دعا ممثِّل المرجعية الدينية العُليا وخطيب جُمعة كربلاء المقدَّسة سماحة الشيخ عبد المهدي الكربلائي في الخطبة الثانية من صلاة الجُمعة التي أقيمت في الصحن الحُسيني الشريف في 4 ذو القعدة 1433هـ الموافق 21 أيلول 2012م، دعا الحكومة العراقية الى ضرورة معالجة الخروقات الأمنية المتكررة والتي يذهب ضحيتها عشرات الأبرياء من أبناء شعبنا العزيز، مؤكداً على ضرورة التعاون بين المواطنين والأجهزة الأمنية للحدِّ من هذه العمليات الإجرامية ، وقدَّم سماحته بعض التوصيات متمنِّيا على القيادات الأمنية أن تاخذها بعين الإعتبار : 1- ضرورة بناء قوات أمنية مهنيّة متخصِّصة وعدم الإهتمام بالكَم على حساب النوع من خلال بناء الكوادر الأمنية بناءً مهنياً وجعلهم قادرين على التكيُّف مع التغييرات التي تحدثها هذه المجاميع الأرهابية بين فترةٍ وأخرى بأساليبٍ تكتيكيةٍ. 2- بناء الأداء الإستخباري بمهنيَّة وسريَّة وإمتلاك القُدرات الخاصّة لأداء عمله والتي تمكنهُ من إختراق المجاميع الإرهابية بعمليات إستباقية . 3- معالجة ملف الفساد المُستشري في الأجهزة الأمنية ، فمع وجود عدد كبير من الضبّاط المخلصين لبلدهم والذين قدَّموا الكثير من التضحيات ولديهم حس وطني تجاه بلدهم وشعبهم إلا إنّهُ يوجد عدد من الضبّاط ممن إنجرَّ وراء المال مقابل التغاضي عن الواجب الأمني . مؤكداً إنَّ الوضع الأمني لايمكن أن يستقر إذا لم يُعالج هذا الملف. وفي المحور الثاني من الخطبة طالب سماحته الحكومة العراقية بضرورة رد الجميل للعوائل السورية النازحة مؤكداً إنَّ الواجب الإنساني وحقوق الجوار تقتضي موقفاً إنسانياً نبيلاً من الشعب العراقي والحكومة العراقية تجاه النازحين بتوفير إحتياجاتهم الإنسانية الأساسية مستذكرين الموقف الإنساني النبيل للشعب السوري إزاء النازحين العراقيين نتيجة السياسات الهوجاء للحُكم السابق والأعمال الإرهابية التي أعقبت الإحتلال ، مبيِّناً إنَّ إعتذار الحكومة بامكانية تسلل الإرهابيين لايعطي العذر للتغافل عن الجانب الإنساني فبالإمكان أخذ الإحترازات الأمنية المطلوبة. و تناول سماحته في المحور الثالث من الخطبة موضوع التعيينات في الدوائر الحكومية مبيِّناً مُعاناة المواطنيين في الحصول على فرصة عملٍ والتي أصبحت مع شديد الأسف لاتتأتى إلا عن طريق الرشوة والمحسوبية مما يؤشر الى إنحدار خطير في المعايير الأخلاقية والإنسانية ، وطالب سماحته الحكومة العراقية الإسراع في تشريع قانون مجلس الخدمة الإتحادي وتضمينه المعايير والضوابط التي على أساسها تكون المفاضلة في التعيينات بلحاظ المهنية و الكفاءة وليس المال والرشوة والحزب والجاه فهذه الأخيرة لاتبني مؤسَّسات رصينة للدولة. وتطرّق الشيخ الكربلائي في المحور الرابع من الخطبة الى المُعاناة المستمرة لعوائل ضحايا الإرهاب من الأرامل والأيتام في مسألة إحتساب الراتب التقاعدي وكذلك مشكلة السكن حيث إنَّ بعض هذه العوائل تسكن في بيوت لاتليق بالإنسان !! وشدَّد سماحته "على السياسيين تخصيص بعض الوقت للنظر الى هؤلاء المُعدمين بدلاً من هدر الكثير من أوقاتهم في المؤتمرات الصحفيّة وبرامج الحوارات السياسية، داعياً الى تشريع قانون لرعاية هذه الشريحة إقتصادياً وصحياً وتربوياً ونفسياً.. لأنَّ هؤلاء لو تُركوا سيكونون عُرضةً للإنتهاك من قبل ضعاف النفوس أو إستقطابهم من قبل المجاميع الإرهابية" .
اترك تعليق