الشيخ محمد رضا بن شهاب الدين (شهيب) بن عبيد بن أحمد بن حسن الكلابي، أديب وشاعر وخطيب، ولد في الحلة من أسرة دينية ــ أدبية عرفت بالخطابة، فقد توارثت هذه الأسرة الخطابة من جدها الأكبر الشيخ شهاب الدين الحلي المعروف بـ (شهيب) الذي كان عميدا للمنبر الحلي.
قال من قصيدة في الإمام الحسين (عليه السلام) تبلغ (52) بيتاً:
وما أنــا إن حلَّ المصابُ بجازعٍ ولولا مصابُ (الطفِّ) ما أنا جازعُ
غـــــداةَ حسينٌ سارَ عن قبرِ جدِّهِ على لاحــــــبٍ إذ لم ترعه الروائعُ
إلى أن أتى أرضَ العراقِ مُماهياً بآسادٍ غيلٍ عــــــــــــــن حِماهُ تدافعُ
الشاعر
الشيخ محمد رضا بن شهاب الدين (شهيب) بن عبيد بن أحمد بن حسن الكلابي، أديب وشاعر وخطيب، ولد في الحلة من أسرة دينية ــ أدبية عرفت بالخطابة، فقد توارثت هذه الأسرة الخطابة من جدها الأكبر الشيخ شهاب الدين الحلي المعروف بـ (شهيب) الذي كان عميدا للمنبر الحلي.
كان الشيخ محمد رضا في بدايته يمتهن النجارة، ثم اتجه نحو الخطابة التي عرفت أسرته بها، انتقل إلى كربلاء وبقي فيها لسنين عدة، وفيها تعلم فن الخطابة على يد الخطيب الكبير السيد جواد الهندي، وسافر إلى العديد من المدن العراقية وقرأ فيها كما أقام مدة من الزمن في الأهواز عند الأمير خزعل فعاش هناك مبجلا من أميرها ثم سكن سامراء لمدة ثم عاد إلى مسقط رأسه حتى وفاته فدفن في النجف الأشرف.
والشيخ محمد رضا شهيب هو والد الدكتور محمد مهدي البصير والشاعر الشيخ حسين شهيب الذي خلفه على المنبر الحسيني، وقد تتلمذا على يديه ومن تلامذته أيضاً: الشيخ عبد الشهيد محمد رضا شهيب، والشيخ سعيد محمد النجار، والشيخ صادق ناجي، والشيخ حسن البصير، وغيرهم.
شعره
قال من قصيدته الحسينية:
أرقتُ بليلٍ الــــــــوجـــدِ والطرفُ دامعُ ونـجمُ التياعي في سما الحزنِ لامعُ
أقلّبُ طرفي في الســـماءِ تـــــــــــــعلّلاً كـــــــــــأنّي سليمٌ حاربته المضاجعُ
إذا شمتُ برقَ الأبـــــــــــــرقينِ تدفّقتْ على صــــحنِ خدّي بالنجيعِ المدافعُ
يذكّرني الـــــــــــــــبرقُ اللموعُ مرابعاً عفتْ فهيَ بــــــــعدَ الظاعنينَ بلاقعُ
وما كانَ شـــوقي للربــــــــــــوعِ وإنّما لحبِّ أهاليها تُــــــــــــــحثّ المرابعُ
يلومُ خلـــيٌّ ليـــــــــــــــسَ يدري بأنني إذا بتُّ فيَّ النائباتُ القــــــــــــوارعُ
فــــــــــــــــــقلتُ له دعني أكابدُ لوعتي وأحملُ ما لم تــــــــحتمله المراضعُ
وكـــمْ زحفتْ نحوي الـــــرزايا تقودُها همومٌ وللخطبِ الفظــــــــــيعِ طلائعُ
يـــهدِّدُني الخــــــــــــــطبُ الفظيعُ وإنّه ليعلمَ أني في الــــــــــــتصبُّرِ دارعُ
فـــــــــــــــألقاهُ في ثوبِ التجلّدِ رافـــلاً أريهِ بأنّي لستُ في الخــــطبِ فارعُ
وكمْ عرفتْ نـــــفسي الزمانَ مُـــخادعاً فلست أبـــــــــالي إن دهتني الأدامع
وما أنــا إن حلَّ المصابُ بـــجــــــازعٍ ولولا مصـابُ (الطفِّ) ما أنا جازعُ
غـــــداةَ حسينٌ سارَ عـــن قـــــبرِ جدِّهِ على لاحــــــــبٍ إذ لم ترعه الروائعُ
إلى أن أتى أرضَ الـــــــــعراقِ مُماهياً بآسادٍ غيلٍ عـــــــــــــــن حِماهُ تدافعُ
فقابلَ في تلكَ الأســـودِ قـــــــــــــــبائلاً يضيقُ بها رحـبُ الفـضا وهو واسعُ
أما عنه شوقاً يركـــــــــبُ الموتَ عزَّةً وإمّا حياةٌ وهوَ فــــــي الناسِ خاضعُ
دعا فيهمُ يا عــــــــــصبةَ البغي والشقا فما فيكمُ إلّا دنيٌّ وخـــــــــــــــــــانعُ
فهيهاتَ مثلــــــــي يرهبُ الموتَ خيفةً ويأبى إبــــــــــــــــــائي للدعيِّ أبايعُ
وسَدَّتْ علـــــى جيشِ الضلالِ عصابةٌ يُريهمْ بوقعِ البـــــــــيضِ ما هوَ واقعُ
يخوضـــــــــونَ تيَّارَ الحِمامِ على ظما وقد عذبتْ منه لديــــــــــــهمْ مشارعُ
فكانَ ســـماءُ الكونِ بالنقعِ مُــــــــظلماً على أنه فيهِ سنا البيضِ لامــــــــــــعُ
وقد نـــهلوا بيضَ الصـــــــوارمِ والقنا بماءِ الطلى إذ هنَّ منــــــــــه كوارعُ
وكـــلٌّ يقي ديــــــــــــــــنَ الإلهِ بنفسِهِ وليسَ له عن نـــــــصرةِ الدينِ رادعُ
ومـــا ادَّخـــــــروا إلّا النفوسَ بضاعةً وقد ربحتْ في اللهِ تــــــــلكَ البضائعُ
فبــــــــاعوا نفوساً واشتروا جنَّةً بـــها فبُوركَ مُــــــــــــــــبتاعٌ وبُوركَ بائعُ
إلى أن هووا فوقَ الصعيدِ مصـــارعاً وكانتْ بعينِ اللهِ تلـــــــــكَ المصارعُ
وقامَ فــــــــــريدُ المجدِ فرداً بـــعضبِهِ يناضلُ عـن دينِ الهدى ويــــــــــدافعُ
ويــــــحمي بماضي الحدِّ حـــدَّ عرينِهِ فـــــــــــــما الأسدُ تحمي مثله وتُمانعُ
يصولُ عــــــــــــليهم والـــحسامُ بكفِّهِ فلا بطلٌ إلّا لــــــــــــــه السيفُ قاطعُ
أقامَ بماضيهِ القيامـــــــــــــــــةَ أروعٌ فجُندِلَ صنديدٌ وهروَلَ فــــــــــــــازعُ
فـــــــــيأتيهِ كبشُ الـــقومِ وتراً فينثني بماضيهِ شفعاً ليسَ يـــــــــــنجيهِ شافعُ
فأوقعَ فـــــــــــيهـــمْ نجلُ حيدرَ وقعةً بيومٍ لعمري مــــــــــــــا حكته الوقائعُ
إذا اظلمَّ ليلُ النــــــــــــقعِ يومَ كريهةٍ أضاءَ بهِ صبحٌ من السيـــــــفِ صادعُ
يردُّ خميساً مِـــن عداهُ بـــــــــــأسمرٍ وبأسٍ وعــــــــــــــــــزمٍ والمهندُ رابعُ
ولولا قــــــــضاءُ اللهِ لاستأصلتْ يداً بماضٍ له أمرُ القضا والـــــــــمضارعُ
ولكنّما البـــــــــاري عـــداهُ ولم يزلْ يلبِّيهِ طـــــــــــوعاً وهوَ إذ ذاكَ خاضعُ
فوافاهُ سهمٌ ليته بــــــــــــــــحشاشتي له شِعبٌ والسهــــــــــــــــــمُ بالسمِّ ناقعُ
فخرَّ على وجهِ البسيطةِ ســـــــــاجداً كما خــــــــــــرَّ في محرابهِ وهوَ راكعُ
ولا سمعتْ أذني صريعاً على الثرى ونــــــــورُ المُحيَّا منه في الكونِ ساطعُ
وأعظمُ شيءٍ زلزلَ الــــعرشَ رزؤه وبانتْ مِــــــــــن الأفلاكِ تهمي المدامعُ
فأظلمَ وجهُ الكونِ وانـــــــكسفتْ ذكا وفاضتْ دموعُ الـــــــــعينِ فهيَ هوامعُ
بأهلي وبي أفديـــــــهِ مُلــقىً ورأسُه على رأسِ عسَّالٍ له الشـــــــــــمرُ رافعُ
ويبقى ثــــــــــلاثاً والخيــولُ تدوسُه تكسِّرُ صــــــــــــــــدراً وهوَ للعلمِ جامعُ
تـــــــــكسَّرنَ أضلاعُ النبــيِّ وحيدرٍ بيومٍ به للسبطِ رُضَّــــــــــــــــتْ أضالعُ
وناهيكَ في خطبٍ أذابَ حــشا العُلا فـــــــــــــسالَ بطرفٍ وهوَ للحشرِ دامعُ
غداةَ عدتْ خيلُ الطغاةِ علـــى النسا وقد سُلبتْ بــــــــــــــالرغمِ منها البراقعُ
فألبسنَ مِن ضربِ السياطِ مـــــقانعاً بيومٍ به ابتزَّتْ لهنَّ مــــــــــــــــــــــقانعُ
وأبرزنَ ربَّاتُ الخدورِ حواســـــــراً ورحــــــــــــــــــنَ بلا حامٍ وهنَّ فوازعُ
ومرتْ على تلكَ الـــــــجـسومِ كأنَّها بدورٌ على وجهِ الـــــــــــــــــفلاةِ طوالعُ
فودَّعنها واليعملاتُ تـــــــــــحنُّ مِن شــــــــــــــــــجىً ووداعٌ ودَّعته الودائعُ
فيبكي لها شجواً وتـــــــبكي له أسىً فمنه ومنها قد جـــــــــــــــــرينَ المدامعُ
.....................................................................
ترجم له:
علي الخاقاني / شعراء الحلة ج 4 ص 441
الشيخ محمد علي اليعقوبي / البابليات ج 4 ص 174
الدكتور سعد الحداد / الحسين في الشعر الحلي ج 1 ص 364
اترك تعليق