باختصار شديد سآخذكم الى سنة 60هـ حيث دارت رحى الحرب بين الحق والباطل بين الوفاء والغدر بين الكرامة والخزي بين الايثار والانانية بين الحر وبين العبد وسأكتب ذلك عبر نقاط تسهيلاً للقارئ الكريم :.
1- يوم 15 من شهر رمضان سنة 60هـ مسلم بن عقيل (عليه السلام) يغادر مكة المكرمة الى الكوفة ويصلها يوم 5 من شوال سنه 60 هـ.
2- أجمع رأي اهل الكوفة وبايعوا الحسين (عليه السلام) عبر سفيره وآخر رسالة من السفير ابن عقيل الى الحسين بن علي (عليه السلام) يوم 18 ذي القعدة سنة 60 هـ تقريباً جاء فيها (أما بعد، فإن الرائد لا يكذب أهله، إن جميع أهل الكوفة معك، فأقبِلْ حين تنظر في كتابي)
3- وفي رواية اخرى أن الذين بايعوا من أهل الكوفة (١٨٠٠٠ ألف) والناس كلهم مع الحسين ( عليه السلام ) وليس لهم في آل معاوية رأي ولا هوى.
4- في هذه الإثناء حزب يزيد بن معاوية بالكوفة يراسل الاخير ويذكر ضعف النعمان بن بشير الانصاري والي الكوفة، وما أن وصل الكتاب للشام حتى أستشار يزيد سرجون مولى معاوية الذي نصح يزيد أن يكلف بهذه المهمة عبيد الله بن مرجانه المجوسية، الذي وصل في العشرة الاخيرة من ذي القعدة الى الكوفة بعد أن ترك البصرة لأخيه عثمان.
5- ما أن وصل ابن مرجانة للكوفة حتى بث العيون، و وزع الاموال على العرفاء والرؤساء، وأخذ بالتهديد والوعيد والبحث عن ابن عقيل ومناصريه، وأولهم هاني بن عروة شيخ مراد الذي ضَيًف ابن عقيل طيلة مكوثه في الكوفة .
6- قبض على هاني بن عروة، وأُرسل للفاسق ابن مرجانة، وجرى ما جرى بينهم حتى ضٌرب هاني من قبل ابن مرجانة بقضيب ادى الى كسر انف هاني، وسالت الدماء على ثيابه ونثر لحم خديه وجبينه، وتم حجزه في قصر الامارة. وسمعت بذلك قبيلته مذحج الذين جاءوا لنصرته، لكن الغدر والحيلة اثر على ما خططوا له .
7- انتفض مسلم ونادى بشعاره ( يا منصور أمت ) وخرج معه (4000) الاف رجل، فلما بلغ القصر واذا هم (300) رجل! وعمل ابن مرجانة اجراءات؛ منها حجز الشيوخ والرؤساء العرفاء في القصر، ومناداة المنتفضين وتقليل عزيمتهم، ووعدهم بالقتل، حتى لم يبق مع ابن عقيل إلا (30) رجلاً صلى بهم صلاة المغرب، وما ان وصل الى ابواب كندة واذا به وحيدا! وأنتهى به الأمر الى الامرأة الشريفة الغيورة طوعة وكان ذلك ليلة 8/9 ذي الحجة سنة 60 هـ.
8- مكث ابن عقيل (عليه السلام) في بيت طوعة، وبدأت تدخل لذلك البيت وتخرج منه مراراً وتكراراً وتهيأ له ما يلزم حتى ارتاب ابنها وألح عليها، فأخبرته بذلك، ولم يتوانى الى أن أوصل الخبر صباحاً لابن مرجانة وحاشيته الذي امر 60 او 70 رجلا من قيس مع بكر ابن حمران الاحمري، ومعه ابن الاشعث، وبعد معركة شديدة اختلف مع الاحمري بضربه حيث ضربه الملعون فقطع شفته العليا، واشرفوا عليه من فوق ظهر البيت ورموه بالحجارة والهبوا النار في اطناب قصب البيت، فخرج عليهم مسلم وأعطاه الامان محمد بن الاشعث بعد ان أُثخن بالجراح وعجز عن القتال واقتيد أسيراً لقصر الامارة.
9- في القصر المشؤوم ابن عقيل (عليه السلام) يوصي عمر ابن سعد الزهري القرشي وهو من حاشية ابن زياد بما يلي :.
اولاً: انّ عليّ ديناً بالكوفة فأقضيه عني
ثانياً: أستوهب جثتي من ابن مرجانة فوارها
ثالثاً: ابعث الى الحسين من يرده فأني كتبت له أعلمه ان الناس معه ولا أراه الا مقبلاً
10- بعد كلام طويل بين ابن عقيل وابن مرجانة صدر الامر من ابن مرجانة المجوسية للمولى بكير ابن حمران الاحمري بقطع راس مسلم ابن عقيل ورمي جثته من اعلى قصر الامارة، ومسلم يقول (( اللهم احكم بيننا وبين قوم غرونا وكذبونا واذلونا)).
بعدها جاءوا بهاني بن عروة وقطعوا رأسه وهو مكتوف الايدي ولا ناصر ولا معين وبهذه المناسبة قال الشاعر:
أن كنت لا تدرين ما الموت فانظري الى هاني في السوق وابن عقيل
الى بطل قد هشم السيف وجهه واخر يهوي من طمار قتيل
وكان ذلك يوم 9 ذي الحجة سنة 60 هـ وقيل بل يوم 8 منه في الوقت ذاته يكون الحسين عليه قد أًحًًل احرامه وترك بيت الله الحرام متوجها الى الكوفة .
رحم الله شهداء الطف وشهداء الثورة الحسينية .
اترك تعليق