يبدو أن سياسية "التقشف" التي يدعوا لها ساسة ومسؤولي الحكومة العراقية - منذ فترة ليست بالقليلة- لم تقف عائقاً أمام خدمة الإمام الحسين عليه السلام الذين ضربوا أروع أمثلة الكرم بضيافة الزائرين الوافدين إلى كربلاء من مختلف مدن العالم لأداء مراسيم زيارة الأربعين.
و تأتي مواقف تلك المواكب والهيئات الخدمية بإزاء تصريحات المسؤولين والخبراء الاقتصاديين الذين يبحثون عن حلولٍ "ترقيعية" لكل مشكلة الازمة المالية برقعة "التقشف".
- انكماش السوق العراقية يتلاشى أمام إصرار أصحاب المواكب
وفي الوقت الذي يؤكد فيه خبراء اقتصاديون وجود انكماش في السوق العراقية نتيجة سياسة التقشف الحكومي والعجز المالي بسب انخفاض أسعار النفط والإنفاق على المجهود الحربي؛ نجد أن هذا "الانكماش" يتلاشى تماماً أمام إصرار خدمة الإمام الحسين عليه السلام على مواصلة درب إحياء شعيرة الأربعين وتقديم ما بوسعهم من خدمة للزائرين.
- مائدة إطعام للزائرين بطول 65 كيلوا متراً
وانتشرت الآلاف من المواكب الحسينية في مدن وشوارع العراق لتقديم الخدمات للزائرين الوافدين سيراً على الأقدام لأداء مراسيم زيارة الأربعين في الـ 20 من صفر الجاري.
فيما تقوم هذه المواكب بتقديم وجبات الطعام بجميع أصنافه للزائرين طوال اليوم وحتى انتهاء مراسيم الزيارة.
وشهدت بعض المدن العراقية إقامة أطول مائدة إطعام للزائرين بطول 65 كيلومتراً في سفرة أطلق عليها تسمية "سفرة السبطين" في الوقت الذي أكد فيه مراقبون أن تسابق العراقيين على خدمة الزائرين بهذه الطريقة يؤهلهم لتسجيل رقم عالمي في موسوعة غينس العالمية للأرقام القياسية.
- زائر سعودي يكتفي بـ "البكاء" ردا على كرم العراقيين
إلى ذلك أجهش احد الزائرين السعوديين الوافدين لزيارة الإمام الحسين في الأربعين بالبكاء بعد أن طالبه مراسل إحدى القنوات الفضائية على الهواء مباشرة بوصف أجواء المسير إلى كربلاء وسط الجموع المليونية.
وقال الزائر باكياً في مقطع فيديوي نشر على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، إن ما لا حظته من كرم العراقيين للزائرين "لا يمكن وصفه بالكلمات" واكتفى بالبكاء وسط مواساة الزائرين من حوله.
وأضاف بعد أن مسح عينيه الممتلئة بالدموع، "إن كلمات الشكر قليلة جدا بحق شيعة العراق لأنهم شرفوا شيعة العالم بكرمهم وحسن ضيافتهم للزائرين وولائهم المطلق للإمام الحسين عليه السلام".
حسين الخشيمي
الموقع الرسمي للعتبة الحسينية المقدسة
اترك تعليق