الآثار الإجتماعية والإقتصادية لتعاطي المخدرات

إن من أهم الأضرار المترتبة على تعاطي المخدرات هي الأضرار الإجتماعية التي وبلا شك تلقي بظلالها على الحياة بشكل عام بدءاً من الضرر الواقع على الفرد المتعاطي مروراً بأسرته وإمتداداً إلى مجتمعه، وهناك الكثير من الآثار الإجتماعية التي تظهر على الفرد المتعاطي ولكن نوجزها في أمور:

1-   التفكك الأسري

    يؤدي تعاطي المخدرات من قبل بعض أفراد الأسرة إلى زعزعة البنية الإجتماعية للأسرة، ويؤثر الشخص المدمن سلباً في عائلته جميعها نتيجة عدم ممارسته أيّ دور فعال فيها بالإضافة إلى عدم المشاركة في الأنشطة العائلية التي تتضمن تقديم الرعاية للأفراد الآخرين وذلك عدا عن الأزمة المالية التي قد تنتج عن حاجة الشخص المدمن الكبيرة للتمويل المالي، وأخذ حق الأفراد الآخرين في العائلة في العديد من الحالات.

2-   المشاكل الزوجية

   تعتمد العلاقات الزوجية على الثقة المتبادلة، وعلى العكس من ذلك فإن إدمان المخدرات يكون مصحوباً بالكذب، والهدر المالي للزوجين، والخداع، وهو ما قد يؤدي إلى المشاكل الزوجية، أو حتى إنهاء العلاقة الزوجية في كثير من الحالات.

3-   نفور الأصدقاء

يصاحب تعاطي المخدرات العديد من السلوكيات التي قد تؤدي إلى نفور الأصدقاء وإبتعادهم عن الشخص المدمن، لانه لا يراعي الإهتمام بالآخرين ومشاعرهم، ويكون طبعه الخداع، وتقلبات المزاج وبعض التغيرات في الشخصية مما يجعل الأصدقاء ينفرون منه .

 

4-   اللجوء الى السرقة

نتيجة الإضطرابات العقلية والعجز المالي وعدم القدرة على العمل التي تصاحب إدمان المخدرات، فإن الشخص قد يلجأ إلى السرقة، وكسر بعض القوانين، أو ممارسة بعض الجرائم، والتي بدورها قد تؤدي إلى تقييد حرية الشخص المدمن أو دخوله إلى السجن.

5-    عدم ممارسة الأعمال المنتجة

تدفع المخدرات الفرد المتعاطي إلى عدم القيام بمهنته بصورة صحيحة مما يدفع العاملين معه إلى النفور منه وعدم الوثوق به وقد يؤدي إلى طرده من عمله أو من مدرسته أو مكان دراسته نتيجة لتأثير إدمان المخدرات الذي يؤدي إلى إنهيار علاقتهم مع أصدقائهم والعاملين معهم وكفاءتهم الإنتاجية.

6-   الإنفعال وعدم أداء المسؤوليات

تؤدي المخدرات إلى نتائج سيئة للفرد سواء بالنسبة لعمله ام إرادته أو وضعه الإجتماعي وثقة الناس به فتجعل منه إنسانا كسولا ذو تفكير سطحي يهمل أداء وإجباته ولا يبالي بمسؤولياته وينفعل بسرعة ولأسباب تافهة وذو أمزجة منحرفة في تعاملهم مع الناس.

7-   إنتشار الجرائم والإنحرافات

من الآثار الأساسية التي يؤدي اليها تعاطي المخدرات هو إرتباطها بالسلوك الإجرامي فقد أثبتت العديد من الدراسات والبحوث والإحصائيات أن هناك علاقة بين تعاطي المخدرات وكثرة الجرائم كجرائم القتل والإغتصاب والسرقة والإنتحار والزنى واللواط وكافة الممارسات الجنسية من الإعتداء على المحارم[1]، وذلك لأن المتعاطي للمخدرات سيعيش أزمتين ازمة عقلية وإختلال في عقله ووعيه بسبب حالة الإدمان التي تؤدي إلى فقدان حالة الوعي والعقل عند الأغلب، وكذلك أزمة البطالة التي سيعيشها الفرد المتعاطي وكلا هاتين الأزمتين تؤديان إلى حصول الجرائم من قبيل جرائم النصب والإحتيال والسرقة والتعدي على الأخرين وغيرها الكثير .

 

8-   الإنحدار الخُلقي

ومن الاثار الاجتماعية لتعاطي المخدرات هو أن الفرد المتعاطي للمخدرات نراه واقعا يفقد جميع القيم الأخلاقية والسلوكيات الصحيحة والمستقيمة بل يلجا إلى ريادة الأماكن والأوساط السيئة حتى يتوفر له المخدر، ويكون عنصرا سيئا يؤثر على المجتمع والبيئة التي يعيش فيها بالسلب.

9-   العداوة والبغضاء بين الناس

إن تعاطي المخدرات يعد سببا أساسيا لإنتشار العداوة والبغضاء بين أفراد المجتمع حتى الأصدقاء منهم لأن المدمن حينما يفقد السيطرة على عقله وتصرفاته وأقواله وأفعاله سيتولى عليه حب الفخر والكذب ويسرع اليه الغضب وسوء الظن، وتراه يتجاوز على الأخرين بالألفاظ السيئة والمنفرة مما يدفع إلى ألوان من البغضاء والعداوة بين المتعاطي وعامة الناس فينشأ من خلاله إفشاء الأسرار والقتل، والتجاوز للحدود وهتك الأعراض والخ.

10-  زيادة الحوادث المرورية

  يعد تعاطي المخدرات والإدمان عليها وكذلك المسكرات من الأسباب الرئيسية في زيادة معدلات حوادث المرور وبالتالي ستزداد أعداد الوفيات والإصابات البليغة او المعيقة في المجتمع مما يتسبب في تكاليف مادية باهضه وخسائر إقتصادية وإجتماعية كبيرة قد يكون المجتمع غير قادر على تحملها.

 

 

الآثار الاقتصادية لتعاطي المخدرات

إن إدمان الفرد على تعاطي المخدرات يؤثر قطعا على الحالة الإقتصادية والتي من أهمها:

1-  إن الفرد المدمن على المخدرات قد يبدأ في التعاطي مجانا لأول مرة أو مجاملة لصديق أو حباً للإستطلاع أو رغبة في تسكين بعض الآلآم وبعد ذلك شيئا فشيئا يبدا بدفع الثمن للحصول عليها وكلما إزدادت الجرعة التي يأخذها تزداد المبالغ المالية حتى يأتي الوقت لذي لا يتمكن فيه من شراء المواد المخدرة فيضطر حينها إلى بيع كل ما يملكه مقابل حصوله على المخدرات، بل قد يؤدي عدم إمكان شرائها إلى السرقة في سبيل الحصول على المخدرات والتي بسببها تزداد المشاكل الأسرية والإجتماعية وتؤثر سلبا على جميع العلاقات مع الناس.

2- إن تعاطي المخدرات والإدمان عليها يؤدي إلى ضعف النفس البشرية وتصيبها بالأمراض والكسل والآلآم البدنية التي تسبب عدم القدرة على الإنتاج والتأخر دائما عن العمل الذي يعد وسيلة لكسب المال وبالتالي سيفقد المتعاطي رزقه الذي سيؤثر على معيشته ومعيشة أسرته مما يدفعه بعد ذلك إلى كسب الأموال بالطرق المحرمة، وهذا ما نراه في الواقع فهنالك الكثير ممن تعاطى المخدرات أثر ذلك على رزقه وكسبه، وإدارة ملف أسرته ماليا، مما يؤدي بعد ذلك إلى تفكك أسرته والمشاكل الزوجية والعائلية وفقدان جميع متطلبات الحياة مما أضطره إلى أن يتكسب الأموال بالطرق المحرمة . 

          

3- ومن الآثار الإقتصادية التي بسببها تعاطي المخدرات هو تزايد قابلية المتعاطي للوقوع بالحوادث الجسدية التي تؤدي إلى خسائر مالية قد لا يتمكن المتعاطي من أدائها.

4-  ومن الآثار الإقتصادية التي يسببها تعاطي المخدرات هو الأثر الإقتصادي على المجتمع وذلك لأنه عبارة عن إضاعة الثروات الإقتصادية المتمثلة في الأرض التي كان بالإمكان زراعتها بما يفيد المجتمع وما هو أنفع له وكذلك إستنزاف الجهد البشري الذي بالإمكان الإستفادة منه فيما يزيد من إقتصاد البلد ويساهم في إنعاش البلد إقتصاديا.

               

5- إن تعاطي المخدرات والإتجار بها وتهريبها لها تأثير بالغ على الناحية الإقتصادية للبلاد والدولة فهي السبب الرئيسي وراء أرتفاع نسبة البطالة وقلة الإنتاج وتهريب العملات، وتؤثر سلبا على دخل الدولة اذ أن المخدرات التي تهرب إلى الخارج في بعض البلدان تقدر بمئات الدولارات التي يحتاجها الشعب.

6-  وكذلك أن من الاثار الإقتصادية على الدولة هو إستنزاف كوادرها الصحية والأمنية التي من الممكن أن يستفاد منهم بأدوار أخرى تفيد المجتمع والناس.

 

الهوامش:-----------------

([1]) مجلة الهلال ص 91. 

: الشيخ وسام البغدادي