دعا ممثل المرجعية الدينية العليا وخطيب جمعة كربلاء الشيخ عبد المهدي الكربلائي اليوم الجمعة الثامن من شهر شوال المبارك 1434هـ ذكرى تهديم قبور ائمة البقيع عليهم السلام الموافق 16 آب2013م السياسيين الى تحمل مسؤولياتهم تجاه مايحصل في العراق من عمليات ارهابية واستمرار لمسلسل التفجيرات الدامية.
مشيرا الى عدم وجود من يتحمل المسؤولية بل على العكس تبدأ كل جهة بالقاء اللوم على الجهة الاخرى ولا يوجد اي طرف من الاطراف يخرج ويقول انا اتحمل المسؤولية معللا ذلك بخوف الجهات السياسية من فقدانها لرصيدها الجماهيري وشعبيتها اذا ما خرجت واعلنت عن تحملها لنسبة من المسؤولية داعيا اياها الى التحلي بالجرأة والشجاعة والاعتراف بالتقصير وان عجزوا عن الظهور والاعلان عن مسؤوليتهم امام وسائل الاعلام فعليهم على اقل تقدير ان يعترفوا في جلساتهم الخاصة لتشخيص الاسباب الحقيقية مبينا ان بقاء الحال على ماهو عليه وإذغ استمر المسؤولون بعدم التفكيرإلا بمواقعهم السياسية فانه لا امل في الحل او انفراج الحال.
وبين الكربلائي ان حالة عدم الاكتراث واللامبالاة لاتتناسب مع حجم الماسي التي يمر بها البلد وبعبارة اخرى( لايوجد كلب محروك) على حد وصف الكربلائي الذي اوضح في الوقت ذاته ان دولاً اخرى تمر باحداث اقل مما يحصل في العراق نرى ان هنالك محاسبات واستقالات واعترافات بالتقصير من قبل مسؤولين ولكن في العراق كل واحد يبرئ نفسه امام الناس .
مبينا ان التسقيط السياسي لايخدم البلد بل يزيده تازيما وعلى السياسيين ان يتعضوا ويعتبروا من الوضع المزري الذي وصلت اليه بعض دول المنطقة وعليهم ان يتفقوا على كلمة سواء للخروج من هذه المحنة. مؤكدا في الوقت ذاته على استمرار تفشي ظاهرة الفساد والرشوة التي لم تعالج علاجا جذريا موضحا ان المشكلة لايمكن القضاء عليها الا بمحاسبة كبار المسؤولين من قبل احزابهم التابعين لها، اما اذا بقي الحال على ما هو عليه فاقرأوا على العراق السلام، في حين ان البعض اذا طفحت رائحة الفساد فانه لملم حقائبه واغراضه وهرب من العراق حاملا جنسيته الى ذلك البلد ولايرف له جفن او يهتز له ضمير. في حين ان احد العلماء سئل عن امكانية ايجاد حل للوضع الامني فاجاب ان الحل يكمن في القضاء على الفساد. وان من جملة ظواهر الفساد المتعلق بالجانب الامني ان هناك عددا معتد به من القوات الامنية لايؤدون واجبهم مقابل اعطاء نصف رواتبهم الى جهات معينة وان البعض منهم يبيع الى الارهابيين اجهزة موبايل بضعف اسعارها فضلا عن بيع المناصب السياسية وفي الجانب الاخر نجد ان من يكشف الفساد ويخبر شخصيات لها موقع كبير في الدولة فانه يتعرض الى العقوبة والنقل الى مكان اخر مستطردا ان بعض المسؤولين لايعتمدون الكفاءة في ادارة المؤسسات الحكومية بل ان المعيار هو انتماء الشخص الى الحزب او الى انه احد اقارب المسؤول او من منطقته ويبدأ هؤلاء بمزاحمة الاشخاص الكفوئين وازاحتهم عن مواقعهم .
مشددا على ان ابناء الشعب العراقي ليسوا بغافلين وهم واعون ومطلعون فان كانت بعض الجهات تخشى خسارة رصيدها الجماهيري وشعبيتها فانها عاجلا ام اجلا ستخسر هذا الرصيد اضافة الى خسارتها الاكبر والمتمثلة بحساب الله تعالى .
ولفت الكربلائي الى نزوح الكثير من اهالي وعوائل طوزخورماتو الى مدينة كربلاء ومدن اخرى لتعرضهم المستمر الى الاستهداف والقتل والتهجير اذ ان بعض الجهات تهددهم والبعض الاخر ينفذ التفجيرات، مناشدا القوات الامنية الى حفظ ابناء المدينة وداعيا الجهات المسؤولة الى تحمل مسؤوليتها تجاه تلك العوائل مبينا انه سبق وان تم ذكر تلك الجهات المسؤولة .
وتطرق الكربلائي الى ظاهرة نزوح عدد كبير من الشباب الى خارج العراق بحثا عن فرص عمل وهذا يمثل خسارة كبيرة للبلد ذاكرا ان اتصالا اجري مع قنصل عراقي في بلد صغير جدا اكد فيه القنصل ان اكثر من 1000 طبيب عراقي في ذلك البلد الذي قدم لهم كل سبل الرعاية والاحتضان . في حين ان استطلاعا قامت به بعض الجهات بين انخفاض مؤشرات النمو لدى الشباب ما تدعوا الى القلق لاسيما ما يتعلق بالنمو الثقافي والتربوي والعلمي وغيرها عازيا ذلك الى اسباب من جملتها تحسن الحالة المعاشية للكثير من العوائل الامر الذي جعل الشباب يتوجهون الى امور ثانوية وسطحية كقضاء ساعات طويلة على النت او شبكة التواصل الاجتماعي من دون الاستفادة منها استفادة علمية او ثقافية والتهافت على اقتناء الاجهزة الحديثة والسيارات الحديثة ما سبب انخفاض المستوى الدراسي للكثير منهم ورسوب عدد كبير منهم داعيا ارباب الاسر الى تحمل مسؤوليتهم في تربية ومتابعة ابنائهم وعدم ترك المسؤولية كاملة على عاتق المؤسسات التربوية او الجامعية .
اترك تعليق