اشار ممثل المرجعية الدينية العليا والمتولي الشرعي للعتبة الحسينية المقدسة الى ان المرجعية العليا هي الجهة الوحيدة التي استطاعت إنقاذ العراق، في حين لم تستطع غيرها أن تفعل ذلك، جاء ذلك خلال كلمته في الصحن الحسيني الشريف في حفل افتتاح المهرجان الجماهيري الثاني لفتوى الدفاع الكفائي الذي اقامته العتبة الحسينية المقدسة.
وقال الشيخ عبد المهدي الكربلائي ان هنالك عدة امور وتساؤلات نطرحها، من هي الجهة الوحيدة التي استطاعت إنقاذ العراق؟، في حين لم تستطع غيرها أن تفعل ذلك"، مردفا" كيف تمكنت هذه الجهة من القيام بهذا العمل العظيم؟، الذي أنقذت به الأمة وديننا، وأعراضنا، ومقدساتنا، وتاريخنا، وما هو ذلك الموقف العظيم الذي حصل؟، ومن هم أولئك الرجال الذين صنعوا النصر؟، وما هي المبادئ والقيم التي حملوها؟، حتى تمكنوا من تحقيق النصر في ثلاث سنوات وبضعة أشهر، في حين كانت جهات دولية تقول إن المعركة مع داعش ستستمر لعشر سنوات".
واستدرك في تساؤلاته "من هم هؤلاء الرجال؟، وما هي خصائصهم؟، وما هي الآليات التي ربطت بينهم وبين تلك الجهة الوحيدة التي استطاعت إنقاذ العراق؟، وكيف يمكن أن نصنع مثل هؤلاء الرجال في المستقبل"، مبينا "نحن بحاجة إليهم ليس فقط في عام 2014، بل في كل وقت، فالعلاقة التي أنتجت ذلك النصر يجب أن تُفهم، وتُحفظ، وتُستمر".
وأضاف أن "هنالك تساؤل اخر عن طبيعة العلاقة بين هذه الجهة وهؤلاء الرجال الذين استجابوا لها، والسر في هذه الرابطة القوية التي مكنتهم من الثبات ثلاث سنوات في ساحات المعركة بنفس الزخم والدافع القتالي ونحن كنا نتابع ونشاهد ونتساءل، هل يستطيع هؤلاء المقاتلون أن يصمدوا عاما ثالثًا أو رابعا؟، وكانت الإجابة نعم، فقد بقوا بنفس الحافز والعزيمة ولو استمرت المعركة عشر سنوات، لاستمروا بنفس القوة"، مشيرا الى ان" كيف استطاعت تلك الجهة أن تُنشئ فيهم هذا الحافز، وأن تديمه، هذا ليس أمرًا سهلًا، لقد نتج عن هذه المعركة عشرات الآلاف من الشهداء، والجرحى، والأيتام، والأرامل، وغير ذلك من الخسائر، فكيف استمروا رغم كل هذا".
وتابع "إذا عرفنا أن الجهة الوحيدة التي أنقذتنا في ذلك المنعطف التاريخي الخطير، هي نفسها التي يمكن أن تنقذنا في أزمات مستقبلية، فكيف نتعامل معها، هل نكتفي بتكريمها لكونها جهة دينية نائبة عن الإمام المعصوم، أم أن طبيعة العلاقة التي أنتجت النصر كانت مبنية على الطاعة، والانقياد، والخضوع الكامل لما يصدر عنها".
واردف قائلا "حتى في القرآن الكريم، لم يكن المطلوب من المسلمين أن يسمعوا النبي فقط، بل أن يطيعوه ويخضعوا له ويقبلوا ما يصدر منه".
وأكد "علينا أن نحافظ على هذه العلاقة وأن نفهمها بعمق، ونعيد بناءها داخل وعينا، ومجتمعنا، وجيلنا القادم ".
واشار قائلا "تارةً نحتاج إلى شخص مهما كان عظيمًا، ليعرّف فردًا بموقف معيّن وتارة أخرى، نحتاج إلى من يعرّف أمةً كاملة بذلك الموقف، ولكن ليس كافيا أن نُعرفها به فقط، بل يجب أن نُولّد القناعة بأن هذا الموقف هو الموقف الصحيح ثم نصل إلى المرحلة الأهم وهي كيف يمكن توفير الحوافز والدوافع لكي يتحول هذا الموقف من مجرد قناعة فكرية إلى موقف عملي، خصوصا إذا كان هذا الموقف يتطلب تضحيات عظيمة، كالتضحية بالدم، وبالمستقبل، وبمصالح الدنيا، ويخلّف من وراءه الأيتام والأرامل والآلام والخسائر الجسيمة".
واشار الى أنه "كيف يمكن للإنسان أو للقيادة أن تولّد في الأمة هذا الحافز والدافع القوي، لتحويل الموقف إلى سلوك عملي وثابت في الميدان، لذا الجهة الوحيدة التي تمكنت من ذلك وأصبح الأمر واضحًا لدى الجميع هي المرجعية الدينية العليا، متمثلة بسماحة آية الله العظمى السيد السيستاني (دام ظله الوارف) التي امتلكت كل مقومات التأثير الحقيقي بشخصيتها العظيمة".
واستطرد قائلا "لقد عرفت الأمة بالموقف، وأوصلت إليها القناعة بأنه الموقف الصحيح، ثم ولّدت لديها الدوافع والحوافز لتبقى الأمة بثباتها، وبثقتها في ساحة المعركة".
ولفت الى " حين عرفنا أن الجهة الوحيدة التي أنقذتنا في ذلك المنعطف الخطير كانت المرجعية، فعلينا أن نلتفت إلى ما هو الموقف المطلوب تجاه هذه الجهة اذا واجهتنا منعطفات خطيرة في المستقبل هل هو مجرد تعظيم وتكريم لأنها جهة دينية نائبة عن الإمام المعصوم أم أن الموقف الحقيقي هو أن نعيد صياغة العلاقة كما يجب أن تكون، علاقة طاعة، وانقياد، وخضوع وتسليم لما يصدر عنها ونبني هذه العلاقة مع المرجعية، ونُفهم الآخرين معناها الحقيقي، لا أن نختزلها بالشعارات، بل نترجمها إلى وعي، وسلوك، وموقف عملي دائم".
اترك تعليق