892 - المتوكل الليثي (توفي 85 هـ / 704 م)

المتوكل الليثي (توفي 85 هـ / 704 م)

قال في ذم قتلة الحسين (عليه السلام) ثم نعوه وبكوه من أهل الكوفة:

قَتَلوا حُسَيناً ثُمَّ هُـــــــــــم يَنعونَهُ     إِنَّ الــــــــزَّمانَ بِأَهلِهِ أَطوارُ

لا تَبعدن بـ(الطّفِّ) قَتلى ضُيِّعَت     وَسَقى مَساكِنَ هامِها الأَمطارُ (1)

الشاعر

المتوكل بن عبد الله بن نهشل بن مسافع بن وهب بن عمرو بن لقيط بن يعمر بن عوف بن عامر بن ليث بن بكر بن عبد مناة بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزارٍ، ولد بالكوفة (2) من شعراء الحماسة وقد اختار أبو تمام من شعره قطعتين يقول في أحداهما:

لسنا وإن أحسابنا كرمتْ     يوماً على الأحسابِ نَتَّكلُ

نــــبني كما كانتْ أوائلنا     تـــبني ونفعلُ مثلما فعلوا (3)

وقال محمد بن سلام الجمحي: (وهو من الطبقة السابعة بين الشعراء الإسلاميين وهم أربعة: (المتوكل الليثي)، (زياد الأعجم)، (يزيد بن مفرغ الحميري)، (عدي بن الرفاع). (4)

وقال السيد جواد شبر: (من أهل الكوفة في عصر معاوية وابنه يزيد، لقد حجبت المصادر عنا معالم حياة المتوكل وأخباره، إلا أن الدكتور يحيى الجبوري يرى أنه توفي في حدود سنة 85 هـ خمس وثمانون وهي السنة التي توفي فيها عبد الملك بن مروان، له ديوان شعر قامت بنشره مكتبة الأندلس ـ بغداد وطبع في لبنان بعناية الدكتور يحيى الجبوري، وفي الديوان روائع من شعره) (5)

وجاء في فهرس شعراء الموسوعة الشعرية: (وكان بينه وبين الأخطل مساجلات دلت على فطنة، وذكاء متوقد، وشعر جزل رائق رائع، ولم يكن من أسرة معروفة مشهورة، لذلك حجبت أخباره وسيرته ولم يصلنا إلا القليل..... وهذا يظهر لنا أن المتوكل كان مشهوراً في عصره، خاصة في الكوفة، وكان ذا مكانة بين الشعراء، وأدل شيء على ذلك مساجلاته مع الأخطل) (6)

أما بالنسبة للشاعر الثاني الذي نسب إليه البيتان فهو حبيب بن خدرة وهو من شعراء الخوارج (7) قال عنه الجاحظ: (من خطباء الخوارج وشعرائهم وعلمائهم، عداده في بني شيبان وهو مولى لبني هلال بن عامر، وقد انتمى للخوارج في سن كبيرة، ولهذا تتفاوت أشعاره تفاوتاً ملحوظاً، له شعر في كتاب شعر الخوارج) (8)

وقال الذهبي: (لا يُعرف ولم أره في الأسماء) (9)

وخدرة هي أمه وسُمِّي بها كما قال بذلك محمد بن حبيب وقال في ترجمته: وحبيب بن خدرة الهلالي خارجي، كان مع شبيب، وذكر أنه أدرك الحكمين، وبقي حتى أدرك الضحاك الذي أخذ بالكوفة. (10)

ومن الواضح أن نسبة هذين البيتين لحبيب هذا هي مغلوطة لنفسهما البعيد عن هوى الشاعر الذي كان خارجياً، والقول الراجح في نسبة البيتين أنهما للمتوكل الليثي لاتفاق المصادر المتقدمة على ذلك كتاريخ الطبري وابن عساكر كما قال الكرباسي الذي نسبهما لحبيب أنهما جاءا في ديوان المتوكل الليثي المتوفى حدود سنة 85 هـ بإختلاف يسير ضمن مجموعة تسعة أبيات (11)

.......................................................................................................

1 ــ نسب البيتان في تاريخ الطبري ج ٤ ص ٥٣٩ / تاريخ مدينة دمشق ج ٥٧ ص ١٣ / أدب الطّف ج 5 ص 369 للمتوكل الليثي ونسبا في ديوان شعر الخوارج جمع الدكتور إحسان عباس ص 231 مقطوعة رقم 282 / مجلة مجمع اللغة العربية بدمشق العدد : 4 / السنة 52 ص 857 بتاريخ: 1397 هـ عن شرح ما يقع فيه التصحيف والتحريف لابن سعيد العسكري 481 / ديوان القرن الثاني ص 91 / حياة الشعر في الكوفة ــ يوسف خليف ص 404 لحبيب بن خدرة الهلالي

2 ــ منتهى الطلب من أشعار العرب لابن ميمون ص 97

3 ــ شرح ديوان الحماسة لأبي تمام - شرح المرزوقي ج 2 ص 833 ــ 839

4 ــ طبقات فحول الشعراء ص 681 ــ 686

5 ــ أدب الطف ج 5 ص 370 المستدركات

6 ــ ج 1 ص 801

7 ــ السيرة النبوية لابن هشام ج ١ ص ٢٣٥

8 ــ البيان والتبيين ج 1 ص 280

9 ــ ميزان الاعتدال ج ١ ص ٤٥٤

10 ــ في من نسب إلى أمه من الشعراء ص 85

11 ــ / ديوان القرن الثاني ص 91

ترجم للمتوكل الليثي:

أبو الفرج الأصفهاني / الأغاني ج 11 ص 37

محمد بن عمران المرزباني / معجم الشعراء ج 1 ص 398 ــ 399

محمد بن المبارك بن محمد بن ميمون البغدادي / منتهى الطلب من أشعار العرب ص 97 ــ 105

الطبري / تاريخ الأمم والملوك / ج 6 ص 70 ـ 71

عبد الرحمن بن درهم / نزهة الأبصار بطرائف الأخبار والأشعار ج 1 ص 467

ابن عساكر / تاريخ دمشق ج 12 ص 57

عمر فرّوخ / تأريخ الأدب العربي ج 1 ص 408 ــ 411

خير الدين الزركلي / الأعلام ج ٥ ص ٢٧٥

يحيى الجبوري / ديوان المتوكل الليثي ص 9 ــ 47

يحيى الجبوري / معجم الشعراء المخضرمين والأمويين ص 424 ــ 425

المرفقات

كاتب : محمد طاهر الصفار