الى سيد الشهداء وأبي الأحرار الإمام الحسين عليه السلام..
مُتفرّدًا بالعشقِ والآلاءِ
لمّا عبرتَ على جروحِ الماءِ
فكأنّك الزّرعُ المخضّب بالنّدى
وعلى يديكَ تدفّقُ الشّهداءِ
صدّرتَ تاريخَ الإباءِ إلى الورى
ومددتَ داليةً إلى العرفاءِ
شاء الإلهُ بأن تصيرَ مخلّدًا
فدماكَ أصدقُ من رؤى الأنباءِ
وخرجتَ للإصلاحِ دون تقيّةٍ
كي تُعمِلَ الإسلامَ بالأعداءِ
وذكرتَ أفعالَ الفداءِ _مشمِّرًا
عن ساعديكَ _بوجهكَ الوضّاءِ
ووهبتَ للسّيفِ الجوارحَ كلّها
فغدوتَ ملحمةً بغيرِ فناءِ
فإذا هويتَ كتبتَ كلّ رسالةٍ
تسمو على التّحريفِ والأخطاءِ
طافت على الجسدِ الشّريفِ ملائكٌ
وعلى الرؤوسِ مدامعُ الحوراءِ
ما خلتُ يومًا أن أراكَ على الثّرى
نهرًا من الأحزانِ والأشلاءِ
تسقي الحمائمَ من رحيقٍ طاهرٍ
لا غروَ تلكَ وصيّةُ السّقّاءِ
والنّخلُ يرقبُ من جلالِكَ نظرةً
حتّى يصيرَ بجدولِ الأَحياءِ
جيّشتَ حُبًّا لا حدودَ لموجهِ
حتى فتقتَ البحرَ في الرّمضاءِ
يا أيها النّورُ المعلّق بالسّما
كيف اختصرتَ مواجعَ الأضواءِ
فإذا قضيتَ فذاكَ حقٌّ محكمٌٌ
وإذا مضيتَ فمُبرَمُ الإمضاءِ
وإذا سريتَ ففي سبيلِ هويَّةٍ
وإذا غدوتَ فرحلةُ العُظَماءِ
ولقد بدوتَ بكلّ حرٍّ مسلمٍ
يهوى الجهادَ بغربةِ البيداءِ
هذي المقاومةُ الأبيّةُ شعلةٌ
تمتدُّ من صنعاءَ للشّهباءِ
ومن الفراتِ إلى الجنوبِ نداؤها
حبُ الحسين وسيلةُ الفقراءِ
والقدسُ تختزنُ المسيحَ بوجهها
منذُ الحسينِ لآخرِ الشهداءِ
اترك تعليق