أتاك النور

الى الإمام علي عليه السلام بذكرى ولادته المباركة..

جلستُ إلى ضريحِ أبي تُرابِ 

 أخامرُ أنسَ داليةِ القبابِ

ولي من وطأة الأبياتِ رزءٌ 

يجشّمني المواجعَ في العتابِ

فما الأطلالُ تطربني بذكرٍ 

لإلفٍ قد تجبّرَ في الغيابِ

ولم أرضَ الهلاكَ بإثر مالٍ

ولا خمرٍ يسيلُ من الرّضابِ

ولا أهلٍ فأنت جميعُ أهلي 

 ولم أُخلَق لعيشٍ مُستطابِ

 

فلو وقفَ العبادُ بكلٍّ بابٍ

معاذَ اللهِ ليسَ سواكَ بابي

بنورِ قبابكَ استجمعتُ ذاتي 

وجزَّأني انتظاريَ للجوابِ  

فديتُكَ إذ لزمتَ فراش طه 

بليلٍ قد تشعّبَ من حِرابِ 

فأنت الضّاربُ المسلولُ سيفًا 

وسيفُ الله في وقتِ الضّرابِ

ونزّاعُ الجسومِ عن الرّقابِ

وغلّابُ الفوارسِ عن غِلابِ

سماويٌّ يضيء على جَناني 

وبدريٌّ بدا وسْطَ السّحابِ

ونجمٌ طارقٌ يسري بصدري 

ويخطفُ توقَ روحي كالشّهابِ

وليثٌ لا يُشقّ له غبارٌ 

متى خاضَ المنونَ على الرّكابِ

أتاكَ النّورُ طوعًا في خشوعٍ 

فأكرهتَ الظّلامَ على الذهابِ

فأنت الحقُّ والمولى وربّي

بأنْ {هذا لشيءٌ} من {عُجابِ}

أبا الحسنينِ أَمْطرْتَ اشتياقي

فسالَ الوجدُ مع جرحِ الرّبابِ

أنا عطشانُك المذبوحُ شوقًا 

فصبَّ النّهرَ كي أُسقى شرابي 

قتيلُك يا عليّ بكلّ حرفٍ 

دخيلُكَ يا عليّ بكلّ بابِ

عرجتُ إليك من نفسي صريعًا 

وجئتُ إليك أكفانًا ثيابي

فأدركني..تأخّرَ عن جفوني

وضاعَ العشقُ في عمرِ الشّبابِ

وغبتُ بسكرةٍ لم أصحُ منها 

فبِتُّ على تصابٍ أو تغابي..

وبئرُك لم تزل خالًا بخدّي 

سماتُ البئرِ من حسنِ المآب

فنحن المتعبون إليك جئنا 

يعتّقُ همَّنا جوفُ الخوابي

ونفترشُ اللّياليَ من صلاةٍ 

بلونِ الصّبرِ نلهجُ والصّوابِ 

ولائيّون قد عشنا ومتنا 

قصائدنا من الدّمِ والخِضابِ

نفختَ العشقَ في أنفاس عيسى

فبانَ عليكَ من غير احتجابِ

طويتَ البحرَ عندِ عبورِ موسى

فمالَ إليكَ في طيّ الصّعابِ

وألقيتَ القميصَ على عيونٍ 

أبَت في الحبِّ تصديقَ الذّئاب 

مدَدْتَ يديْك لابراهيمَ حتّى  

اعتذارِ النّارِ عن بدْءِ العذاب

{وعلم آدم الأسماء} شمسٌ

سَمَتْ باسم الوصيّ على الرّوابي

أرى فيك الدّليلَ وليس يَخفى

على بشرٍ نزولُكَ في الكتابِ

ففي "التّطهيرِ" و"الأحزابِ" ذكرٌ

لآلِ البيتِ في نصِّ الخطابِ

 {ويؤتونَ الزّكاةَ} وهم ركوعٌ

ويؤتونَ الشّفاعةَ في الحسابِ 

المرفقات

شاعرة : مريم عبيد