جدَّد ممثل المرجعية الدينية العليا وخطيب الجمعة في كربلاء المقدسة سماحة الشيخ عبد المهدي الكربلائي في الخطبة الثانية من صلاة الجمعة التي أقيمت في العتبة الحسينية المقدسة في 19/ شوال/ 1433هـ الموافق 7- ايلول-2012م إدانته لإستمرار تعرض الضباط والمسؤولين في الأجهزة الأمنية إلى الاغتيالات، وأكد إنَّ هذا الملف يحتاج في علاجه إلى إجراءات مهنية وسريعة للحد منه وإيقافه إذ إن استمرار هذه الظاهرة له آثار سلبية على أداء الأجهزة الأمنية وسيجعل هؤلاء الضباط والمسؤولين عرضة إلى الضغط النفسي والقلق من قبلهم ومن قبل عوائلهم وبالتالي فانه يمكن أن يسبّب حالة من شبه الشلل وعدم القدرة على التركيز والتفكير والتحرك بحرية وعدم القدرة على اتخاذ القرار الصحيح، وهذا يسبّب إضعافا للجهد الأمني في مكافحة العمليات الإرهابية. وقال سماحته إن هذا الأمر يحتاج إلى اتخاذ إجراءات مهنية وسريعة منها : 1-تطهيرالاجهزة الامنية من العناصر المخترقة لهذه الاجهزة والتي لها ارتباطات مشبوهة سواء بجهات داخل العراق او خارجه فلا بد من تشخيص هذه العناصر ووضع خطة لعدم تكرار دخول هذه العناصر مرة اخرى. 2-دعم الجهاز الاستخباري بما فيه الكفاية لاختراق هذه المجاميع المسلحة التي تقوم بهذه العمليات وتوجيه الضربات الاستباقية لها وكشفها واحالتها الى القضاء. لابد من التشخيص الدقيق لاسباب هذه الظاهرة ووضع الحلول الصحيحة والفعالة والمهنية لهذه الظاهرة وعدم الإكتفاء بالقول إن هذه المجموعات تتلقى الدعم من جهات خارجية لتنفيذ أجنداتها ، بل المطلوب تشخيص العلاج المهني والإجراءات الوقائية الصحيحة للحد من هذه الظاهرة. ومع اقتراب العام الدراسي الجديد أكد سماحة الشيخ الكربلائي إن الواقع التربوي والتعليمي لبلدنا يتطلب مجموعة من الإجراءات التي من شأنها الإرتقاء بالواقع التعليمي في العراق وحددها بما يلي: 1- إستغاثة الكثير من العوائل العراقية خاصة أصحاب الدخل المحدود منهم من سبب تاخر المستلزمات الدراسية مما تضطر هذه العوائل الى توفيرها من خلال الشراء من الاسواق وهذا يثقل كاهل هذه العوائل لأنهم يمثلون الاكثرية في العراق. 2-النقص الكبير في أبنية المدارس مما اضطر إدارات المدارس إلى تطبيق الدوام الثنائي والثلاثي وأدى ذلك إلى تقليص الحصص الدراسية وعدم تمكن الطالب من استيعاب المادة الدراسية وعدم إعطائه الفرصة للمناقشة والأسئلة بسبب كثرة الطلبة في الصف الواحد مما يؤثر سلباً على المستوى العلمي للطلبة كما إن الكثير من أبنية المدارس لا تصلح من الناحية التربوية والعلمية لاتخاذها كمبانٍ للمدارس .. وتابع سماحته إلى إننا نحتاج إلى إعطاء مسألة بناء المدارس أهمية استثنائية في موازنة الدولة ومعالجة حالات الفساد في أعمال المقاولات لترميم المدارس وبناء الجديد منها حيث نسمع كثيراً بعدم مطابقة مواصفات الترميم لبعض المدارس للمواصفات المطلوبة .. 3- استثمار شهور السنة الدراسية وأيامها بشكل يؤدي إلى رصانة ومكانة العملية التعليمية وذلك من خلال بذل جميع الجهود والإمكانات والوقت في تعليم الطلبة وعدم تضييع أيام الدراسة وتعويض أيام العطل منها بحصصٍ إضافية . 4- الاهتمام بالجانب التربوي والتعليمي معاً فبمقدار أهمية وضرورة الاهتمام بالمستوى العلمي التخصصي للطلبة كذلك فان الجانب التربوي المتمثل بغرس قيم الأخلاق السامية والفضيلة لايقل أهمية عنه. 5-اتساع ظاهرة الدروس الخصوصية له آثار اجتماعية ونفسية وتربوية مضرة بالمجتمع فهي تعطي الفرصة للمتمكنين في المجتمع من أن ينال أولادهم حظوظاً أكبر في التعليم وتوفر لهم فرصاً للوصول إلى الكليات والمعاهد الراقية وتشعر الطلبة بالتمييز فيما بينهم إضافة إلى عدم اهتمام المعلم والمدرس بكفائة درسه في المدرسة. 6-الاهتمام بتطوير المستوى الأدائي والمهني للمعلمين والمدرسين وكذلك رفع المستوى المادي لهذه الشريحة لكي تشعر بالاكتفاء الذاتي وعدم البحث عن وسائل أخرى للعيش .. وكذلك من المهم إدخال المعلمين والمدرسين في دورات ترتقي بأداءهم المهني بما يقارب المستوى الذي بلغته الدول المتطورة وإتباع الأساليب الحديثة في التعليم والتدريس. 7-القضاء على ظاهرة الغش وتسريب الأسئلة الامتحانية خاصة الصفوف المنتهية ومعاقبة من يثبت تورطه في ذلك.
اترك تعليق