القاسم بن الحسن (عليه السلام)

هذا الذي ودّع الطفولةَ واحتضنَ الشهادة

القاسم بن الحسن (عليه السلام).. هذا الذي ودّع الطفولةَ واحتضنَ الشهادة

كان وجهُه كالقمر، وطلعتُه تُضيء الخيام، صغيرُ السِّن، عظيمُ الشأن، إنه القاسم بن الحسن المجتبى(عليه السلام)، ذلك الفتى الذي لم يبلغ الحلم، لكنه بلغ قمّة الفداء.

خرج يوم عاشوراء وسيفُه يكاد يجرّه، لكنه لم يكن طفلاً يحمل سيفاً، بل روحاً تحمل إرث الحسن وعزيمة الحسين.

سأله عمُّه الإمام الحسين (عليه السلام): «يا بنيّ، كيف ترى الموت؟» فأجابه بطمأنينة من يعرف طريقه: «يا عمّ، فيك أحلى من العسل».

القاسم لم يكن مجرد شاب خرج للقتال، بل رسالةُ وفاء سارت على قدميها، كل ذرة من دمه كانت تقول: "لن نتركك يا حسين".

في هذه الصورة، يقف وحده في وجه الجموع، كأنّه طفلٌ خرج من قلب فاطمة ليُعيد للعالم معنى الولاء، وفي السماء، ظلٌّ طاهرٌ يحتضنه، روحُ الحسن، أبٌ غائبٌ عن الميدان، حاضرٌ في الوجع.

كأنّه جاء ليقول له: "عليك السلامُ يا مهجة قلبي، فاذهبْ حيث يمضي العشقُ دون عودة".

وحين قُطعت شرايينُ الحياة من جسده الطاهر، صاح: «يا عمّاه أدركني»، فجاءه الحسين يركض، واحتضنه بين ذراعيه كأنّه يحضن قلب أخيه الحسن، ثم قال: «عزّ والله على عمّك أن تدعوه فلا يجيبك، أو يجيبك فلا يُعينك».

هكذا رحل القاسم، بوجهه القمري، وسيفه الصاعق، لكنه كتبَ بدمه أن البطولة لا تُقاس بالعمر، بل باليقين.

هذا النص تم توليده بالذكاء الاصطناعي.

تصميم : كرار الياسري إعداد : علي رحال