لو سألك أحدهم... لماذا كتم أبو طالب إيمانه؟! بماذا ستجيب؟

على الرغم من إثبات إيمان أبي طالب، عم النبي، في كثير من الكتب التي ألفت من قبل السُنّة والشيعة على حدّ سواء، إلا أن هذه الشخصية بقيت مثار للجدل بين الفريقين.

واحدة من نقاط الجدل التساؤل التالي: "لماذا كتم أبو طالب، رضوان الله عليه، إيمانه"؟

وفي معرض الرد عن هذا التساؤل، يجب مركز الأبحاث العقائدية بما يلي:

نعم، إنّ سيّدنا أبا طالب(رضوان الله عليه) أخفى إيمانه، ولمّا كنّا قد قطعنا بإيمانه بالله وبنبيّه رسول الله محمّد(صلى الله عليه وآله وسلّم) فلا بدّ من القول أنّ أفعاله إنّما تأتي منسجمة مع ذلك الإيمان بالله ومع أوامر رسول الله الأكرم(صلّى الله عليه وآله وسلّم)، وعليه فإنّ إخفاء الإيمان إنّما كان برغبة الرسول(صلّى الله عليه وآله وسلّم) التي هي إرادة الله.

"حرب شرسة"

ولعلّ السبب هو: المحافظة على الرسالة والرسول والرساليين لما يسبّبه إعلان أبي طالب عن إيمانه من حرب شرسة على النبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلّم)، والتجاسر عليه وعلى الجماعة الإيمانية معه, خاصّة مع ما ورد بأنّ القوم لم يتمكّنوا من التجاوز على رسول الله(صلّى الله عليه وآله وسلّم) إلاّ بعد رحيل عمّه أبي طالب إلى رحاب الله تعالى.

"الحفاظ على النبي"

ثمّ لا ننسى أنّ المكانة العالية هي التي صارت سبباً للمنع عن الإعلان، كما أنّها سبباً للمحافظة على النبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلّم) والتخفيف من غلواء قريش، وغضبهم على الرسالة الجديدة، وكسر حدتها.

وقد حدّثنا القرآن نظائر لهذا الإخفاء بمقتضى المصلحة، كإخفاء أصحاب الكهف لدينهم، ومؤمن آل فرعون لإيمانه، وقد رود عن الإمام الصادق (عليه السلام): أنّ الرسول (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قال: (إنّ أصحاب الكهف أسرّوا الإيمان وأظهروا الكفر، فآتاهم الله أجرهم مرّتين, وإنّ أبا طالب أسرّ الإيمان وأظهر الشرك، فآتاه أجره مرّتين).

وهذا يأتي موافقاً إلى ضرورة وجود قلاع سرية تحفظ الدين وتحمي حوزة المؤمنين.

فالخلاصة:

إنّ إخفاء إيمان أبو طالب أنفع لرسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) والإسلام والمسلمين من إعلانه، لأنّه كان بذلك يبقى محافظاً على مكانته بين قريش، فيستطيع أن يردّ عن رسول الله(صلّى الله عليه وآله وسلّم) بهذه المكانة ما لا يستطيعه لو أعلن إسلامه.

الموقع الرسمي للعتبة الحسينية المقدسة