التحديات التي تواجه الشباب(2) التقليد الاعمى

التقليد الاعمى

    هنالك رغبة توجد عند الأغلب وهي تكرار أي عمل يؤدى أمامنا، وذلك بسبب عامل العدوى وعامل الإيحاء، وأغلب من يتحكم بهذا التكرار هو المزاجيات، وهذا التقليد الأعمى هو تكرار للعمل من دون إعمال الفكر، والحكمة والبصيرة فكم من فكرة تتبنى اليوم لأنّ فلانا قد مارسها، وكم ممارسة لا أخلاقية يمارسها البعض ناتجة عن التقليد الأعمى المعطل للفكر والعقل، وهذا ما يحدث في واقعنا المعاصر من تقليد للغرب، أو لبعض الشخصيات الساخرة, أو المخربة للعقل، والفكر، وكم من عقيدة اعتنقت من قبل البعض من دون رؤية ثاقبة، أو نظر سليم، أو حكمة أو وعي وبصيرة فيها، أعتنقها وسار عليها تقليداً وجرياً على خطى الآخرين، وهذا بعينه ما حصل في عصور الأنبياء عليهم السلام واعترض دعوتهم، من تقليد البعض لأسلافهم من دون التدبر، والتفكر بما جاء به الرسل بل قد تصل النوبة في أن يجعل البعض تقليده للآخرين في معتقداتهم وسلوكياتهم دليل على صحة أفكارهم وأعمالهم الباطلة، وهذا من أهم التحديات التي تواجهنا اليوم، وهو تقليد الغير واستيراد وتكرار أعمالهم من غير إعمال للفكر والمنطق والحكمة.

    ولذا ينبغي علينا لكي يكون تقليدنا سليماً أن نعمل العقل الفكر والحكمة والبصيرة في ذواتنا، ونسأل أنفسنا عن المحتوى الذي نتبناه والممارسة التي نمارسها هل هي موافقة لهذه الأمور الأربعة وللهوية التي ننتمي اليها ام لا؟

 الصراع مع الغريزة

   من أهم ما يواجه الشباب من تحديات هو الصراع مع الغريزة، وهي الميول النفسية والدافع نحو ما ترغب اليه النفس الشهوانية، فأن الله تعالى أودع غرائز كثيرة ورغبات متعددة في النفس الإنسانية، وهذه الغرائز أمر طبيعي لدى كلّ فرد إلا أن عمل الشيطان وأعوانه هو التأثير على أن يتغلب عامل الغريزة على عامل العقل، ومن هنا تأتي أهمية المقاومة لتلك الغرائز، فنحن نعيش في واقع افتراضي مليء بكل الأدوات، والوسائل التي تحفز عامل الغريزة حتى تؤدي به إلى الوقوع بالمعصية أو الاخطاء الفاحشة، ومن أهم الاساليب في تحديد غريزة الفرد بما يليق به كمسلم هو عامل ( المقاومة - والمجاهدة ) فلا بُدّ أن نقاوم بكلّ ما أُوتينا من قوة لصون أنفسنا من الوقوع بالخطايا والمعاصي، وقد روي في ذلك نصوص كثيرة منها، قول أمير المؤمنين عليه السلام (من لم يعرف الخير من الشر فهو بمنزلة البهيمة)[1]، وقال عليه السلام: (خالف نفسك تستقم وخالط العلماء تعلم) وقال عليه السلام أيضاً: (إن الشديد ليس من غلب الناس ولكن الشديد من غلب على نفسه)  وقال عليه السلام: (من حصر شهوته فقد صان قدره)[2].

الهوامش:-----

[1] العقل والجهل في الكتاب والسنةص109

[2] ميزان الحكمة ج4ص3480

: الشيخ وسام البغدادي