كيف استشهدت "ندوة الخزرجي" ولماذا حرمت عائلتها من حقوقها؟!

ندوة محمد كرحوت الخزرجي عراقية بامتياز وامرأة ليست ككل النساء. سقطت على الأرض لترتفع شهيدة في سماء المجد.

تبدأ حكايتها من خروج أهالي الدجيل في حزيران 2014 لمواجهة إرهابيي داعش وخوضهم معارك ضارية بلغت نحو ثلاثين معركة لمنع تمددهم في المنطقة وإفشال خطتهم لقطع الطريق الرابط بين سامراء وبغداد".

ويقول جاسم الخزرجي أخو الشهيدة ندوة : "كان معي في الساتر نفسه إخوتي الخمسة في مدينة الدجيل بمحاذاة ناحية يثرب البوحشمه وكانت أختي الشهيدة ندوة ووالدتي أيضا يتبعاننا أينما ذهبنا بعد أن أصرتا على عدم تركنا رغم شدة القتال وتوالي الهجمات وقالتا لنا بالحرف الواحد: لن ندعكم تموتون لوحدكم فيأتي الدواعش للاعتداء على شرفنا، بل نقاتل مثلكم ونموت قبل أن يصلوا إلى هنا".

ويتابع سرد التفاصيل قائلا: "بقينا مرابطين ندافع عن أرضنا وأعراضنا ضد داعش حتى يوم 8 /12 /2014 الذي شهد معركة طويلة وشرسة وبدأ العتاد ينفد منا والهجمات مستمرة وعلى جميع المحاور فكأننا حوصرنا بالفعل وكدنا نفقد الأمل وتضعف مقاومتنا. لولا أن هتفت "ندوة" بنا لتشد عزيمتنا ثم قالت: أنا ذاهبة لإحضار العتاد".

ويبين جاسم: "كانت مخازن العتاد تبعد عنا بمسافة تزيد على الكيلومتر وخطورة الطريق مائة في المائة لكن ندوة لم تخف وإنما أبدت شجاعة قل نظيرها وكذلك والدتي التي حملت السلاح وقاتلت معنا جنبا إلى جنب وقتلت عددا من الدواعش المجرمين".

وبحماسة واضحة يقسم أخو الشهيدة بإن ندوة أظهرت في ذلك اليوم والموقف المشهود بسالة يعجز عنها الكثير من الرجال فقد غامرت بنفسها وسلكت الطريق نحو مخازن العتاد مصطحبة معها والدتها وسرعان ما رجعتا تحملان الأعتدة على الأكتاف. الأمر الذي بث "في نفوسنا الأمل وزاد من عزيمتنا وإصرارنا على مواصلة القتال وبالفعل صمدنا وانتصرنا وكبدنا العدو خسائر فادحة اضطر بسببها إلى الانسحاب والهزيمة وكل ذلك بفضل الله وشجاعة ندوة".

ويستدرك جاسم وقد احمرت عيناه بسبب انهمار الدموع: "لكن ندوة أصيبت برصاصة قناص غادر وسقطت من بيننا وأمام أنظارنا على الأرض فحملناها وسارعنا بنقلها إلى مدينة الإمامين الكاظمين عليهما السلام الطبية حيث أجريت لها عملية جراحية".

وبقيت ندوة بعد العملية راقدة في المستشفى إلى 27 /12 /2014 كما يقول جاسم. ففي ذلك اليوم فاضت روحها الطاهرة والتحقت بقافلة الشهداء الأبرار.

ويوجه جاسم عتبا حاراً ونقدا لاذعاً للحكومة فيقول: "الحكومة لحد الآن لم تحفظ للشهيدة دمها الطاهر ولم تمنح أسرتها أي حق من حقوقها أسوة ببقية من استشهدوا دفاعا عن الوطن(..) لو كانت ندوة في بلد غير العراق لصنعوا لها تمثالاً".

ورغم الكتب الرسمية والمخاطبات العديدة والوثائق التي سجلت موقف الشهيدة ندوة وعملية استشهادها إلا أن عائلتها ولحد الأن لم تستلم أي حقوق من الحكومة على حد قول جاسم الذي يعتب أيضا على وسائل الإعلام قائلا: "الإعلام هو الأخر لم يعط الشهيدة حقها ولم يسلط الضوء على موقفها الوطني الشجاع لتكون على الأقل قدوة لأخواتها العراقيات".

حيدر السلامي

الموقع الرسمي للعتبة الحسينية المقدسة

المرفقات