اشار ممثل المرجعية الدينية العليا والمتولي الشرعي للعتبة الحسينية المقدسة الى ان ظاهرة القدوة الكاملة تحتل مكانة خطيرة ومهمة في حياة الانسان، داعيا الى ضرورة جعل الفتاة الشابة والام والمرأة العاملة والاستاذة الجامعية وغيرهن يتحسسن بوعي وعمق عظمة وكمال شخصية الزهراء عليها السلام للتفاعل معها ليس على مستوى العاطفة فقط وانما اتخاذها القدوة الأسمى في حياة المرأة في مختلف مراحل حياتها.
وقال الشيخ عبد المهدي الكربلائي خلال كلمة له في حفل افتتاح مهرجان كوثر العصمة الدولي الثاني "ان ظاهرة القدوة الكاملة تحتل مكانة خطيرة ومهمة في حياة الانسان فهي تمثل منطلق القناعة والاندفاع الذاتي نحو الاتصاف والسير نحو الكمال والذي يمثل ارضية صالحة لجميع البشر بمختلف طاقاتهم الفكرية والنفسية والجسدية لتجسيد المفاهيم الفكرية والتربوية والمعيشية وغيرها".
وأضاف "لابد ان نجعل البنت الشابة والام والمرأة العاملة في مختلف ميادين العمل والاستاذة الجامعية وغيرهن يتحسسن بوعي وعمق عظمة وكمال شخصية الزهراء عليها السلام، بحيث يتفاعلن معها لا على مستوى العاطفة القلبية والشعور بالظلامة فقط وان كان لهذه الامور اهمية كبيرة، بل على مستوى اتخاذها القدوة الأسمى في حياة المرأة في مختلف مراحل حياتها".
ودعا الى وضع الاليات المناسبة، قائلا "ومن هنا تأتي اهمية وضع الاليات والبرامج الثقافية العملية وليس التنظيرية فقط لكي نجعل شخصية المرأة المعاصرة تحاول الذوبان في مقومات التكامل لشخصية الزهراء عليها السلام".
ولفت الى ان "ظاهرة القدوة تملك تأثيرا أعظم من تأثير القاء الحجج والبراهين والنظريات لغالب المجتمع البشري، وان الانسان إذا وجد ضالته في شخصية انسانية تحمل جميع مكوناته الغريزية والعاطفية تتجسد فيها صفات الكمال فانه سينجذب نحوها انجذابا فطريا يسوقه نحو الكمال أكثر من التأثير الاقناعي للحجة والبرهان".
واكد "لقد تجسدت كمالات القدوة الانسانية بجميع ابعادها في شخصية الزهراء عليها السلام، كما نود التنبيه الى ان هنالك اهمية كبرى لإبراز معالم صفات الاقتداء بالسيدة الزهراء عليها السلام وكيفية ترجمتها في مفردات الحياة المعاصرة للمرأة سيما في عصرنا المليء بالتحديات الفكرية والمعنوية للمرأة خصوصا عناصر العبودية والتزكية للنفس والعفة والطهارة والصفات الاخلاقية ".
اترك تعليق