الشيخ محمد بن جعفر بن باقر بن علي بن محمد علي بن حيدر بن خليفة بن كرم الله بن دنانة بن مذكور بن غانم بن أوثال بن محمد بن جبر بن منصور بن مناع (منيع) بن سالم بن زامل بن سيف بن أجود بن زامل بن حسين بن ناصر بن جبر (الجبري) العامري القيسي.
محمد بن جعفر بن باقر آل حيدر (1346 ــ 1927 هـ / 1411 ــ 1991 م)
قال من قصيدة (دم الحسين) وتبلغ (49) بيتاً:
أميُّ يا صــــــرخةَ الأجيالِ خافقةً بها القلوبُ لمـــــــــا قد نالها رهبا
لطمتِ وجهَ العُلى المبيضَّ طالعه فاحمرَّ حتــــــى أتانا طالعاً خضبا
فــــــما قتلتِ بيومِ (الطفِّ) جائرةً إلّا الـــــــــــنبوَّةَ والإسلامَ والعربا
وما سفكتِ بسيفِ الشركِ غيرَ دمٍ للحقِّ فاضَ على الأرواحِ وانسكبا
وما محوتِ مِــــــن التاريخِ ناقمةً إلّا الــــشهامةَ والإخلاصَ والحدبا (1)
وقال من حسينية أخرى:
وشـــعَّ بأرضِ (الطفوفِ) هدى لأكرمِ مُـــــستلهمٍ ألمعي
وغــــــــــــــــنَّاكَ حتفُكَ في آيةٍ تـــــــشعُّ بقرآنِكَ المبدعِ
ظمئتَ إلـى الكأسِ كأسِ الجدودِ فكانَ رواؤكَ بالمصرعِ (2)
الشاعر
الشيخ محمد بن جعفر بن باقر بن علي بن محمد علي بن حيدر (3)
بن خليفة بن كرم الله بن دنانة بن مذكور بن غانم بن أوثال بن محمد بن جبر بن منصور بن مناع (منيع) بن سالم بن زامل بن سيف بن أجود بن زامل بن حسين بن ناصر بن جبر (الجبري) العامري القيسي. (4)
من أسرة آل حيدر العلمية التي برز منها العديد من العلماء الأعلام والرجال الأفذاذ، يقول عنها الخاقاني: (آل حيدر أسرة عريقة في الدين والعروبة امتدت أغصانها بين النجف وسوق الشيوخ منذ زمن بعيد..) (5)
ولد الشيخ محمد حيدر في مدينة سوق الشيوخ في الناصرية، ونشأ فيها على يد أبيه الشيخ جعفر ثم دخل المدارس الحكومية ولما وصل إلى الصف الخامس، أرسله والده إلى النجف الأشرف فدرس هناك على يد الشيخ محمد تقي الجواهري، والشيخ أسد حيدر، والشيخ محمد رضا الحويزي، والشيخ محمد تقي بحر العلوم، والسيد إسماعيل الصدر، والشيخ علي زين الدين البصري، والسيد محسن الحكيم، والسيد حسين الحمامي، والشيخ محمد طاهر الشيخ راضي، والسيد الخوئي
انتقل إلى جلولاء وكيلاً شرعياً عن السيد محسن الحكيم، ثم انتقل إلى بغداد، ثم منها إلى الحلة وكيلاً عن المرجعين الكبيرين السيدين الحكيم والخوئي.
شارك في تأسيس ندوة الأربعاء الأدبية في الحلة والتي كانت تعقد اجتماعاتها في مسجد ابن نما الحلي حيث كان آل حيدر يقيم فيه صلاة الجماعة والخطابة.
وبعد أحداث انتفاضة شعبان المباركة عام 1991 اختطفه أزلام النظام البعثي البائد وأعدم. (6)
قال عنه الدكتور سعد الحداد: (كان شاعراً مجيداً ومًكثراً، جمعتُ شعره وقدمت له بسيرة ودراسة صدر بمجلدين عن مؤسسة آفاق للدراسات والأبحاث العراقية في النجف وطبع في إيران سنة (2009). (7)
وقال عنه أيضاً: (لقد اتخذ الشاعر من قضية الإمام الحسين (عليه السلام) منطلقاً لرفض الظلم والطغيان الذي تعرض له المؤمنون في العراق وغيره من الدول الإسلامية، ولم يقتصر على غاية الرثاء الخالص إلا في حدود ضيقة، فقضية الإمام الحسين (عليه السلام) قضية إنسانية تعامل معها الشاعر تعاملاً عقلياً ممزوجاً بروح الإيمان الخالص..) (8)
شعره
قال من قصيدته الحسينية الأولى:
ضحيةُ المجدِ فوقَ الأرضِ قد سَكـــــبا دمَ الحسينِ ـ فكانَ ـ الــنورَ والذهبا
تـــــــــــكادُ تقرأ فيهِ الأفقَ، أســـــطُرُه حُمرٌ تشعُّ نــــــــــــضالاً عزَّةً وإبا
ونلمسُ الـــــــغيبَ أرواحـــــاً مُخضَّبةً بحرُ المنايا عليهِ لألأتْ شُـــــــــهبا
وللعُلا أحرفٌ مِــــــــــــن فوقِ جبهتِها غرٌّ وسيماتُ وجـــــهٍ بالدما خُضبا
لمفرقِ الشمـــــسِ إكليلٌ بـــــــهِ وهبتْ مِن السماءِ فـــــــسبحانَ الذي وهبا
دمُ الحســـــينِ لسانُ الحقِّ أنطـــــــــقُه سيفٌ وقد حرَّكته أنصلٌ وظـــــــبا
وعبـــــرةٌ مِن حياةِ الـــــــخالدينَ على سفرِ الزمانِ تُرينا الـــــبدعةَ العَجَبَا
وبـــــسمةٌ بفمِ الدنيا قد ارتـــــــــسمتْ نوراً عليهِ وناراً تبعثُ الـلهــــــــــبا
وصرخةٌ جــــلجلتْ للحقِّ صــــــادقةٌ لباطلِ الشركِ دوَّتْ فاســـــتحالَ هبا
دمُ الــــحسينِ جرى فاستنطقَ التُـــرُبا بكيفَ يخلدُ حـــــــــــــــرٌّ للعُلا وثبا
دمُ الحسينِ لسانُ المصلحينَ فكــــــــمْ بهِ مِــــــــــن الدهرِ حقٌّ ضائعٌ طُلبا
وصفحةٌ مِن كتابِ الناهضينَ قضــتْ بأن نذوبَ عـــلى جرحِ العلى صَبَبا
لـــــــــولا الدماءُ التي رويتَ ظــامئةً بهـــــــــــا وأشبعتَ قلباً شاكياً سَغبا
ما لاحَ لــــلحقِّ فجرٌ في الســماءِ ولا في الأرضِ منكَ تُرينا مرتعاً خصِبا
كفاكَ يا بنَ عــــــليٍّ أن تمــوتَ على سوحِ الكفاحِ شـــــهيداً حـقُّه اغتُصِبا
وتنطوي لكَ نفسٌ فـــــــي زجــاجتِها زيتُ العقيدةِ مشبــــــــــــوباً ومُلتهبا
دمٌ أريقَ فكانَ النورُ منبــــــــــــــــعُه مِن ربوةٍ فوقها اخضرَّ الهدى وربى
تجري العصورُ على وعــي فتلمـسُه مجرىً مِـن الثورةِ الحمراءِ ما نضبا
دمُ الـــــــــحسينِ أرانــا غيبَ كلِّ دمٍ حـــــــــــــرٍّ به نـفهمُ التاريخَ والحُقُبا
ونلتقي بضـــــــــــحايا المجدِ أنَّ لهمْ سطراً علــــــــــى كلِّ سفرٍ خالدٍ كُتِبا
لصرخةِ الحقِّ فـــي الأجيالِ ألفُ فمٍ وألفُ قلبٍ وعـى أســـــــرارَها فصبا
ورفقةُ الخيرِ أخــوانُ الـصفا صقلوا لكَ الصوارمَ بيـضاً والتقـــــوا عصبا
دعوتهمْ فاسـتجابــوا خـيرَ ما دُعيتْ بهِ الـــــــــــــــــكرامُ فكانوا للكرامِ نبا
همُ الضحـايا كفاهـــــــــمْ أنّهم وثبوا إلى العُلا فارتــــــموا في نارِها حطبا
يا واســــــــــمَ الأفقِ المُحمرُّ طالعُه فديتكَ النفسَ مـــــــــــاذا ترتـجي طلبا
جمعتَ بين الظبا والرأي فازدحمتْ بصدرِكَ النزعاتُ الحـــــــــمرُ فالتهبا
غذّيتَ صــحبَكَ مِن طهرٍ غُذِيتَ به الــــــــــعزمَ والحزمَ والإقـدامَ والحدبا
الحمدُ للهِ والـــــــــــــــتاريخُ أوعيةٌ تضمُّ فــــــــــي دفَّتيها الصـدقَ والكذبا
ما رحتَ ترسمُ في طغراءِ صفحتِهِ إلّا التحرُّرَ رأيـــــــــــــــاً والإبـا حسبا
أجِلُّ نفسَكَ يا بـنَ الطــــــهرِ فاطمةٍ مِن قولةٍ تـــــــــــحملُ البهتانَ والـرِّيبا
حاشاكَ أنَّكَ أسـمى فكرةً ويــــــــداً فيما تسدِّدُ فيه الــــــــــــــرأي والقصبا
فما وضــــــــــعتَ يداً إلّا على قدرٍ ومــــــــــــــــا رفعتَ يداً إلّا بما وجبا
لكي تسيِّرَ إنســـــــانَ الوجودِ على ضوءِ الحقيـــــــــــــقةِ لا غيَّا ولا خببا
حقاً تعاليتَ عن دنــــــــيا فضائلها عن منبعٍ لكَ تجــــــــــري سلسلاً عذِبا
آلى يزيدٌ بأن تحيا على نـــــــــــكدٍ مِن الأسى فأراكَ الويـــــــــلَ والحَربا
لفســــــحةِ الملكِ والسلطانِ دعوتُه كـــــــــــــانتْ ليوسعَ فيها اللهوَ واللعبا
وما توسَّمـــــــتَ إلّا في دمـاءِ ظبا وما تفوَّهــــــــــــــــتَ إلّا في لسانِ إبا
وأنتَ ربُّ الحـــــسامِ الـحرِّ تبنَ له حتى المقاديرُ فـي أبـــــــــــراجِها رقبا
وقمتَ مستشهداً فـــــي ظـلِّ داميةٍ مِن الحتوفِ نـقيَّ العرضِ مُـــــــــنتجبا
ورحتَ والحقُّ في ثـوبيـكَ عطّرهُ دمٌ تصـــــــــاعـدَ في مجرى العلى ذهبا
أميُّ يا صرخةَ الأجيــــــالِ خافقةً بها القلوبُ لمـــــــــــــــــا قد نالها رهبا
لطمتِ وجهَ العُلى المبيضَّ طالعه فاحـــــــــــــــمرَّ حتى أتانا طالعاً خضبا
فما قتلتِ بيـــــــــومِ الطفِّ جائرةً إلّا النبوَّةَ والإســـــــــــــــــــلامَ والعربا
وما سفكتِ بسيفِ الشركِ غيرَ دمٍ للحقِّ فاضَ على الأرواحِ وانــــــــسكبا
وما محوتِ مِن الــــــتاريخِ ناقمةً إلّا الشهامةَ والإخلاصَ والـــــــــــــحدبا
فهاشمٌ وأمــــــــــــيٌّ ما تقدَّمتِ الـ أجيالَ مـــــــــــا برحا صنـويْ دمٍ وظبا
نصبتِ للدعوةِ الكـــــبرى معاويةً وقد نصبنا علياً رغـــــــــــــمَ مَن نُصِبا
وللسياسةِ أقدارٌ إذا وقـــــــــــــفتْ ألــــــــــــــــــــفيتِ كلَّ كميٍّ طالباً سببا
وقال من الثانية:
تبسَّمتَ للقــــــــــــــــدرِ المفزعِ كما ابـتسمَ الطفلُ للمرضعِ
وآمنتَ أنَّ حــــــــــــــياةَ الإبـــا بـــــــغيرِ الشهادةِ لم تُطبعِ
ومِن عالمِ الذرِّ أربــــــتْ عُلاك على عالمِ النورِ في مـطلعِ
وشعَّ بأرضِ الــــــطفوفِ هدى لأكرمِ مُـــــــــستلهمٍ ألـمعي
وغــــــــــــــــنَّاكَ حتفُكَ في آيةٍ تشعُّ بقرآنِكَ الـــــــــــمبدعِ
ظمئتَ إلى الكأسِ كأسِ الجدودِ فـــــكانَ رواؤكَ بالمصرعِ
وأطـــــلقتها نغمةً مِن جراحِ الـ ـكرامـــــــةِ في عالمٍ أوسعِ
جهادُكَ مــــــلءُ فمِ التضحياتِ ختمتَ بهِ آيــــــــــةَ المطلعِ
وليسَ غريـــــــــباً إذا ما بكتكَ ملائكةُ الأفقِ في أدمــــــــعِ
فأنتَ بقيةُ ذاكَ الـــــــــــرسولِ بمرأى الإمامِ وفي الــمسمعِ
وحــــــــــــــــقاً فإنَّكَ للغابرينَ وللمُـــــــــقبلينَ على مشرعِ
وقبرُكَ أضحـــى بكلِّ العصورِ مناراً يشــــــــعُّ على مسفعِ
به نحتمي وعليـــــــــهِ نطوفُ فمِن ساجدينَ ومِـــــــن رُكَّعِ
ونزرعُ آمــــــــــــالَنا في ثراهُ وبُورِكَ سفحُكَ مِن مــــزرعِ
وإنّا بكم ولكمْ عزُّنـــــــــــــــا إذا جُمعَ الناسُ في مجــــــمعِ
ضممنا ولاكــــــــــــمْ بأكبادِنا كصدرٍ على سرِّهِ المُـــــودعِ
أبا الشهداءِ الكرامِ الأبـــــــــاةِ سلامُ محبٍّ على مــــــوضعِ
وقال من حسينية أخرى:
كلُّ رزءٍ يهونُ عندَ ذويـــــــــــهِ عندما يُذكرُ المصابُ المهولُ
فمصابُ الحسينِ فـــــي كلِّ قلبٍ ألــــــــــــمٌ كامنٌ ودمعٌ يسيلُ
فهوَ الــــــــــــثائرُ الذي علّمَ النا سَ دروســــاً آثارُها لا تزولُ
مــــــا رأينا مـثلَ الحسينِ شهيداً يرشدُ التائهيــــــــنَ وهوَ قتيلُ
ثورةٌ حطّمتْ عـروشَ الطواغيـ ـتِ تباعاً فكلُّ طــــــــاغٍ ذليلُ
وســـتحيي الأجيـالُ ذكراهُ حتى إن توانى جيلٌ سينــهضُ جيلُ
كلّما زادتِ الــــــــــثقــافةُ فــينا يتسامى لشخصِه التــــــــبجيلُ (9)
وقال:
يا بنَ الرسولِ إليكَ خيرُ رســــــالةٍ مشفوعةٌ بـــــــــمدامعِ المُتوسِّلِ
بحرارةِ الطفلِ الذبيحِ عــــــلى يديـ ـك لتزدهي برسالةٍ وبـــــمرسلِ
قسماً لقد ضــــــــــــــاقتْ بنا آفاقُنا والصبرُ أردانا بقـــــــاعٍ محملِ
يشكو الأشلُّ إلى الأشـــــــلِّ وربما فاتَ الأوانُ على الرعيلِ العزّلِ
ولقد صبرتمْ في البلاءِ على الهدى ووردتـــمُ الأحداثَ أعذبَ منهلِ
لا تــــــــستطيعُ ولم تجبْ دعواتنا حتامَ أكبدُنـــــــــــا بنارٍ تصطلي
قسماً بطفــــــلِكَ ترتـوي مِن نحرِهِ لو أنّها عظمتْ بمــــوقفِ مُبتلي
عظمَ البلاءُ ولـــــــيسَ ثمَّةَ كاشفٍ للــــــــــــضرِّ ندعوهُ بكلِّ مُؤمَّلِ
لذنا بكمْ وقد استجرنــــــــا عندكمْ ولديكمُ عهــــــــدٌ تـحدَّرَ مِن علي
إنا ظُلِمنا والظــــــــــلامةُ لم تزلْ لكمُ شعاراً في الـــــــزمانِ الأوَّلِ (10)
وقال من قصيدة في الإمام علي (عليه السلام) تبلغ (44) بيتاً:
يا أبــا السبطينِ إنّي شاعرٌ تحتَ ظلٍّ منكَ أستوحي السماءَ
أحتسي بالنورِ من قارورةٍ قــد حواها الوحي من قبل رواءَ
ونميرُ الخلدِ يجري سلسلاً فـــوقَ واديكَ فهل أشكو الظماءَ (11)
وقال من أخرى في يوم الغدير تبلغ (63) بيتاً:
حـملتُ ولاكَ رأياً واعتقادا وفـــــي دنياكَ بصَّرتُ الفؤادا
ومِن صغرٍ تلمَّستُ الأماني بـحبِّكَ روحَ مَن حملَ الودادا
وما انصبَّ الدمُ العربيُّ إلّا على حبِّ الوصي وما تهادى (12)
.........................................
1 ــ الحسين في الشعر الحلي ج 1 ص 445 ــ 447
2 ــ الإمام الحسين (عليه السلام) في شعر الشيخ محمد آل حيدر / للدكتور سعد الحداد ــ مجلة ينابيع العدد 34 بتاريخ 20 / 9 / 2018 ص 41 ــ 42
3 ــ شعراء الغري ج 11 ص 162
4 ــ أسرة آل حيدر.. الجذور والأعَلام ــ الدكتور سعد حداد / الموقع الرسمي لقبيلة البو سلطان بتاريخ 17 / 10 / 2010
5 ــ شعراء الغري ج 11 ص 162
6 ــ الحسين في الشعر الحلي ج 1 ص 444 / الإمام الحسين (عليه السلام) في شعر الشيخ محمد آل حيدر / مجلة ينابيع العدد 34 بتاريخ 20 / 9 / 2018 / الحسين في الشعر النجفي ج 4 ص 240
7 ــ الحسين في الشعر الحلي ج 1 ص 444
8 ــ الإمام الحسين (عليه السلام) في شعر الشيخ محمد آل حيدر / للدكتور سعد الحداد ــ مجلة ينابيع العدد 34 بتاريخ 20 / 9 / 2018
9 ــ نفس المصدر
10 ــ نفس المصدر
11 ــ شعراء الغري ج 11 ص 165 ــ 166
12 ــ نفس المصدر ص 167 ــ 169
اترك تعليق