بحضور ممثل المرجعية الدينية العليا الشيخ عبد المهدي الكربلائي، ازاحت العتبة الحسينية المقدسة الستار عن موسوعة توثيق ارهـاب القاعدة وداعـش في العراق، وذلك خلال انطلاق فعاليات المهرجان الجماهيري الثاني لفتوى الدفاع الكفائي، الذي اقيم في الصحن الحسيني الشريف.
وقال الشيخ علي القرعاوي في تصريح لـ(الموقع الرسمي) إن" موسوعة توثيق إرهاب القاعدة وداعش في العراق أُنجزت بدعم كبير من ممثل المرجعية الدينية العليا الشيخ عبد المهدي الكربلائي، وبإشراف الأمين العام للعتبة، الأستاذ حسن رشيد العبايجي"، مبينًا أن" العمل في الموسوعة استمر لمدة (5) سنوات عبر لجان مختصة واحترافية، وأن الموسوعة تضم خمسة محاور رئيسة موزعة على (50) جزءًا".
وأوضح أن" المحور الأول هو الإعلامي، ويركز على تحليل مفاهيم الخطاب الدعائي لتنظيم داعش، ومراجعة مطبوعاته من صحف ومجلات، مع دراسة أساليب التجنيد، خاصة للأطفال والمقاتلين الأجانب، كما يتناول أدواته الإعلامية وما تداولته وسائل الإعلام حوله، مع أرشفة صور الاخبار كوثائق مرجعية تحسبا لحذفها من المواقع الإلكترونية".
وأضاف أن" المحور الثاني هو التوثيقي، ويعد من أبرز محاور الموسوعة، إذ اعتمدت عليه غالبية المحاور الأخرى في بناء محتواها، وتم تنفيذ نحو (1000) لقاء عبر فضائية كربلاء شعبة التوثيق الحربي، طبع منها ( 871 ) لقاء ضمن الموسوعة، وشملت هذه اللقاءات شهود عيان ومن عايشوا أحداث داعش الإرهابي، وقد تم تقاطعها مع البيانات الرسمية والمصادر الحكومية المتاحة لضمان دقة التوثيق وموثوقيته".
وتابع أن "المحور الثالث هو الآثاري، ويركز على توثيق شامل للمعالم الأثرية التي طالها التدمير، بدءًا من التعريف بهوية الأثر وتاريخه، مرورا بأسباب استهدافه، وانتهاءً بعرض صور توضح حالته قبل التدمير وبعده، وشمل التوثيق مواقع ذات طابع ديني وعقدي وحضاري، من مختلف الأديان والخلفيات الثقافية"، لافتا إلى أن" فريق المحور الآثاري نفذ (17) رحلة ميدانية إلى عدد من المحافظات العراقية، وثق خلالها انتهاكات واسعة طالت المعالم الدينية والتراثية، وتركزت الجهود في مدينة الموصل، حيث زار الفريق (835 ) موقعا شملت مساجد وكنائس وأديرة ومراقد ومزارات إسلامية وإيزيدية، مسجلاً حجم الأضرار وأساليب التدمير، كما تم توثيق (187)موقعا في كركوك، إلى جانب مواقع أخرى في الأنبار وديالى وبغداد وبابل، ليبلغ إجمالي المواقع الموثقة (948) موقعا أثريا".
وأشار إلى أن" المحور الرابع هو النفسي والتربوي، وقُسم إلى فريقين، الأول تولى تشخيص الاضطرابات النفسية بناءً على مقاطع فيديو لشهادات شهود العيان، ثم أجرى مقابلات مباشرة في الموصل وصلاح الدين لفهم معاناة الأشخاص النفسية الناتجة عن مشاهد القتل والذبح والحرق وغيرها من الفظائع، أما الثاني فتكفل بجمع وتحليل المناهج التي وزعها داعش في المحافظات المحتلة، وكتب نقدا علميا عليها في سبعة مجلدات".
وبين أن" المحور الخامس هو الأدبي، وشمل القصص القصيرة والروايات والمسرحيات والشعر، التي استندت إلى شهادات شهود العيان، مع التعبير عن ذلك بأسلوب أدبي وبلاغي مميز، وشارك في الكتابة اثنا عشر أديبًا من شعراء وقُصّاص".
اترك تعليق