925 ــ محمد رضا الخزاعي (1298 ــ 1331 هـ / 1880 ــ 1912 م)

محمد رضا الخزاعي (1298 ــ 1331 هـ / 1880 ــ 1912 م)

قال من قصيدة في الإمام الحسين (عليه السلام) تبلغ (45) بيتاً:

إنْ لم أمتْ حزنــاً فلي مدمعٌ      يــــحيي الثرى لو لمْ أكنْ مُكمدا

يهمي رباباً فــي ربى زينبٍ      يروي شعـابَ (الطفِّ) أو يجمدا

كمْ صبيةٍ حامتْ بها لا ترى     إلّا مـــــــــــقاماتِ الظما موردا (1)

ومنها:

فاجزعْ لما لاقتْ بنو أحمدٍ     بـ(الطفِّ) إنَّ الصبرَ لن يحمدا

حيثُ ابنُ هندٍ أمَّ أن تـنثني     للـــــــــموتِ أو تلقي له مقودا

فاستأثرتْ بالعزِّ في نـخوةٍ     كم أوقـــدتْ نارَ الوغى والندا

وقال من حسينية أخرى:

وما شبـــــتُ عن سنٍّ ولكن أشابني     مصابٌ جرى يوم (الطفوفِ) على السبطِ

غـــــــداةَ سعتْ بالغدرِ فيه عصابةٌ      كــــــــــــما انقلبتْ بالشرِّ أفعى من الرقطِ

وجاءتْ تضيقُ الأرضُ عنها وإنَّها      بعينيهِ لــــــــــــــــم تكثرْ على قلةِ الرهطِ (2)

الشاعر

ذكر نسبه الأستاذ علي الخاقاني فقال: (الشيخ محمد رضا بن إدريس بن محمد بن جفال بن خنجر بن محمد بن حمود الخزاعي (3)، وقال السيد محسن الأمين في نسبه: (الشيخ محمد رضا بن إدريس بن محمد بن جنقال بن عبد المنعم بن سعدون بن حمد بن حمود الخزاعي النجفي... وجده حمد هذا هو شيخ خزاعة المشهور المعروف بحمد آل حمود) (4) ونقل هذا النسب السيد جواد شبر (5) ولعل أحد القولين قد وقع فيه التصحيف

ولد في النجف الأشرف، ومات أبوه وهو صبي، ولكن اليتم المبكر لم يمنعه من الدخول في الأوساط العلمية والأدبية فتتلمذ على يد أدباء آل طريح، وحضر نواديهم، فاكتسب ثقافته وتنفست موهبته الشعرية. (6)

قال عنه الشيخ علي كاشف الغطاء: (كان فاضلاً مكبّاً على الاشتغال في النجف لتحصيل العلم ملتزماً بالتقى وكان أديباً مقلّ الشعر...) (7)

وكتب عنه الأب أنستاس الكرملي مقالاً قال فيه: (عالم فاضل وأديب شاعر وكاتب ناثر. كثير الورع شديد التقوى له شعر يروق ويروع، ونثر يضيء ويضوع، حلو المفاكهة لطيف الحاضرة حسن البديهة سيال القريحة ولد في (النجف) دار العلم والعرفان ونشأ بها مشغوفاً من صغره بحب العلوم العربية وآدابها. وقد ازدلف إلى فريق من أدباء آل طريح وتتلمذ على يدهم. وأخذ يستقي من بحر آدابهم العربية الصافية ويحضر نواديهم التي كانت تنعقد بين آونة وأخرى. لأجل المذكرات الأدبية، وبقي ملازماً لتلك النوادي حتى نال بسببها من الأدب الحظ الأوفر، وصارت له مكانة سامية في عالمه) (8)

كما كتب عنه الشيخ عبد المولى الطريحي فقال: (عالم فاضل وأديب شاعر وكاتب ناثر كثير الورع، شديد التقوى، له شعر يروق ويروع، ونثر يضيء ويضوع، حلو المفاكهة لطيف المحاضرة، حسن البديهة سيال القريحة...) (9)

وقال عنه الأستاذ كامل سلمان جاسم الجبوري: (عالم أديب من خيرة أهل الفضل والأدب والعلم ومن مشاهير رجال القريض في عصره، وكانت له مكانة سامية وإكبار واحترام وتعظيم وتقدير بين مختلف طبقات أهل العلم والأدب كان مجدا مكبا على الدرس والتدريس معروفا بالتقى والورع والصلاح والنسك...) (10)

وقال عنه الأستاذ علي الخاقاني: (وكان صالحاً، تقيا صادق اللهجة... وكان يمثل الوقار والحشمة والرزانة حتى لتخاله من الشيوخ سناً) (11)

توفي الخزاعي في النجف الأشرف عن عمر يناهز الثلاثين ودفن بها

شعره وشاعريته

قال الخاقاني: (والخزاعي في الطليعة من شعراء عصره في قوة الديباجة وحسن الأسلوب واختيار المعاني الجميلة) (9)

وقال الأب ماري أنستاس الكرملي: (وقد نظم في أكثر أبواب الشعر ومواضيعه، وساجل شعراء عصره وطارح أكثر أقرانه في هذا الفن. كالشيخ صالح حجي. والشيخ محمد زاهد والشيخ محمد حسين الحلي، والشيخ حسن الطريحي وغيرهم. وكان السابق عليهم في هذه الحلبة. ولم يجمع شعره في مجموعة خاصة شأن أكثر أدباء النجف. بل تركه مبعثرا في المجاميع الخطية، والدفاتر والأوراق) (13)

قال من حسينيته الأولى:

إنْ لم أمتْ حزنــــــــــــــاً فلي مدمعٌ     يــــحيي الثرى لو لمْ أكنْ مُكمدا

يهمي رباباً فـــــــــــــي ربى زينبٍ     يروي شعـابَ (الطفِّ) أو يجمدا

كمْ صبيةٍ حـــــــــــامتْ بها لا ترى     إلّا مــــــــــــقاماتِ الظما موردا

يـــا قلبُ هـــــــــــلّا ذبتَ في لوعةٍ     قــــــــــــد كابدوها تقرحُ الأكبدا

فاجــزعْ لــما لاقتْ بنو أحـــــــــمدٍ     بـ(الطفِّ) إنَّ الـــصبرَ لن يحمدا

حيثُ ابـــنُ هندٍ أمَّ أن تـــــــــــنثني     للـــــــــموتِ أو تـــلقي له مقودا

فاستأثــرتْ بـالعـــزِّ فــــــي نـخوةٍ     كم أوقـــدتْ نارَ الوغـــــى والندا

قامتْ لدفعِ الضـــــــــيمِ في موقفٍ     كــــــــــادتْ له الأبطالُ أن تقعدا

شبُّوا لظى الهيجــــــاءِ في قضبِهمْ     لـــــــــــــمّا تداعوا أصيداً أصيدا

يمشونَ في ظــــــــــلِّ القنا للوغى     تيـــــــــــهاً متى طيرُ الفنا غرَّدا

مِن كلِّ غــــــطريفٍ لـــــــه نجدةٌ     يدعو بمَــــــــــــن يلقـاهُ لا مُنجدا

يــــــختالُ نشواناً كأنَّ القــــــــــنا     هيفٌ تعاطيهِ الدمـــــــــا صرخدا

رهطٌ حـــجازيــــــونَ قد أعرقوا     إن غارَ كــــــــــــــــلٌّ منهمُ أنجدا

سلّوا الظبا بــــــيضاً وقد راودوا     فيها المنايا السودَ لا الــــــــــخرّدا

حتى قــــــضوا نهبَ القنا والظبا     ما بين كــــــــــــهلٍ أو فتى أمردا

أفــــــــدي جسوماً بالفلا وزِّعتْ     تحـــــــكي نجوماً في الثرى ركّدا

أفديـــــهمُ صرعى وأشــــلاؤهمْ     للسمرِ والــــــــبيضِ غدتْ مسجدا

فالسمرُ فـــــــأيها تنحنــي ركّعاً     والبيـــــضُ تـــــهـوي فوقّها سُجَّدا

وانصاعَ فردُ الدينِ مِـــن بعدِهمْ     يسطو على جمــــــعِ العدى مُفردا

يستقبلُ الأقرانَ فـــــــي مُرهفٍ     مـــــــــــاضٍ بغيرِ الهامِ لن يُغمدا

أضحتْ رجالُ الحربِ مِن بعدِه     تـــــــروي حديثاً في الطلا مُسندا

ما كلَّ مَن ضربٍ ولا ســــــيفُه     ينبو ولــــــو كانَ اللقا سرمـــــــدا

يهنيـــكَ يا غوثَ الورى أروعٌ     غيرانَ يومَ الــــــروعِ فيكَ اقــتدى

لا يرهـــبُ الأبطالَ في موكبٍ     كلّا ولا يعيا بصـــــــرفِ الـــردى

ما بارحَ الـــهيجاءَ حتى قضى     فيهِ نقيَّ الثوبِ عمرَ الـــــــــــــردا

فلو تراهُ حامــــــــــــــلاً طفلَه     رأيتَ بدراً يحــــــــملُ الفـــــــرقدا

مخضَّباً مِن فيضِ أوداجِـــــــه     ألبسه ســــــهمُ الردى مجــــــــسدا

تحسبُ أنَّ الســـــهمَ في نحرِهِ     طــــــــــــــوقٌ يحلّي جيدَه عسجدا

ومُذ رأته أمُّه أنشــــــــــــــأتْ     تدعو بـــــــصـوتٍ يصدعُ الجلمدا

تقولُ عـــــــــــــبد الله ما ذنبُه     مُـــــــنفطــــــــماً آبَ بسهمِ الردى

لم يمنحوهُ الوردَ بــلْ صيَّروا     فيضَ وريــــــــــــــــديهِ له موردا

فطّرَ مِن فرطِ الصــــدى قلبَه     يا ليته فطّرَ قـلـــــــــــــبَ الصدى

أفديهِ مِن مرتضعٍ ظـــــــامياً     بمهجتي لو أنه يُفــــــــــــــــــــتدى

وقال من الثانية:

وما شبـــــتُ عن سنٍّ ولكن أشابني     مصابٌ جرى يوم الطفوفِ على السبطِ

غـــــــداةَ سعتْ بالغدرِ فيه عصابةٌ     كــــــــــما انقلبتْ بالشرِّ أفعى من الرقطِ

وجاءتْ تضيقُ الأرضُ عنها وإنَّها     بعينيهِ لــــــــــــــم تكثرْ على قلةِ الرهطِ

فــــــــــــألحمَها حدَّ الحسامِ محامياً     يــــرى الذبَّ في يومِ الكفاحِ مِن الضبطِ

وما انفــــكَّ يروي حدَّه مِن دمائِها     إلى أن هـــــوى صادي الفؤادِ إلى الشطّ

فأردته نهـــــــــباً للسيوفِ وأبدلتْ     بما انتهكتْ مــــــــــنه رضا اللهِ بالسخطِ

وأجرتْ على جثمانِه الخيلَ بعدما     قضى نحبه بين الظـــــــــــــبا وقنا الخط

.............................................................................

1 ــ شعراء الغري ج 8 ص 341 ــ 343

2 ــ ذكر منها الخاقاني (7) أبيات في شعراء الغري ج 8 ص 336

3 ــ شعراء الغري ج 8 ص 336

4 ــ أعيان الشيعة ج 9 ص 280

5 ــ أدب الطّف ج 8 ص 241

6 ــ ــ شعراء الغري ج 8 ص 337

7 ـــ الحصون المنيعة ج 9 ص 150

8 ــ مجلة لغة العرب العراقية ج 5 ص 151

9 ــ نفس المصدر ص 151 ــ 154

10 ــ معجم الشعراء ج 4 ص 457

11 ــ شعراء الغري ج 8 ص 338

12 ــ نفس المصدر ص 341

13 ــ مجلة لغة العرب العراقية ج 5 ص 151

كما ترجم له:

كوركيس عواد / معجم المؤلفين العراقيين ج 3 ص 165

الشيخ أغا بزرك الطهراني / نقباء البشر ج 3 ص 898

الشيخ أغا بزرك الطهراني / الذريعة ج 9 ص 365

الشيخ جعفر محبوبة / ماضي النجف وحاضرها ج 2 ص 20

الشيخ محمد هادي الأميني / معجم رجال الفكر والأدب ج 2 ص 494

خير الدين الزركلي / الأعلام ج 6 ص 127

المرفقات

كاتب : محمد طاهر الصفار