في صباح مختلف عن سائر الايام الدراسية، دخلت المستشارة ابرار امجد قاعة الصف في متوسطة الاسماء الحسنى للبنات بمحافظة البصرة وهي تحمل في جعبتها اكثر من مجرد محاضرة، كانت تحمل رؤية ورسالة، بل واملا بان تتغير نظرة الطالبات الى المذاكرة، لا بوصفها عبئا، بل اداة للتميز.
تقول ابرار، وهي استشارية في مركز الارشاد الاسري في البصرة التابع لقسم التوجيه والارشاد الاسري في العتبة الحسينية المقدسة، أن المحاضرة التي قدمتها بعنوان “طرق المذاكرة الفعالة” جاءت ضمن سلسلة من البرامج التربوية والتوعوية التي ينفذها المركز بالتنسيق مع المدارس في المحافظة، بهدف تطوير مهارات الطالبات الدراسية والنفسية.
وتوضح في حديثها لـ(الموقع الرسمي)، ان "اللقاء لم يكن تقليديا، بل حاولت فيه ان تكسر (الجدار الصامت) بين الطالبات والمذاكرة"، مضيفة "بدأت بسؤال بسيط (ما اصعب ما تواجهينه عند التحضير للامتحان) ومن تلك الاجابات المتفرقة، انطلقت لبناء المحاور الثلاثة للمحاضرة وهي اهمية المذاكرة الفعالة، وتبني العادات الدراسية الصحيحة، وتنظيم الوقت بذكاء”.
في اعين الطالبات، بدا الفضول يتسلل شيئا فشيئا، تقول ابرار، "ما لفتني ان بعض الطالبات لم يسمعن من قبل بمصطلح (الخريطة الذهنية)، واخريات كن يستخدمن اساليب مذاكرة مرهقة وغير فعالة، ما جعلني اقدم لهن تقنيات مبسطة، وقابلة للتطبيق الفوري”.
وتضيف بثقة "اردت ان اغرس في نفوسهن فكرة ان النجاح ليس صدفة، بل صناعة تبدأ من تنظيم الوقت وتقدير الذات، وهذا ما نسعى اليه في مركز الارشاد الاسري ضمن توجيهات العتبة الحسينية المقدسة”.
لم تكن المحاضرة مجرد لقاء عابر، بل تفاعل حي بين مستشارة وخمسين طالبة، بين اسئلة تتعلق بالامتحانات، واجوبة تسعى لتصحيح المسار، وتؤكد ابرار "كان التحدي الاكبر ان اجعل المعلومة خفيفة وسهلة، لكنها تبقى في الذاكرة، خصوصا ونحن على مشارف الامتحانات الفصلية”.
وتندرج هذه المبادرة ضمن سلسلة برامج ميدانية تعتمدها العتبة الحسينية المقدسة، عبر مراكزها المتخصصة في المحافظات، لدعم البيئة التعليمية والاجتماعية في العراق، وتعزيز قدرات الناشئة علميا ونفسيا، بما ينسجم مع رؤية ممثل المرجعية الدينية العليا الشيخ عبد المهدي الكربلائي، في بناء جيل متعلم واع قادر على صناعة مستقبله بثقة.
اترك تعليق