908 ــ عبد الجبار عبد الحسين خضر

عبد الجبار عبد الحسين خضر (1353 ــ 1413 هـ / 1934 ــ 1992 م)

قال من قصيدة (ذكرى الطف)

وقـفتَ بـ(كربلا) فرداً وكانوا     يــــعدُّونَ الأسنَّةَ للطعانِ

تصولُ خيولُهمْ في كلِّ شِعْبٍ     يـطيرُ لنقعِها قلبُ الجبانِ

عرضــتَ قراعَهم رأياً برأيٍ     ففرُّوا مِن مُقارعةِ البيانِ (1)

الشاعر

شاعر وقاص وناقد وكاتب، ترجم له السيد صادق آل طعمة، وقال في ترجمته: نشأ وفي نفسه ولع شديد بدراسة الأدب، وبدأ في عنفوان شبابه ينظم الشعر ويحرر المقالات حتى بلغت موهبته أشدها، كما أصبح نتاجه ــ شعرا ونثرا ــ من القوة بمكان.

ولقد عرفته كاتباً يستطيع أن يصور خواطره وأحاسيسه ببراعة، وشاعرا تتجاوب له القريحة فينظم في الشعر العمودي المقفى وفي الشعر الحر أيضا ويجيد النظم في كليهما.

والأستاذ عبد الجبار كذلك من هواة القصة قراءة وكتابة، وناقد بارع نشد الهدف السليم في نقده، والهدف السليم هو العنصر الأساسي في بناء النقد الموضوعي النزيه، ولعل النقد من اختصاصه إن جاز لنا تعبيره بالإختصاص، ويمتاز أسلوبه بوضوح الفكرة والقوة ووحدة الموضوع والتركيز على الأشياء التي يلتقطها ويطرحها على بساط النقد للمناقشة بأسلوبه الهادئ المهذب وهكذا يجب أن يكون أسلوب الأديب.

وما أكثر مقالاته في نقد مجموعة من الكتب الأدبية والتاريخية وبعض الدواوين لبعض الشعراء الكربلائيين وغيرهم الذين لم يسلموا من مداعباته ومصارحاته في معرض نقده لهم حتى أنا بالذات

شعره

قال من قصيدته الحسينية:

خواطرُ جامحاتٍ فـــــــــي بياني     يصوغُ لهيبَها عطرُ الجِنانِ

تهدهدُها الــــــــــقوافي شامخاتٍ     ويـــعبقُ في جوانبِها حناني

أبا الـــــــشهداءِ هبني حسنَ قولٍ     وأحـــللْ عقدةً عقلتْ لساني

لأسمو فوقَ ما يسمو قريــــضي     خريــــدةَ مؤمنٍ ثبتِ الجِنانِ

سيبقى (الطفُّ) والأيــــــامُ تفنى     يردِّدُ ذكــــــــرَه قاصٍ ودانِ

سيبقى (الطفُّ) عـــــنواناً كبيراً     لكلِّ مناضلٍ حـــــــرِّ اللسانِ

أبا الشهداءِ حسبُ (الطفِّ) يوماً     سيبقى خالداً مرَّ الزمـــــــانِ

وقـــــفتَ بـ(كربلا) فرداً وكانوا     يـــــــــعدُّونَ الأسـنَّةَ للطعانِ

تصــــولُ خيولُهمْ في كلِّ شِعْبٍ     يـطيرُ لــــــنقعِها قلبُ الجبانِ

عرضـــــتَ قراعَهم رأياً برأيٍ     ففرُّوا مِن مُـــــــقارعةِ البيانِ

يميتُ نفــــــــــــوسَهم حقدٌ بعيدٌ     توارثه فلانٌ عــــــــــن فلانِ

فكنتَ الحقَّ يمـــــحقُ كلَّ شيءٍ     وكنتَ الشمسَ تــسطعُ كلَّ آنِ

.......................................................

1 ــ ترجمته وشعره عن: الحركة الأدبية المعاصرة في كربلاء ج 1 ص 340 ــ 345

كما ترجم له:

الشيخ محمد صادق الكرباسي / دائرة المعارف الحسينية ــ أضواء على مدينة الحسين ج 1 ص 319

المرفقات

كاتب : محمد طاهر الصفار