السلام على امّ البنين

سلوتُ لكن سلوّي دمعةُ الشعرِ

حتى يعزّيَ قلبي صاحبَ الامرِ

فربما نظرةٌ ترسو بها سفني

على سواحل ميقاتٍ مع اليسرِ

فرشتُ روحي قراطيساً ومحبرةً

فبين اوردة المعنى جرى حبري

كم يستقي الحزنُ من ارزاء ثاكلةٍ

من وحي جلبابها ترنيمة الصبرِ

لها من القمر القدسيِّ اربعةٌ

بين المعالي ثرياتٌ على السمرِ

وكان فرقدها العباس احجيةً

لهُ من الجود انهار النهى تجري

وبين جنبيه ازمانٌ وامكنةٌ

ظلتُ تحوم عليها رايةُ النصرِ

كأمِّ موسى بأضعافٍ مضاعفةٍ

ولن اقارن بين الكشفِ والسرِّ

كانت تردد اسم السبط مسبحةً

وكلما تنتهي تفديه بالعمرِ

كأنما الغيم عطشانٌ بدون ندى

كأنما الفجر ليلٌ دونما فجرِ

توقفتْ ساعة الازمان ذاهلةً

كأنما الكون مذبوحٌ مع النحرِ

بصيرةُ الوحي مرآةٌ بخافقها

كانت ترى السرج ملوياً على المهرِ

فكلُّ دمعِ حمامٌ من نواظرها

يرفُّ يطردُ خيل الكفر عن صدرِ

بهِ يضمُّ إلهُ الكون معجزةً

من اول الدهر حتى آخر الدهرِ

فتلك أمُّ سراةِ الحقِّ قد بقيتْ

تشعُّ يرنو اليها الكوكب الدري

كانت عباءتها للمنتهى خيماً

فبينَ احزانها يُتلى صدى الفخرِ

ام البنين من الآياتِ فاتحةٌ

تظلُّ تُقرأُ من عصرٍ الى عصرِ

شاعر : غسان الحجاج