884 ــ محمد علي الغريفي (1329 ــ ١٣٨٨ هـ / 1911 ــ 1968 م)

محمد علي الغريفي (1329 ــ ١٣٨٨ هـ / 1911 ــ 1968 م)

قال من قصيدة في أبي الفضل العباس (عليه السلام) تبلغ (41) بيتاً:

يومٌ بوادي (الطفِّ) كمْ غنَّتْ بهِ الـ     أجيالُ مِـــــــــــن غادٍ عليه ومبكرِ

هـــــــيهاتَ ما أنساكَ يومَ تزاحفتْ      جندُ الضلالِ على ابنِ طهَ الأطهرِ

وعليهِ قـــــد سدّوا الفضاءَ واجلبوا      لـــــــــــلحربِّ كلَّ مدرَّعٍ مُستنسرِ(1)

ومنها:

ومواقفاً لكَ فــي (الطفوفِ) كريمةً     ومناقباً عـظمتْ وإن لمْ تُحصَرِ

وازرتَ يــومَ (الطفِّ) سبطَ محمدٍ     بمهنـــــدٍ صافي الحديدِ مُجوهرِ

بكَ لاذتِ الفتياتُ مِن عمرو العلى     يهتفنَ باسمِكَ يا عظيمَ المحضرِ

وقال من قصيدة في علي الأكبر (عليه السلام) تبلغ (35) بيتاً:

وإن أنـسَ لا أنساكَ يومَ تزاحفتْ     جيوشُ العدى يوم (الطفوفِ) تزمجرُ

وجــــــاءتْ إلى لقيا أبيكَ جحافلٌ     كـــــــــــــعدِّ الحصى يقتادُها مٌتجبِّرُ

وتأبى لكَ النفسُ الكبيرةُ أن ترى     أباكَ إلى الــــــــــــهيجا وحيداً يُشمرُ (2)

ومنها:

بنيَّ ومَــــــــن للفاطمياتِ بعدَنا     وفيمَــنْ يلوذُ الطفلُ وهوَ مُذعَّرُ

ومَن لعليلٍ كادَ مِن شدّةِ الضنى     يـــــموتُ وممَّا نابه ليسَ يشعرُ

أحينَ ترجينــــــاكَ ترفعُ للهدى     مناراً وفي نشرِ الفضائلِ تجهرُ

الشاعر

السيد محمد علي بن عدنان بن السيد شبر الغريفي الموسوي الستري البلادي البحراني، عالم وفقيه وأديب وشاعر، ولد في المحمرة (إيران)، في أسرة علمية علوية شريفة وهو نجل العالم الكبير السيد عدنان الغريفي وقد ترجمنا لهذه الأسرة في ترجمته.

نشأ الغريفي في وسط أعلام أسرته ودرس مقدمات العلوم لدى أخيه الأكبر العلامة السيد علي، ثم سافر إلى النجف الأشرف وأتم دراسته فيها على يد كبار العلماء الاعلام والمراجع العظام

وبعد وفاة أخيه السيد علي عاد إلى مسقط رأسه مرجعاً وعالماً كبيراً وخلف أباه وأخاه فيها حتى وفاته ونقل جثمانه إلى النجف الأشرف وأقام له السيد محسن الحكيم الفاتحة في مسجد الطوسي وجددتها الهيئة العلمية واقيمت له الفواتح في بلد المحمرة كما أقيم له تأبين في أربعينه ألقى فيه الشعراء والأدباء المراثي والخطب.

وقد أرخ عام وفاته الخطيب السيد علي الهاشمي بقوله من جملة أبيات:

بفقدِ عليِّ بنِ عــــــدنانِها     حكتْ أعينُ المجدِ صوبَ الغمامْ

فشيَّعه الفضلُ في موكبٍ     وآبَ بــــــــــــه نحوَ دارِ السلامْ

وحلَّ بجنبِ أبيهِ الهـــمامِ     لــدى جنةِ الخلــــــدِ أسمى مقامْ

وثغرُ الـــــعراقِ وأبناؤه     عراها الأسى مذ أتــــــاهُ الحمامْ

فنادى مؤرِّخُـــــه (داعياً     فـــتبكي علياً بشهرِ الصــــــيامْ)

له من المؤلفات:

شرح الخطبة الشقشقية (3)

شعره

قال من قصيدته في أبي الفضل العباس (عليه السلام) والتي تبلغ (41) وقد قدمناها:

المجدُ مجدُكَ يا ابنَ ســـاقي الكوثرِ     والفخرُ فخرُكَ يا كــــريمَ العُنصرِ

بكَ تفخرُ الدنيا وكــــــمْ قد طاولتْ     أبناءُ فهرٍ فـــــــــــــــيكَ كلَّ مظفّرِ

قمرٌ بكَ الـــــــــقمرُ المنيرُ تلألأتْ     أنـــــــــــــــــوارُه وبدى بوجهٍ نيِّرِ

والـــــــــــفضلُ بشهدُ أنّه لولاكَ لمْ     يُعرفْ وما في الــناسِ عنه بمخبِرِ

والسيفُ يلمعُ في يديـــــــكَ ووقعُه     يومَ الوغى كـــــالرعدِ فوقَ المغفرِ

والرمحُ تنظمُ فــــــــــيهِ كلَّ مُدجَّجٍ     والشـــــــــــوسُ بينَ مُجدَّلٍ ومُعفَّرِ

للهِ يــــــــــــــــومُكَ وهوَ يومٌ ما له     مـــــــثلٌ وكمْ مرَّتْ بهِ مِن أعصرِ

يومٌ بوادي (الطفِّ) كمْ غنَّتْ بهِ الـ     أجيالُ مِـــــــــــن غادٍ عليه ومبكرِ

هـــــــيهاتَ ما أنساكَ يومَ تزاحفتْ     جندُ الضلالِ على ابنِ طهَ الأطهرِ

وعليهِ قـــــد سدّوا الفضاءَ واجلبوا     لـــــــــــلحربِّ كلَّ مدرَّعٍ مُستنسرِ

فوقــــــــفـتَ كالطودِ الأشمِّ مُشمِّراً     عـــــن ساعديكَ وكنتَ غيرَ مُذعَّرِ

نازلتَ جــــــمعَهمُ فكمْ لحسامِكَ الـ     ماضــــــي تصاغرَ كلُّ ليثٍ قسورِ

ونثرتَ بالسـيفِ الصقيلِ رؤوسـهم     ونظمتَ أســــــدَهمُ بصدرِ الأسمرِ

فرَّقتَ شملَــــــــهمُ فكمْ مِن هـاربٍ     مِن حدِّ سيفِكَ في عــــــــماهُ مُحيَّرُ

أمطرتهمْ عندَ الـــــنزالِ صــواعقاً     فتركتهمْ صرعى بيومٍ مُمــــــــطرِ

إني لأكبرُ فيكَ أعـــــــــــــظمَ همَّةٍ     دفعتكَ دومـــــــــــاً للمـحلِّ الأكبرِ

ومواقفاً لكَ فــي (الطفوفِ) كريمةً     ومناقباً عـظمتْ وإن لـــــمْ تُحصَرِ

وازرتَ يــومَ (الطفِّ) سبطَ محمدٍ     بمهنـــــدٍ صافي الحديدِ مُـــــجوهرِ

بكَ لاذتِ الفتياتُ مِن عمرو العلى     يـــــهتفنَ باسمِكَ يا عظيمَ المحضرِ

أبكيكَ مــــــــــقطوعَ اليدينِ معفَّراً     نفــــــــــسي الفداءَ لجسمِكَ المتعفِّرِ

وقال في أبي الفضل العباس (عليه السلام) أيضاً من قصيدة تبلغ (30) بيتاً:

من كالزكيِّ أبي الفضلِ الذي ملكتْ     ماءَ الفراتِ يـــــداهُ حينما اندفعا

ولــمْ يذقْ بردَ طعمِ الماءِ حينَ رأى     عنه ابنَ بنتِ رسـولِ اللهِ قد مُنعا

فاســــتلَّ مخذمَه وانصاعَ يرفلُ في     ثوبِ الحديدِ ومنـه القلبُ ما هلعا

يستقبـــــلُ القومَ فرداً لا يهابُ وفي     ماضيهِ للعيشِ ما أبقى لهمْ طمعا

أفناهمُ بشـــــــــــبا الهنديِّ فانقشعوا     عنه وعادَ لـــــــه الميدانُ مُتّسَعا

سقاهمُ الموتَ قســـراً حينما حسبوا     أنَّ الــــــــفراتَ عليه باتَ مُمتنعا

عليهمُ هوَ مهما شدَّ خــــــــــــــلتهمُ     مثلَ الحمامِ عليها الصقرُ قد وقعا

أبكيهِ حــــــيرانَ مقطوعَ اليدينِ بلا     جــرمٍ سوى أنه بالحقِّ قد صدعا

والسهمُ بالعــــينِ قد أوهى عزيمتَه     وللثـرى من عمودِ البغي قد ركعا (4)

وقال من قصيدته في علي الأكبر (عليه السلام) وقد قدمناها وتبلغ (35) بيتاً:

بذكراكَ ذا الكـــــــونُ العظيمُ يُعطرُ     ومــِن كلِّ مَن فوقَ الـثرى أنتَ أكبرُ

وهيهاتَ ماضاهاكَ في الدهرِ فارسٌ     ويومُ اللقــــــــا أنتَ الكميُّ الغضنفرُ

نمتكَ الـــــكرامُ الصيدُ مِن آلِ هاشمٍ     وعـــــــــرَّقَ فيكَ الطهرُ طه وحيدرُ

وإنَّ العليَّ الــقـــــدرِ شبلَ ابنِ فاطمٍ     حسينٍ وما في الناسِ مــــثلكَ قسورُ

ظفرتَ بأعــلــى المجدِ غيرَ مُنازعٍ     بمجدِكَ كمْ في الكـــونِ قد خطّ مزبرُ

خليــــــــــقٌ وخــلقٌ كالنبيِّ ومنطقٌ     بليغٌ به في الـــــــــناسِ لازلتَ تُذكرُ

وبأسٌ به أشبهتَ حـمزةَ في الوغى     وصــــــــــولةَ مقدامٍ بها صالَ جعفرُ

أخــــذتَ بأطرافِ الـشجاعةِ والإبا     وورَّثـــــــــــــــكَ العليا أبوكَ المُظفَّرُ

وإن أنـــسَ لا أنساكَ يـومَ تزاحفتْ     جيوشُ العدى يوم (الطفوفِ) تزمجرُ

وجـــــــاءتْ إلى لقيا أبـيكَ جحافلٌ     كـــــــــــــعدِّ الحــصى يقتادُها مٌتجبِّرُ

وتأبى لـكَ النفسُ الكبيـرةُ أن ترى     أباكَ إلى الــــــــــــــهيجا وحيداً يُشمرُ

وخُـــــــيِّلَ للأعداءِ أن جـاءَ حيدرٌ     لأبنائِهِ بعدَ الـــــــــــــــــــــمنيَّةِ ينصرُ

فأعلمتــــــــهمْ لكنْ بصـوتِ محمدٍ     بــــــــــــــــأنّكَ مِن أبــنائِه حينَ تفخرٌ

وقال من قصيدة في الإمام المهدي (عليه السلام)

سبط النبيِّ ومَن بمولــــــدِه الورى     فـــــازوا بأعظمَ نعمةٍ وسلامِ

يا ابنَ النبيِّ ويــــــــــــا إماماً ماله     في العربِ ندٌّ لا ولا الأعجامِ

العالمونَ بــــــكَ استقامتْ حيثُ لا     أحدٌ ســـواكَ لها مجيرٌ حامي

ســـــــــــمعاً لنفثاتي وأنتَ بمسمعٍ     واغفرْ إذا مــا زُلزِلتْ أقدامي

الدينُ دينكَ هل نظرتَ إلـــى العدا     ما فيه قد صنعتْ مِن الإجرامِ

قد مزّقته وأوجبتْ مِـــــــــن بغيها     بِدعاً بها رجعتْ إلى الأصنامِ

وانظرْ لشيعتكَ الاُولى قد أصبحوا     مُذ غبتَ حتـــى الآنَ كالأيتامِ

يتساءلونَ وقــــــــد عرتهمْ صفرةٌ     هيَ مِن يدِ الأيــــامِ لا الأسقامِ

أين الذي تُــــجلى الكروبُ بذكرِهِ     وعليهٍ تنزلُ جمـــــــلةُ الأقسامِ

وبــــــــــــبابِهِ زُمَرُ الملائك عكّفاً     طرّاً لأخذِ نوافذِ الأحـــــــــكامِ

هذا الزمانُ بنا استطــــارَ مُجلجلاً     بــــــحوادثٍ لا تستطاعُ جِسامِ

والأرضُ ماجتْ والجبالُ تزلزلتْ     مما دهـــــــــاها من يدِ الظلاّمِ

فــــــــمتى نـراكَ متى وذي آمالنا     كادتْ بأن تُفنـــــــى من الآلامِ

لِنرى بــــــــطلعتكَ الـرشيدةِ غرّةً     تزهو بنورِ الخـــــــالقِ العلّامِ

عجِّلْ عليكَ ســــــــــلامُ ربي إننا     طرَّاً لمرآكَ الجميــــلِ ظوامي (5)

وقال في مولد الإمام المهدي (عليه السلام) تبلغ (18) بيتاً:

يا إماماً به الـــــــعوالمُ قد قا     متْ وسارتْ أفلاكُها بانتظامِ

أنتَ سرٌّ عـــــنا تَـغيّبَ حتى     حــارَ في فهمِه أولوا الأفهامِ

بكَ قـــــــد آمنَ الألبّاءُ طرَّاً     لمْ يــــــــــــبالوا بكثرةِ اللوَّامِ

بــــكَ تمَّ الإيمانُ واللهُ أعطا     كَ زمامَ الأمـــــورِ والأحكامِ

أنتَ أعجوبةُ الزمانِ وكمْ تا     هتْ بمعناكَ صـــفوةٌ الأعلامِ (6)

وقال من أخرى فيه (صلوات الله عليه) تبلغ (18) بيتاً:

إمامَ الــــهدى آمنتُ باسمِكَ مُوقناً     على رغـــــــــــــمِ آبٍ للحقيقةِ مذنبِ

بــــــــراكَ إلهُ الخلقِ للدينِ حامياً      وخــــــــــيرَ همامٍ في الكريهةِ أغلبِ

ودينُكَ قد أضحى غريباً وكلُّ مَن     على الأرضِ يلـــــــقاهُ بوجهٍ مقطبِ

فــــعجِّلْ وليَّ اللهِ واستنقذِ الورى     مِن الظلمِ ظـــــــلمِ الحاكمينَ المعذبِ

فإنَّ حِـــــــــــماكمْ قد أبيحَ فقُمْ له     بــــــــــــــعزمةِ ليثٍ في اللقا مُتوثّبِ

دعوناكَ يا نـــعمَ الطبيبِ فما لهمْ     دواءٌ سوى السيفِ الصقيلِ المشطبِ (7)

..............................................................................

1 ــ أدب الطف ج 10 ص 242 ــ 243 / موسوعة شعراء البحرين ج 4 ص 286 ــ 290

2 ــ أدب الطف ج 10 ص 243 ــ 244 / موسوعة شعراء البحرين ج 4 ص 290 ــ 293

3 ــ ترجمته عن: أدب الطف ج 10 ص 242 / موسوعة شعراء البحرين ج 4 ص 283

4 ــ موسوعة شعراء البحرين ج 4 ص 283 ــ 286 / أدب الطف ج 10 ص 239 ــ 240

5 ــ صحيفة صدى المهدي العدد: ٣٨ / رجب / ١٤٣٣هـ

6 ــ نفس المصدر العدد ٣٦ / جمادي الأول / ١٤٣٣هـ

7 ــ نفس المصدر العدد ٣٢ / محرم الحرام / ١٤٣٣هـ

كما ترجم له:

محمد الريشهري / موسوعة الإمام الحسين في الكتاب والسنة والتاريخ ج 7 ص 188

السيد حسن الأمين / مستدركات أعيان الشيعة ج ۳ ص ۲۳۷

السيد جواد شبر / أدب الطفّ ج ۱۰ ص 239 ــ 244

كاظم عبد الفتلاوي / المنتخب من أعلام الفكر والأدب ص 570

الشيخ محمد حرز الدين / معارف الرجال ج 2 ص 84

الشيخ محمد هادي الأميني / معجم رجال الفكر والأدب ج 2 ص 921

جاسم عثمان مرغي / الأدب العربي المعاصر في إيران ص 228 ــ 233

كامل سلمان جاسم الجبوري / معجم الأدباء ج 6 ص 23

المرفقات

كاتب : محمد طاهر الصفار