شمَمْتُ ريحَكَ في أرجاء سامرّا
ونورُ طَيفكَ مع أنسامِها مَرَّا
ألْفَيتُ ظِلَّكَ فوق القبر مُنحَنياً
على الضّريح يُهِلُّ الأدمُعَ الحَرّى
لك العزاءُ إمامي من لَظى مُقَلي
بالعسكريّ، بمَن ذاق الأسى المُرَّا
لاقى من الحزن ما يفري حشاشتَهُ
كمَن يلاقي وَبيلاً ، قاسياً ، صِرّا
مرّت عليه صُروفُ الدّهر عاصفةً
فكان في النّائباتِ الأصيَدَ الحُرّا
صوتُ العدالة في الهَيجاء صارمُهُ
يناصرُ الحقَّ في البأساء والضَّرا
تبّاً لدهرٍ بنو العبّاس سادتهُ
وآلُ هاشمَ يُسقَونَ البِلى طُرّا
يا صاحبَ الأمر طال البُعدُ فارتفعت
لك الأيادي تناجي الواحدَ البَرّا
أغِثْ إماميَ هذا الكونَ من مِحَنٍ
فيه الفسادُ يعُمُّ البحرَ والبَرّا
أهل تراك تُقيمُ اليومَ يا أملي
عند الضّريح وتُبدي بالوفا البِرّا
وجّهتُ نَبضَ حنيني نحو مرقدهِ
عَلّي أراكَ بتلك الحَضرةِ الغَرّا
عَلّي أكحّلُ من رؤياكَ باصرَتي
فنورُ وجهكَ يجلوْ الكَربَ والضُّرّا
حَرُّ الشّجون إلى عينَيكَ يُلهبُني
فامسحْ بكفّكَ عن أجفانيَ الحَرّا
ما سِرُّ غيبتك الكُبرى نتوقُ جوىً
إلى لِقاكَ لكي تُفشيْ لنا السّرّا
متى الظّهورُ فقد ذابَت مَحاجرُنا
كي تمحوَ الجَورَ يا مولايَ والشّرّا
اترك تعليق