم 7:236236 = 7 × 33748
عدد آيات القرآن 6236 آية, عدد سورة 114 سورة, بصفّ هذين العددين نجد عدداً 1146236 أيضاً يقبل القسمة على 7 تماماً:1146236 = 7 × 163748
يمكن شرح فكرة النظام الرقمي لسور القرآن, من خلال المثال الآتي: يأمرنا الله تعالى في كتابه بأن ندفع بالتي هي أحسن، هذا النداء الإلهي نجده في موضعين من القرآن:1ـ (ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَصِفُونَ) [المؤمنون: 23/96]2ـ (وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ) [فصلت: 41/34].
ولنسأل الآن: لماذا تكررت هذه العبارة (ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ) في هاتين السورتين بالذات؟ وما علاقة ذلك بالعدد (7) الذي هو أساس النظام الرقمي القرآني؟ للإجابة عن هذا السؤال نبحث عن أرقام هاتين السورتين:1ـ رقم سورة المؤمنون هو: (23) حسب تسلسلها في القرآن.2ـ رقم سورة فصلت هو: (41) حسب تسلسلها في القرآن.نَصُفُّ أرقام هاتين السورتين 23 ـ 41 حسب تسلسلها في القرآن لينتج معنا عدد هو 4123 (أربعة آلاف ومائة وثلاثة وعشرون) هذا العدد من مضاعفات الـ 7, أي يقبل القسمة تماماً على 7 من دون باقٍ:4123 = 7 × 589
وإلى مثال آخر لفهم فكرة هذا البحث بشكل جيد.يعلِّمنا القرآن كيف نصبر... ولا نتسَرَّع, فإذا نزل البلاء بالمؤمن امتثل قول الله تعالى: (وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً) هذه الحقيقة القرآنية تكررت في كامل القرآن مرتين كما يلي, لنبحث عن كلمة (تَكْرَهُواْ) في القرآن لنجدها في موضعين:
1ـ (كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ) [البقرة: 2/216].
2ـ (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ يَحِلُّ لَكُمْ أَن تَرِثُواْ النِّسَاء كَرْهاً وَلاَ تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُواْ بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُنَّ إِلاَّ أَن يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَيَجْعَلَ اللّهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً) [النساء: 4/19].إذن يجب تسليم الأمر إلى الله تعالى, فهو يعلم المستقبل, وربما الخير بانتظار هذا المُبتلى, وتصديق هذا الكلام نجده في لغة الأرقام.1ـ رقم سورة البقرة هو: (2).2ـ رقم سورة النساء هو: (4).أي العدد الذي يمثل هاتين السورتين حسب تسلسلهما في القرآن هو 42 من مضاعفات ال 7:42 = 7 × 6
وتكرار العبارات في القرآن جاء وفق نظام شديد الدقة لسور القرآن الكريم. وفي بحثنا هذا نركز على أرقام سور القرآن الكريم.
مثال آخر: يعلمنا الله تعالى أن نتوكل عليه فهو يكفي وهو حسبُنا, نستمع إلى هذا الأمر الإلهي: حَسْبِيَ اللَّهُ هذا النداء تكرر في كامل القرآن في سورتين, لنبحث عن كلمة (حَسْبِيَ) في القرآن:1ـ (فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُلْ حَسْبِيَ اللّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ) [التوبة: 9/129].2ـ (وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلْ أَفَرَأَيْتُم مَّا تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ قُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ) [الزمر: 39/38].إذن كلمة (حَسْبِيَ) دائماً ترافقها كلمة (اللَّهُ) تعالى, أي (حَسْبِيَ اللَّهُ) وهل يوجد غير الله لنلتجئ إليه وندعوَه؟ وكما نلاحظ كلتا الآيتين فيهما أمر آخر هو التوكل على الله تعالى, وليؤكد لنا أن التوكل لا يكون إلا على الله.
ولكن ما علاقة السورتين: التوبة ـ الزمر ـ بالعدد 7؟ إن رقمي هاتين السورتين هو:1ـ رقم سورة التوبة هو: (9).2ـ رقم سورة الزمر هو: (39).عندما نضع أرقام السورتين هكذا: (399) يتشكل لدينا عدد يقبل القسمة على 7 تماماً:399 = 7 × 57ومجموع أرقام هذا العدد: 3 × 7 = 21 = 9 + 9 + 3ليس هذا فحسب بل أرقام هاتين الآيتين 129 و 38 إذا قمنا بصفّ هذين العددين لنتج عدد هو 38129 من مضاعفات الرقم 7:38129 = 7 × 5447العبارات بحرفيتها تتكرر في كتاب الله تعالى، وهذا مقتبس منه.
أسرار إعجاز القرآن/بقلم المهندس عبد الدائم الكحيل.
اترك تعليق