أخوتي ... أخواتي ...
ونحن في هذا المبارك ـــ شهر رمضان الكريم ـــ لابد ان نستذكر ان هناك حقوقاً علينا كثيرة ، كما هناك واجبات ، وقد بيّن الامام السجاد عليه السلام هذه الحقوق في رسالته المعروفة برسالة الحقوق ... ارتأينا ان نقرأ على مسامعكم الكريمة بعضاً منها باعتبار ان هذا الشهر الشريف هو شهر مبارك وشهر كريم ، نحتاج فيه أن نقف مع انفسنا ونعرف هذه الحقوق ... اقرأ مقاطع متفرقة منها :
قال عليه السلام : (( اما حق أمك فأن تعلم أنها حملتك حيث لا يحتمل أحدٌ أحداً، وأعطتك من ثمرة قلبها ما لا يعطي أحدٌ أحداً، ووقتك بجميع جوارحها، ولم تبال أن تجوع وتطعمك، وتعطش وتسقيك، وتعرى وتكسوك ،وتضحى وتظلك وتهجر النوم لأجلك، ووقتك الحر والبرد لتكون لها فانك لا تطيق شكرها الاّ بعون الله تعالى وتوفيقه )) ...
حقيقة للذين عندهم أمهات ، عليهم ان يستغلوا ذلك ما دامت أمهم على قيد الحياة ...
(( وأما حق أبيك فان تعلم أنه أصلك، فأنه لولاه لم تكن، فمهما رأيت من نفسك ما يعجبك فاعلم أنّ أباك أصل النعمة عليك فيه فاحمد الله واشكره على قدر ذلك ... )) .
وللذي عنده أب يتنفس ايضاً عليه أن يبره ...
(( وأما حق ولدك فان تعلم أنه منك ومضاف اليك في عاجل الدنيا بخيره وشره وانك مسؤول عما وليته من حسن الأدب والدلالة على ربه عزّ وجل، والمعونة له على طاعته، فاعمل في أمره عمل من يعلم انه مثاب على الاحسان اليه، معاقب على الإساءة إليه ... )) .
ايضاً من كان له ولد كما يقول امير المؤمنين عليه السلام للإمام الحسن عليه السلام : " فإني رأيتك بعضي بل كلّي " .
(( وأما حق أخيك فأن تعلم أنه يدك وعزك وقوتك، فلا تتخذه سلاحاً على معصية الله، ولا عدّة للظلم لخلق الله ولا تدع نصرته على عدوه والنصيحة له، فان أطاع الله والا فليكن الله اكرم عليك منه ... )) .
كذلك لمن له عنده اخ ايضاً عليه ان يلتفت لهذه الوصايا .
(( وأما حق الجار فحفظه غائباً، وكرامته شاهداً، ونصرته ومعونته في الحالين جميعا، لا تتبع له عورة ولا تبحث له عن سوءة لتعرفها فان عرفتها منه من غير ارادة منك ولا تكلّف كنت لما علمت حصناً حصيناً وستراً ستيراً لو بحث الأسنة عنه ضميراً لم تصل اليه لانطوائه عليه ، لا تسمّع عليه من حيث لا يعلم لا تسلمه عند شديدة ولا تحصده عند نعمة تقيل عثرته وتغفر زلته ولا تدخر حلمك عنه اذا جهل عليك ولا تخرج ان تكون سلماً له ترد عنه لسان الشتيمة وتبطل فيه كيد حامل النصيحة وتعاشره معاشرة كريمة ولا حول ولا قوة الا بالله ... )) .
وهذا الجار وكلنا عنده جار .
نسأل الله تعالى ان نتقيد بما قاله الامام زين العابدين عليه السلام في هذا الشهر وفي غيره ، أرانا الله تعالى في هذا البلد كل خير ودفع عنا كل سوء ، وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين وصلى الله تعالى على محمد واله الطيبين الطاهرين .
الموقع الرسمي للعتبة الحسينية المقدسة
اترك تعليق