آثار النهضة الحسينية على الفرد العراقي

للإسلام ثلاثة أبعاد أساسية تهتم ببناء الشخصية الإنسانية والمجتمع الذي يروم الرقي والتطور، ومن هذه الأبعاد ما يهتم ببناء فكر الإنسان كالبعد العقائدي ومنها ما يهتم بتهذيب روح الإنسان وتزكية نفسه كالبعد الأخلاقي والبعد الثالث هو البعد الفقهي الذي يبين السلوك العبادي والمعاملاتي للإنسان لكي يصل إلى كماله المنشود.

آثار البعد العقائدي

يمتاز الإنسان على غيره من المخلوقات التي تشاركه هذه الأرض بنعمة العقل الذي يمثل الملاك الإسلامي للتكليف الشرعي، ويشترك مع غيره فيما تبقى من المكونات الأخرى كالجسد والروح والشهوة، ولكي يبقى الإنسان إنسانا لابد أن يحافظ على هذه النعمة من خلال رفدها بغذائها المناسب لها الا وهو العلم، وهذا ما يؤكده الحديث الشريف «اطلب العلم من المهد إلى اللحد»(1)، لما في تحصيله من بناء لفكر الإنسان وتحصين له من المهلكات التي تجعله كالأنعام بل أضلّ سبيلا، ومن أهم ما يحتاجه الإنسان في بناء فكره هو المعرفة التامة للعقيدة التي تضع رجله على الصراط المستقيم، بل هي الميزان الدقيق لصحة وسلامة دينه الذي يعتنق، ولو تأملنا هذا الحديث الشريف لأمير المؤمنين عليه السلام «أول الدين معرفته..»(2)  لاتضح لنا الأساس الأول الذي يقف عليه الدين الحنيف، وهو ما سار عليه الأنبياء والأولياء والأئمة  عليهم السلام، وممن سار على النهج القويم صاحب النهضة المباركة الإمام الحسين  عليه السلام فنجده يقول في وصيته لأخيه محمد بن الحنفية «هذا ما أوصى به الحسين بن علي ابن أبي طالب إلى أخيه محمد المعروف بابن الحنفية: إن الحسين يشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا عبده ورسوله جاء بالحق من عنده، وأن الجنة حق، والنار حق، وأن الساعة آتية لا ريب فيها، وأن الله يبعث من في القبور»(3).

وبالإضافة إلى ما تقدم من قول الإمام  عليه السلام الذي ينم عن عقيدته ودينه هناك بعض النصوص التي قالها في حوادث حدثت في نهضته فيها إشارة إلى عقائد أخرى غير عقيدة التوحيد والنبوة والمعاد التي ظهرت في النص السابق كدعائه على رجل في عسكر ابن سعد يقال له (مالك بن جريرة) عندما خاطب الإمام  عليه السلام بهذا الخطاب الوقح الذي ينم عن حقد وجهل كبيرين «ابشر يا حسين! فقد تعجلت النار في الدنيا قبل الآخرة، فقال له الحسين: كذب يا عدو الله... إلى أن يقول اللهم جره إلى النار، وأذقه حرّها قبل مصيره إلى نار الآخرة، فلم يكن بأسرع من أن شب به الفرس.. إلى أن يقول حتى ألقاه في النار فاحترق»(4). فالنهضة الحسينية مليئة بالأحداث التي يؤطرها البعد العقائدي، فيظهر مما تقدم ما يؤثر في تفكير وسلوك الفرد العراقي:

1 . ان نهضة الإمام  عليه السلام نهضة إلهية يحتذى بها ويجب الدفاع عنها وعن ضريح قائدها مهما كلف الثمن.

2 . أن الإمام القائد  عليه السلام عارف بدينه حق المعرفة بل هو حجة الله تعالى على خلقه ومع ذلك تصدى لمن يتلبس بالدين فيتضح من هذا ما يلي:

أ . لابد أن يتصف القائد الذي يروم التغيير بما اتصف به الإمام  عليه السلام.

ب . أن التلبس بالدين لا يحمي الظالم والمنحرف من الثورة.

ج . لابد للمؤمن أن يكون على بصيرة من أمره.

آثار البعد الأخلاقي

أن النداءات الأخلاقية(5) التي وجهتها النهضة الحسينية للجماهير المؤمنة بها كثيرة ومتشعبة ومليئة بكل صفات الكمال الأخلاقي، وإذا تأملنا هذه النداءات نجد آثارها على الفرد العراقي الذي يعيش أحداث النهضة بروحه ويتواصل مع قائدها بكثرة زيارته كما أن آثارها على مواقفه العامة اتضح مما مرّ من تضحيات قام بها الفرد العراقي منذ أن اعتنق خط الحق المتمثل بأهل البيت عليهم السلام ولا بأس أن نستعرض بعض الجوانب الأخلاقية التي أعدتها النهضة لتكون درسا كاملا لنا كأفراد ومجتمعات من عربٍ وغيرهم مسلمين وغير مسلمين، ومن هذه النداءات ما يلي:

الحياة بعز

عند الوقوف على حياة الأكابر والعظماء سيما أهل البيت عليهم السلام نرى أنفسهم مليئة بالعز نافرة من الذل، حرة كريمة لا يؤسرها شيء، بعيدة عن شبكة الشهوة حذرة من كمائن الدنيا الدنية لا ترى ثمنا لها إلا الجنة وهذا ما صرح به أبوهم أمير المؤمنين  عليه السلام بقوله: «ألا حر يدع هذه اللماظة لأهلها؟ أنه ليس لنفسكم ثمنا إلا الجنة فلا تبيعوها إلا بها»(6)، فالأحرار الذين رفضوا ربق عبودية الشهوات وتحرروا من رقها أسمى بكثير مما هو موجود في هذه الدنيا الزائلة فلذلك لا يتركوا لحظة واحدة يعيشونها خالية من العز والحرية والكرامة واذا خيروا بين وقوعهم بما يجعلهم أذلة خانعين وبين فقد النفس فإنهم لن يختاروا إلا ما تربوا عليه من عزة فيضحّوا بأنفسهم ويغادروا الدنيا أعزة كراما، وهذا ما يصرح به الإمام أبو عبدالله الحسين  عليه السلام بقوله: «موت في عز خير من حياة في ذل»(7)، فهذه الفكرة والقيمة الأخلاقية التي ملأت أركان نفس سيد الشهداء  عليه السلام رأينا تطبيقها يوم كربلاء عندما أقسم بربه قائلا «والله لا أعطيهم بيدي إعطاء الذليل ولا أقر لهم إقرار العبيد»(8)  فلقد كان رافضا للذل مستأنسا بالموت وفرحا به لما فيه من عز وشموخ وعنفوان، ولأن الحياة مع الظالمين مرّة كريهة ومليئة بالملل والخنوع نجده يصرح قائلا: «والله لا أرى الموت إلا سعادة والحياة مع الظالمين إلا برما»(9) ولذلك سارع إلى الانتقال إلى عالم لا لغو فيه ولا تأثيم.

هذه المبادئ السامية التي تجلّت في كربلاء قسّمت القوم إلى فريقين، فريق يحب الدنيا ويتهافت عليها كتهافت الذباب على مزبلة قذرة وفريق نافر منها زاهد فيها راغب فيما عند الله تعالى من العطاء والبقاء والرحمة والواسعة، وهذه المبادئ جعلت عمر بن سعد يفكر ويقدم على قتل ابن رسول الله  صلى الله عليه وآله وسلم من اجل ملك الري وجعلت الإمام المنتصر  عليه السلام يقول: «ألا وأن الدعي بن الدعي قد ركز بين اثنتين: بين السلة والذلة وهيهات منا الذلة»(10) ، وهي عينها التي جعلتهم يتصدون بشجاعة وبطولة وعزة تذهل كل من اطلع عليها، فلقد تجسدت هذه المبادئ في القائد وفي الجند، في الكبير والصغير وفي الرجل والمرأة، وحتى في الإمام زين العابدين  عليه السلام الذي كان مريضا وقد سقط عنه الجهاد إلا أنه طلب عصا وسيفا لكي يجسد هذا المبدأ السامي لو سمح الإمام  عليه السلام له، فيتضح من كل هذا مدى وجوب الموت بشرف وعزة دفاعا عن الحق سواء كان هذا الحق شخصيا أو عاما، وسواء كان المدافع فردا أو مجتمعا.

التوكل

من القيم الأخلاقية التي بثها القرآن الكريم في نفوس المؤمنين هو (التوكل) لما فيه من استقرار للنفس واطمئنان للقلب سيما اذا كان المتوكل عليه هو الله تعالى الذي هو القادر على كل شيء والحكيم المطلق وله الصفات الكاملة، ولولا ذلك لما ورد في القرآن الكريم، الكثير من الآيات الكريمة التي تشير إلى ضرورة التوكل في أمورنا جميعا وإلجاء ظهورنا إلى ربنا ومدبر شؤوننا، وفي قوله تعالى: ((وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ)) (11) أمر صريح بالتوكل عليه سبحانه في كل أمورنا لما في ذلك من كفاية واطئمنان وهذا ما عمل به سيد الشهداء  عليه السلام في يوم عاشوراء ليعلمنا التوكل عمليا في كل أمورنا فلذلك قال: «فاجمعوا أمركم وشركاءكم ثم كيدون جميعا ثم لا تنظرون، أني توكلت على الله ربي وربكم، ما من دابة إلا هو أخذ بناصيتها ان ربي على صراط مستقيم»(12) ولو تأملنا حديث الإمام عليه السلام لوجدناه يستند إلى آيات كريمة تبين إن الله تعالى محيط بكل شيء ولا يفوته ماكر أو كائد ولا يغلبه قوي، وكل ما سواه محتاج إليه فلهذا وذاك لابد من التوكل عليه وتفويض الأمر إليه.

الإيثار

أن ترغب في شيء وتزهد فيه من أجل أن يستمتع به الغير هذا من شيم النفوس ومن علوّ الأخلاق ومما استحق صاحبه المدح والثناء وهذا ما يسمى بالإيثار، فهذا التخلي عما يريده ويرغب فيه بل ويحتاج إليه ثم يقدم غيره على نفسه لكي ينتفع منه هو عين الرأفة والرحمة بالغير، وأن هذه الصفة الأخلاقية العالية ظهرت جلية في القرآن العيني لكي تطابق القرآن العلمي في خلق أهل البيت عليهم السلام عندما نزلت في حقهم الآية الشريفة: ((وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ...)) (13) وتجلت بأعلى درجاتها في نهضة الإمام الحسين  عليه السلام سيما عندما خطب في أصحابه وأهل بيته قائلا: «إلا واني أظن يومنا من هؤلاء الأعداء غدا وإني قد أذنت لكم فانطلقوا جميعا في حل ليس عليكم مني ذمام، وهذا الليل قد غشيكم فقوموا واتخذوه جملا...ألخ»(14)، فلقد كره الموت لأصحابه وأهل بيته ووطن نفسه عليه لينجو من ينجو، وأجابه الأهل والأصحاب بمثل الإيثار والتضحية التي اتصف بها وما قاله زهير بن القين دليل واضح على هذا الإيثار حيث يقول: «والله وددت اني قتلت ثم نشرت ثم قتلت، حتى أقتل ألف مرة، وأن الله عز وجل يدفع القتل عن نفسك وعن أنفس هؤلاء الفتيان من أهل بيتك»(15)، وفي صورة أخرى من الأحداث يتجلى الإيثار سيما في شرب الماء الذي كانوا بأمس الحاجة إليه، وهناك مواقف مليئة بالإيثار نترك ذكرها للاختصار.

رفض التميز العنصري

هذه الخصلة الذميمة التي تخلق بها المتكبرون من كفار قريش هُدّمت على يدي النبي الأكرم  صلى الله عليه وآله وسلم في صدر الإسلام وها هو الإمام الحسين عليه السلام يحذو حذو جده المصطفى  صلى الله عليه وآله وسلم عندما استشهد جون ذلك العبد الأسود فوقف عليه الإمام عليه السلام مؤبنا وداعيا له قائلا: «اللهم بيض وجهه وطيب ريحه، واحشره مع الأبرار وعرّف بينه وبين محمد وآل محمد»(16) بعد أن ضمّه إلى صدره ووضع خدّه الشريف على خدّه، صار ميزانه في يوم كربلاء حديث جدّه الرسول الأكرم  صلى الله عليه وآله وسلم :«لا فرق بين عربي وأعجمي ولا أسود وأبيض إلا بالتقوى»(17) فكان يتعامل مع غير العربي ومع الأسود وغيره كما يتعامل مع أهل بيته وإخوته  عليهم السلام فكلهم عنده سواء إلا ما تميزوا به في ذواتهم.

ورغبة في الاختصار نقف على النصوص والمواقف التي تشير إلى الصفات الأخلاقية العالية ونبينها بشكل موجز لنستلهم منها الدروس الأخلاقية الرائعة وهي كما يلي:

1 . الشجاعة: هي أن تكون ذا قلب ثابت لا يصيبه الهلع والخوف اذا مررت بخطر ما وأن تقول كما قال الإمام  عليه السلام عند مواجهة جيش الحر: «ليس شأني شأن من يخاف الموت»(18).

2 . رباطة الجأش عند نزول المصائب: هذه الصفة من فروع الشجاعة والثبات ولقد اتصف بها الإمام أبو عبد الله  عليه السلام في يوم كثر واتره وقل ناصره وقتل أولاده وإخوته وصحبه، وشهد له بذلك مراقب الأحداث المأساوية حميد بن مسلم فوصفه بقوله: «فو الله ما رأيت مكثور قط قتل ولده وأهل بيته وأصحابه أربط جأشا ولا أمضى جنانا منه»(19).

3 . الصبر: لا شك أن مقام الصابرين معروف للجميع، وما اعدّ لهم ربهم في الآخرة يتمناه كل عاقل، فلا عجب ان يعيش الإمام  عليه السلام حياته صابرا حتى في أشد أنواع البلاء، بل لم يكتف بذلك حتى دعا له أصحابه وأهل بيته ونساؤه في مواقف مختلفة فنجده في مخاطبة الناس يقول: «أيها الناس فمن كان منكم يصبر على حدّ السيف وطعن الأسنة فليقم معنا والا فلينصرف عنا»(20)، فكان الصبر شرطا للصحبة لما فيه من نجاح وظفر، وأما في يوم عاشوراء قال الإمام  عليه السلام لأصحابه: «صبرا بني الكرام، فما الموت إلا قنطرة تعبر بكم عن البؤس والضراء إلى الجنان الواسعة والنعيم الدائمة»(21)، وفي طلبه من نسائه سيّما أخته زينب عليها السلام دليل واضح على تربيته لمن حوله على هذه الخصلة الكبيرة والمقام الشامخ فنجده يخاطب أخته «أوصيكن بتقوى الله رب البريّة والصبر على البلية وكظم نزول الرزية...ألخ»(22)، فهو صابر ومصبّر لغيره وداع للتحلّي بالصبر، وفي النصوص الآتية دلالة واضحة على ما نقول: ففي خطاب لابنته سكينة يقول  عليه السلام : «فاصبري على قضاء الله ولا تشتكي»(23)، وخطابه لبني عمومته: «صبرا بني عمومتي، صبرا يا أهل بيتي»(24).

4 . الغيرة: هي الحرص على العرض أو ما يجب الدفاع عنه عند تعرضه للانتهاك وعدم السماح للغير أن، يعبث به، وهذه الصفة الأخلاقية العالية لابد أن يتصف بها كل مؤمن سليم الإيمان كما ورد في قوله  صلى الله عليه وآله وسلم:  «الغيرة من الإيمان»(25) والمؤمن الغيور محبوب عند الله تعالى كما ورد في الحديث الشريف: «إن الله يحب من عباده الغيور»(26) ولكي يتجسد هذا المعنى في الواقع الخارجي نرى الإمام القائد عليه السلام مصداقا واضحا لهذه الصفة السامية بقوله: «أحمي عيالات أبي، أمضي على دين النبي»(27)، فلتكن هذه المقولة الرائعة درسا لنا في حياتنا.

5 . وهناك صفاة أخلاقية كثيرة كالفتوة والمواساة والوفاء والإغاثة وحب الشهادة والزهد في الدنيا والرضا والتسليم لقضاء الله تعالى، ومما يدل على اتصاف الإمام  عليه السلام بهذه الصفات أقواله الشريفة فضلا عن كونه إماما معصوما وحجة الله تعالى على خلقه ما يلي:

 في الفتوة: «إني قد سئمت من الحياة بعد قتل هؤلاء الفتية من آل محمد»(28)، وفي هذا دلالة واضحة على علوّ نفس الإمام  عليه السلام والتزامه بعدم التنصل عن مبادئه السامية.

 في المواساة: «تقربوا إلى الله تعالى بمواساة إخوانكم»(29) وكان في موقف أبي الفضل العباس عليه السلام صورة واضحة للمواساة، ولهذا جاء في زيارته «أشهد أنك نعم الأخ المواسي...»، وفي مواقف كثيرة من أحداث عاشوراء اتضحت هذه الصفة في الرجال والنساء والأطفال معا.

 في الوفاء: «فأني لا أعلم أصحابها أوفى من أصحابي...»(30) ، وفي زيارة العباس بن أمير المؤمنين عليهما السلام نقول تبعا لأئمتنا  عليهم السلام «أشهد لك بالتسليم والتصديق والوفاء والنصيحة لخلف النبي...».

 في الإغاثة: «إني لم آتكم حتى أتتني كتبكم وقدمت عليّ رسلكم أن أقدم علينا...»(31) ، فهذا قول صريح في إغاثته لأهل العراق الذين استنجدوا به للخلاص من جور بني أمية.

 في حب الشهادة: إن واقع الحال الذي صار إليه الإمام  عليه السلام وأهل بيته وأصحابته يؤكد حبه للشهادة في سبيل الله تعالى ونصرة الحق، كما في حواره مع الحر بن يزيد الرياحي ما يدل على ذلك عندما قال له:

سأمضي فما بالموت عار على الفتى

  إذا ما نوى حقا وجاهد مسلما

وواسى الرجال الصالحين بنفسه

وفارق مذموما وخالف مجرما

أقدّم نفس لا أريد بقاءها

لتلقى خميسا في النزال عرمرما

بالإضافة إلى قولته التي ملأت الأرض بصداها «والله لا أرى الموت إلا سعادة...»(32).

 في الزهد في الدنيا: «إن الدنيا حلوها ومرها حلم والانتباه في الآخرة....»(33) ، «أما بعد فكأن الدنيا لم تكن وكأن الآخرة لم تزل والسلام»(34)، ففي هذه الأقوال النورانية تصريح برفض الدنيا وإرشاد عن الاغترار بها لأنها لا تمثل إلا مرحلة سريعة يمر بها الإنسان مرور المسافر بظل شجرة ثم يرحل.

 في الرضا والتسليم: «لا افلح قوم آثروا مرضاة أنفسهم على مرضاة الخالق»(35)، وفي آخر كلمته التي قالها وهو في لحظاته الأخيرة وجسمه ينزف دما «إلهي رضاء بقضائك»(36)، ففي هذه المقولة لم يبق الإمام  عليه السلام عذرا لأحد في الجزع من قضاء الله سبحانه.

الهوامش:

_________________________________

(1) شرح رسالة الحقوق: ص 586.

(2) بحار الأنوار: ج 4، ص 247.

(3) شرح إحقاق الحق: ج 11، ص 602.

(4) مقتل الإمام الحسين والخوارزمي: ص 352.

(5) نداءات عاشوراء: ص 47.

(6) نهج البلاغة: ج 4، ص 105.

(7) بحار الأنوار: ج 44، ص 192.

(8) مقتل الحسين للخوارزمي: ج 1، ص 358.

(9) مقتل الحسين للخوارزمي: ج 2، ص 7.

(10) مقتل الحسين للخوارزمي: ج 2، ص 10.

(11) سورة المائدة، الآية: 23

(12) مقتل الحسين للخوارزمي: ص 10.

(13) سورة الحشر، الآية: 9.

(14) مقتل الحسين للمقرم: ص 220.

(15) مقتل الحسين للمقرم: ص 221.

(16) لواعج الأشجان: ص 150.

(17) المختصر النافع للحلي: ص 17.

(18) كلمات الإمام الحسين للشيخ الشريفي: ص 360.

(19) روضة الواعظين للنيسابوري: ص 189.

(20) ينابيع المودة لذوي القربى: ج 3، ص 62.

(21) بحار الأنوار: ج 6، ص 154.

(22) كلمات الإمام الحسين للشيخ الشريفي: ص 400.

(23) كلمات الإمام الحسن للشيخ الشريفي: ص 490.

(24) موسوعة الإمام الحسين: ص 465.

(25) بحار الأنوار: ج 68، ص 342.

(26) معالي السبطين: ج 2، ص 18. أسرار الشهادة: ص 402.

(27) بحار الأنوار: ج 45، ص 49.

(28) كلمات الإمام الحسين للشيخ الشريفي: ص 482.

(29) الخصال للشيخ الصدوق: ص 8.

(30) كلمات الإمام الحسين للشيخ الشريفي: ص 395.

(31) واقعة الطف: ص 169.

(32) المناقب: ج 4، ص 68.

(33) كلمات الإمام الحسين: ص 398.

(34) بحار الأنوار: ج 45، ص 87.

(35) مقتل الحسين للخوارزمي: ص 239.

(36) نداءات عاشوراء: ص 139.

: الشيخ علي الفتلاوي