قال في قبور المعصومين (عليهم السلام)
سقى اللهُ قبراً بالغريِّ وحوله قبورٌ بمثوى (الطفِّ) مشتملاتِ
ورمساً بطـوسٍ لابنِه وسميِّه سـقته السحابُ الغرُّ صفوَ فراتِ
وفي طيبةٍ مـنهمْ قبورٌ منيرةٌ علـــيها من الرحمنِ خيرُ صلاةِ
الشاعر
الشيخ فخر الدين بن محمد علي بن أحمد بن علي بن أحمد بن طريح بن خفاجي بن فياض حيمة بن خميس بن جمعة بن سليمان بن داود بن جابر بن يعقوب المسلمي العزيزي الأسدي، عالم وفقيه وأديب كبير ومحقق ولغوي ومفسر، من مفاخر آل طريح، ولد في النجف الأشرف وتلقى تعليمه الأول على يد والده الشيخ محمد علي الذي كان من العلماء قال عنه السيد محسن الأمين: (الشيخ الزاهد العابد الورع الزكي) كما تلقى تعلميه على يد عمه الشيخ محمد حسين الطريحي، وله الرواية عنهما بالإجازة، كما درس على يد الشيخ محمد بن جابر النجفي، والشيخ محمود بن حسام الدين بن درويش الجزائري والأمير شرف الدين علي الشولستاني، وله الرواية عن الشيخ العلامة محمد بن جابر النجفي عن الشيخ محمد بن حسام الدين الجزائري عن الشيخ البهائي. وتابع الطريحي تعليمه حتى أصبح من أفذاذ العلماء وكبار الفقهاء والأدباء
أسرته
سمِّيت الأسرة بـ(الطريحي) نسبة إلى جدها الأعلى طريح بن خفاجي الذي يعود نسبه إلى قائد أنصار الإمام الحسين (عليه السلام) الصحابي الجليل الشهيد حبيب بن مظاهر الأسدي (رضوان الله عليه)، وجاء لقبها بـ(المسلمي) أيضاً نسبة إلى بني مسلم إحدى فصائل بني أسد، والعزيزي نسبة إلى آل عزيز أحد أفخاذ بني مسلم، والأسدي نسبة إلى أسد القبيلة الأم، والرماحي نسبة إلى مدينة الرماحية وهي تقع على ضفة نهر الفرات في ربوع خزاعة بالشامية على مقربة من النجف، وقد اندثرت في طغيان نهر الفرات سنة (1112 هـ / 1700 م)، وعفّي أثرها وأنشئت قربها مدينة الشنافية، وكان الشيخ فخر الدين الطريحي يسكنها عندما كانت آهلة بالسكان وتوفي فيها ودفن في النجف الأشرف، قرب مسجده الذي صلى فيه زمناً، ويقع في محلة البراق اليوم وكانت تعرف قديماً بمحلة آل طريح.
وكانت هذه الأسرة قديماً تسكن الكوفة ثم نزحت إلى النجف واحتمل السيد محسن الأمين تاريخ نزوحها إلى النجف في القرن السادس، وكتب الباحث والمحقق الأب أنستاس ماري الكرملي عن هذه الأسرة ما نصه: (آل طريح بيت علم وفضل وأدب وتقى في النجف، ومن أقدم أسرها وأشهرها وأعرقها في المجد والسؤدد، إذا عد رجال العلم والإصلاح حتى الآن لا يعرف بيت في النجف أعرق منه في المجد والفضل والشرف. ينتهي نسب هذه الطائفة إلى حبيب بن مظاهر الأسدي الذي استشهد مع الإمام الحسين (عليه السلام) في واقعة كربلا المشؤومة. وسمّوا بجدهم (طريح النجفي).
قطنت أسرة آل طريح العريقة في الشرف من عهد القرن السادس الهجري في النجف الأشرف وكانت لهم سدانة المشهد العلوي والولاية العامة في النجف في القرن الثامن الهجري، كما نصت على ذلك كتب آثار علمائهم ومؤرخيهم وغيرها. ولديهم صكوك وسجلات مطلاة بماء الذهب، فيها تواقيع الملوك الصفوية وغيرهم من أمراء العراق في ذلك العهد. وأول من هبط النجف من أجدادهم على عهد (الدولة المزيدية) التي قامت في القرن الخامس الهجري بضواحي (الحلة الفيحاء) بعد أن انتقل من الفرات الأوسط (الشيخ داود الاسدي) وحينما هبط الشيخ داود النجف خطط هو وأقرباؤه ساحة كبيرة اتخذوها مسكنا لهم في الجهة الشرقية من مشهد الإمام علي بمحلة تسمى اليوم البراق على مقربة من (جبل النور) واختار منها جامعاً وهو الجامع المعروف حتى الآن (بجامع الطريحي). وقد نبغ من هذه الأسرة فريق كبير من العلماء والأدباء والشعراء ما لا يحصون عدا لكثرتهم. وقد طبقت شهرتهم الآفاق. وخدموا العلوم والفنون والآداب العربية خدمات جليلة تذكر فتشكر. كما تشهد بذلك آثارهم الموجودة في أيدينا على اختلاف مواضيعها وأساليبها. وقد استمر فيهم العلم حتى القرن الرابع عشر الهجري. وأشهر من نبغ من أساطين علماء هذه الطائفة في القرن الحادي عشر الهجري الإمام العلامة الشهير الشيخ فخر الدين الطريحي).
ويقول الشيخ محمد كاظم الطريحي عن آل طريح: (وممن نزح من الحلة إلى النجف في منتصف القرن السادس الشيخ يعقوب الأسدي، وجماعة من أبناء عمومته وأقاربه، رغبة في المجاورة، وتجنباً من الفتن والخصومات، فاتخذوا مساكنهم في الجهة الشرقية من مشهد الإمام عليه السلام، ثم اشتهر أبنائهم فيما بعد باسرة آل طريح التي خلفت لها كثيراً من الأسر والأرومات في المدن العراقية كالحلة وكربلاء وبغداد والبصرة، غير من سكن منهم إيران والبلدان المجاورة الأخرى.
وقد نبغ من هذه الأسرة المعرفة بالمجد والسؤدد فربق كبير من العلماء والمجتهدين والشعراء والأدباء، فلا تكاد أن تتصفح كتاباً من كتب التاريخ والتراجم إلا أن تقع على ذكر لأحد أعلامها وما لهذه الأسرة من المفاخر الجليلة والأمجاد الفذة وما سجله التاريخ لعلمائها وأدبائها من روائع الآثار وجلائل الأعمال " كما كانت لهم سدانة المشهد العلوي والولاية العامة في النجف في القرن السادس الهجري... وكان أشهرهم آثاراً وأبعدهم صيتاً وأكثرهم ذكراً في القرن الحادي عشر العالم اللغوي الفقيه المحدث الشيخ فخر الدين الطريحي قدس سره)
وقال عنها الشيخ جعفر محبوبة: (خدمت العلم والدين أعواما كثيرة وقرونا عدة، لم يزل ذكرها باقيا ببقاء الأبد يخلدها مالها من مساع ومؤلفات مشهورة منشورة، لم يبق قطر من الأقطار ولا صقع من الأصقاع إلا ولها فيه شيء يذكر، وهي من خيرة نتاج كلية النجف وأطيبها غرسا.. ولها الشأن والاعتبار لتقدمها في الهجرة ولكثرة النابغين فيها من فحول العلماء، وقد مر على نشوئها أكثر من أربعة قرون لم يزل العلم مزدهرا برجالها.. ترجع بنسبها إلى بنى مسلم وهم احدى فصائل بني أسد القبيلة الشيعية الكبيرة الفراتية)
وقال السيد محسن الأمين: (والطريحيون من أقدم أسر النجف وأشهرها، وقد سموا بجدهم طريح النجفي وقد وجد فيهم كثير من رجال العلم والصلاح، وصلى في مسجدهم المعروف في النجف المحقق الكركي المتوفى سنة 922 هـ وعندهم سجلات وصكوك يرتقي عهدها إلى القرن الثامن. وهم من بني أسد ويظهر انهم انتقلوا بعد خراب الكوفة إلى النجف في القرن السادس الهجري، وكان بنو أسد من أكثر القبائل في أعراص الكوفة...
والمسلمي لعله نسبة إلى مسلم بن عوسجة الأسدي، وقال في الذريعة أنه نسبة إلى مسيلم بطن من العرب، والرماحي نسبة إلى الرماحية بتشديد الميم والياء وهي مصر مستحدث في العراق لم يذكره ياقوت ولا غيره من المخططين وهي في بلاد خزاعة على جدول ينصب إليها من الفرات ويقال أن السلطان سليمان العثماني لما دخل العراق اختار طائفة ممن معه الإقامة هناك فخططوا هذا المكان وسموه روم ناحية سي ثم صار يسمى رماحية على كثرة الاستعمال ويقال أن هؤلاء كانوا من متصوفة الأتراك وعمرت بهم في بدء أمرها ويعرف كثير من آثارها بأسمائهم الآن.
ولما دخل الوهابيون العراق سنة 1216 هـ وحاصروا النجف فلم يقدروا عليها، حاصروا الرماحية فصابرتهم، ثم أفرجوا عنها وكان الشيخ فخر الدين يقيم فيها وهو عالمها ومسدد أهلها وقد بقيت البلدة آهلة إلى عهد غير بعيد، ثم طم نهرها وتحول مجراه فهجرت وتفرق أهلها في حواضر العراق، وهم الآن يعرفون بالنسبة إليها...) وقد عثروا أخيراً على آثار للشيخ فخر الدين في جامع خرب له في الرماحية...)
أسفاره
لازم الطريحي أباه وعمه غادر العراق إلى مكة المشرفة سنة 1062هـ وقد ألف عدة كتب في أثناء سفره إلى الحجاز وقد عرج من الحجاز على فارس لينتجع العلم. وطاف فيها تطواف المعتبر المستفيد وأقام في عاصمتها آنئذ اصفهان برهة من الزمن وكانت له اليد الطولى في نشر اللغة العربية وآدابها في ديار إيران وذلك بما بحث وكتب وألف وصنف.
ظلَّ الطريحي يلازم أباه وعمه وواكب على دروسه، وفي عام 1062 هـ غادر العراق إلى مكة المكرمة، وخلال هذا السفر ألف العديد من كتبه، ومن مكة سافر إلى إيران التي بقي فيها لمدة طويلة، فزار مشهد وأصفهان ومجموعة من المدن الإيرانية ألف خلالها عدداً من كتبه ومنها كتاب إيضاح الحساب الذي أتم تأليفه في أصفهان سنة 1083 هـ وكانت له اليد الطولى في نشر اللغة العربية وآدابها في تلك المدن بما بحث وكتب وألف وصنف، ثم رجع إلى النجف الأشرف
وتصدر مجالس التدريس في المدن التي زارها وجاورها ككربلاء والكاظمية وطوس والكوفة وأصفهان والرماحية، وكان مجلسه حاشداً بطلاب العلوم ومن تلامذته والذين أخذوا عنه: العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي صاحب البحار، والسيد هاشم بن سليمان بن إسماعيل الكلتكاني البحراني المعروف بـ (العلامة)، و والشيخ محمد بن الحسن بن علي المشغري المعروف بـ (الحر العاملي) صاحب الوسائل، وابن أخيه الشيخ حسام الدين بن جمال الدين الطريحي (صاحب كتاب: جامع الشتات في فروق اللغات والتمييز بين مفاد الكلمات)، وولده الشيخ صفي الدين الطريحي، والسيد نعمة الله بن عبد الله الحسيني الموسوي الجزائري الشهير بـ (الشوشتري)، والشيخ محمد أمين بن محمد علي بن فرج الله الكاظمي، والشيخ محمد بن عبد الرحمن (المحدث الحلي)، والشيخ عناية الله بن محمد حسين بن عناية الله بن زين الدين المشهدي، المولى محمد طاهر بن محمد حسين الشيرازي القمي، السيد محمود بن فتح الله الحسيني الكاظمي النجفي، الشيخ عبد الواحد بن محمد البوراني النجفي.
وكانت له مكتبة تحتوي على نفائس الكتب قال عنها الشيخ محمد كاظم الطريحي: (ومكتبته المعروفة بالخزانة الفخرية من أقدم خزائن الكتب المنشأة بعد الخزانة الغروية بأربعة قرون تقريباً ثم إشتهرت في عصره باسمه لما أضاف إليها وما استنسخه بنفسه من الكتب، وكان أكثرها وقفا على طلاب العلم، وقد حوت نفائس الآثار ونقلت عنها أكثر مكتبات النجف فيما بعد)
صفاته وأخلاقه
عُرف الطريحي بخصال نادرة وصفات عظيمة قلما اجتمعت في رجل فقد أشتهر بالزهد والورع، وشدّة التمسّك بالدين، وكان في منتهى الخُلق والتقوى.
قال عنه عبد الله الأصفهاني: (وكان رضي الله عنه أعبد أهل زمانه وأورعهم ومن تقواه أنه ما كان يلبس الثياب التي خيطت بالابريسم، وكان يخيط ثيابه بالقطن)
وقال عنه الأب أنستاس الكرملي: (لا تستطيع براعة الكاتب أن تترجم أخلاقه الحسنة. وصفاته المستحسنة وسجاياه الحميدة، ومزاياه المجيدة أكثر مما ترجمت عن أخلاقه ومحاسنه الكتب المنشورة لأساطين العلماء ممن عاصره وتأخر عن عصره... كان جليل القدر عظيم الشأن على جانب عظيم من حسن الخلق ورزانة العقل وكرم الطباع وشرف النفس ولين الجانب. اعبد أهل زمانه وأورعهم...)
في أقوال الأعلام
وقد زخرت مؤلفات العلماء الأعلام بكلمات الثناء على شخصية الطريحي
قال عنه الحر العاملي: (فاضل، زاهد، ورع، عابد، فقيه، شاعر، جليل القدر)
وقال الشيخ يوسف البحراني: (كان هذا الشيخ فاضلاً، محدثاً، لغوياً، عابداً، زاهداً، ورعاً)
وقال الشيخ محمد حرز الدين: (كان من أظهر علماء عصره في العلم والورع والتقى والزهد والعبادة، ومن مشايخ الإجازة ورواة الحديث، وكان شاعراً أديباً مؤلفاً)
وقال الشيخ حسن البلاغي النجفي: (كان أديباً فقيهاً محدّثاً، عظيم الشأن جليل القدر رفيع المنزلة، أورع أهل زمانه وأعبدهم وأتقاهم).
وقال الشيخ عباس القمي: (العالم الفاضل المحدّث الورع الزاهد العابد الفقيه الشاعر الجليل).
وقال الميرزا عبد الله الأصفهاني: (الفاضل العالم العامل الجليل النبيل الكامل المبارك).
وقال أسد الله التستري: (عمدة الفضلاء والمفسّرين المحقّقين، وزبدة الأُدباء والمحدّثين المعتمدين، الشيخ فخر الدين).
وقال السيد محمد باقر الموسوي الخوانساري: (الشيخ الكامل الأديب، والفاضل العجيب)
وقال السيد علي البروجردي: (فاضل عالم محدّث لغوي عابد زاهد)
وقال الميرزا حسين النوري: (العالم الزاهد المتبحّر الجليل)
وقال الشيخ محمد السماوي: (كان علماً للفضل، وجبلاً للعلم، له اضطلاع بعلم العربية والرجال والفقه وغير ذلك، وكان مصنّفاً في أكثرها، وكان أديباً شاعراً تقيّاً ناسكاً)
وقال السيّد محسن الأمين: (أحد مشاهير علماء القرن الحادي عشر، روى عنه جماعة من الأئمة مثل المجلسي والسيد هاشم البحراني الذي روى عنه كثيرا في مؤلفاته وأثنى عليه. وكان متقناً في العربية والفقه والرجال أديباً شاعراً تقياً)
وقال الشيخ آل محبوبة: (هو من مشاهير علماء النجف، اجتهد فحاز السبق في كلّ من الفنون العلمية، وألّف واشتهرت مؤلّفاته اشتهار الشمس في رائعة النهار، أسّس لأُسرته مجداً خالداً، وبنا لها بيتاً قائماً بالعلم والأدب، وقد خدم الدين والمذهب خدمة جليلة)
وقال الشيخ أغا بزرك الطهراني: (وهو المحدّث الفقيه اللغوي الرجالي، المشهور بالطريحي على الإطلاق)
وقال أيضاً: (المولى الورع التقي النقي... من العلماء الأبرار العارفين بالحديث والرجال).
وقال الأستاذ الخاقاني: (عالم شهير، ولغوي معروف، وشاعر مقبول)
وقال الشيخ محمّد هادي الأميني: (من كبار الفقهاء والمجتهدين، عالم عامل محدّث رجالي أديب لغوي متتبّع عظيم، جليل القدر، رفيع المنزلة، من مشاهير العلماء واللغويين والفضلاء والشعراء والزهّاد والعبّاد، كان أعبد أهل زمانه وأورعهم)
وقال السيد جواد شبر: (الإمام الفقيه المحقق اللغوي الشيخ فخر الدين... كنت أثناء مطالعتي للمنتخب أستجلي من بعض عبارات الشيخ عظيم تمسكه بأهل البيت عليهم السلام وشدة ولائه لهم مما جعلني أعتقد انه على جانب عظيم من الولاء)
وقال الشيخ محمد كاظم الطريحي: (كان قدس سره جليل القدر، عظيم الشأن، ممثلا لمكارم الأخلاق، وعلو الهمة وشرف النفس، ولين الجانب، متحلياً بالورع والتقوى، والزهد والصلاح... مشاركا في الكثير من علوم زمانه، فقيها قوي الملكة في استنباط الأحكام وبيانها، وإماماً في اللغة لا يكاد يفوته شيء منها سواء في ذلك أصيلها ودخيلها. وعالما في الحديث واسع الرواية دقيق المعرفة في نقد الأخبار وتمييزها. وشاعراً ناثراً، واضح العبارة جزيل اللفظ، حسن الأسلوب، مرهف الشعور، مترسلا في التعبير عن أغراضه ومقاصده، صنف في مختلف الموضوعات والعلوم الشرعية واللغوية والأصول و الحديث كما أن له رسائل في بعض الفنون الأخرى، وكان في تآليفه معتنيا في الترتيب والتبويب، والتنسيق والابتكار بما لم يسبق له مثيل).
وقال المحقق السيد أحمد الحسيني: (واكب على العلم والدراسة حتى حصل على المراتب الجليلة من العلم والفضيلة والصفات النفسية العالية والملكات الشريفة الممتازة).
وقال عبد الحسين شبستري: (من مشاهير علماء العراق في القرن الحادي عشر، وكان محدّثاً، فقيهاً، مفسراً، فاضلاً، ورعاً، زاهداً، جليل القدر، رجالياً، لغوياً، أديباً، شاعراً، مؤلفا).
وجاء في كتاب معجم الشعراء العرب: (عالم شهير من علماء الإمامية، ولغوي معروف، وشاعر مقبول).
وقال عنه الأب أنستاس الكرملي: (نشأ مثال النزاهة والكمال ونال ما نال من العلوم العربية والأخلاقية والدينية والرياضية وغيرها. ومن مزاياه الخاصة إنه ما تناول فنا إلا أحرز فيه ملكة وبحث فيه وكتب وألف وصنف وأبدع... كان أمام المصنفين. وجهبذا من جهابذة الحكماء واللغويين سار ذكره سير المثل. وضربت له آباط الإبل. وهو العالم المحقق، والمحدث المدقق، واللغوي الشهير، والفقيه الذائع الصيت، والأصولي المعتبر، والكاتب المتضلع، والشاعر الحي الشعور، اتفق على فضله وغزارة علمه جميع العلماء على اختلاف طبقاتهم ومذاهبهم ونحلهم).
مؤلفاته
ألف الطريحي في الفقه والتفسير والعقائد والأدب والرجال ومختلف العلوم قال الأب أنستاس الكرملي: (وللعلامة الشيخ فخر الدين تآليف نفيسة عديدة، ومصنفات جليلة مفيدة، يقصر أبرع كاتب، وأبلغ يراعة عن وصفها حقيقة. وكان يجري مترسلا في مؤلفاته لدى أغمض المباحث وأعضل المسائل. وكل مصنفاته تشهد له بعلو كعبه وتضلعه من العلوم والمعارف)
وقال السيد جواد شبر: (وهذه مصنفاته تشهد له بطول الباع وسعة الاطلاع)
ومن مؤلفاته:
اثني عشرية الأصول وفوائد الأصول
الاحتجاج في مسائل الاحتياج
الأدلّة الدالّة على مشروعية العمل بالظن المستفاد من الكتاب والسنة
الأربعون حديثاً
الضياء اللامع في شرح المختصر النافع
الكنز المذكور في عمل الساعات والليالي والشهور
اللمع في شرح الجمع
الفخرية الكبرى
المنتخب في جمع المرائي والخطب: المسمى بالفخري نسبة إليه كتبه مرتباً ترتيباً حسناً على مجالس وكل مجلس فيه أبواب وعليه مدار الخطباء والذاكرين للإمام الحسين (عليه السلام) حتى اليوم.
النكتة الفخرية في شرح الرسالة الإثني عشرية
النكتة اللطيفة في شرح الصحيفة
إيضاح الأحباب في شرح خلاصة الحساب
تحفة الوارد وعقال الشارد
تحفة الإخوان في تقوية الإيمان
تمييز المعطوفات من الرجال
جامع المقال فيما يتعلق بالحديث والدراية والرجال
جامعة الفوائد
جواهر المطالب في فضائل علي بن أبي طالب
حاشية على المعتبر للمحقق الحلي
شرح المبادئ الأصولية للعلامة الحلي
شفاء السائل في مستطرقات المسائل
ضبط أسماء الرجال
ضوابط الأسماء واللواحق
عواطف الاستبصار
غريب الحديث
غريب القرآن
كشف غوامض القرآن
كنز الفوائد في تلخيص الشواهد
مجمع البحرين ومطلع النيرين
مجمع الشتات في النوادر والمتفرقات
مراثي الحسين كبيرة ووسطى وصغيرة
مستطرقات نهج البلاغة
مشارق النور للكتاب المشهور: تفسير مختصر للقرآن
نزهة الخاطر وسرور الناظر وتحفة الحاضر ومتاع المسافر.
وفاته ورثاؤه
توفي فخر الدين الطريحي بعد أن تجاوز عمره المائة عام أفناه في العلم والأدب وكانت وفاته في الرماحية ودفن في النجف وكان يوم وفاته يوماً مشهودا لم ير يوم أعظم منه لكثرة الصلاة عليه من المخالف والمؤالف. وقد رثاه وأرح وفاته تلميذه الشيخ محمّد أمين الكاظمي بقوله:
رزءٌ أصابَ حــــــشى الهُدى والدينِ مذ فخــــرِهِ أودى بسهمِ منونِ
عَــــــــــــــــلمٌ لهُ عِلمُ العلومِ وفضلُهُ منــــــــشورُ أعلامٌ ليومِ الدينِ
سل مجمعَ البحرينِ والــــــدررُ التي جُمعت بهِ من علمِهِ المخزونِ
وانظر لـــــــــــــــــتأليفاتِهِ وبيانِهِ الـ شافي بعينِ بصيــــــرةٍ ويـقينِ
تجـــــــدِ الهدى في فعلِهِ والحِكمَ في أقوالِهِ بالفضلِ والتبيـــــــــــينِ
لا فخرَ حيثُ تضيفُ أصحابَ الكسا أرّخ وطيداً بـــــعدَ فخرِ الدين
شعره
قال الشيخ عبد المولى الطريحي في مؤلفه المخطوط (تاريخ الأسرة الطريحية): (للشيخ فخر الدين شعر جيد كثير قد ضمن أكثره في (المنتخب) وكأنه اقتصر في شعره على المديح والمراثي لأهل البيت عليهمالسلام وأكثره في الإمام الشهيد الحسين عليه السلام، وقد وجدتُ له أرجوزة خاصة في حديث الكساء).
وقال الشيخ أغا بزرك الطهراني: (وللشيخ فخر الدين الطريحي ثلاثة دواوين: كبير، وأوسط، وصغير).
ومن شعره فيهم (عليهم السلام) قوله في رثاء الإمام الحسين (عليه السلام):
يا جدّ ذا نحرُ الحــــــسينِ مُضرَّجٌ بالـــــدمِ والجسمُ الشريفِ مُجرّدُ
يا جدّ حولي مـــــن يتامى أخوتي في الذلِّ قد سُلبوا القناعَ وجُرِّدوا
يا جدّ مِن ثـــكلي وطول مصيبتي ولما أعــــــــــــــانيه أقومُ وأقعدُ
يا جدّ ذا صدرُ الحسينِ مُرضَّضٌ والخيلُ تنزلُ مِــن علاهُ وتـصعدُ
يا جدّ ذا ابنُ الحسيـــــــــنِ مُكبّلٌ ومُغلّلٌ في قيدِهِ ومُــــــــــــــصفَّدُ
يا جدّ ذا شمرٌ يرومُ بفـــــــــــتكِهِ ذبحَ الحسيـــــــنِ فأيِّ عينٍ ترقدُ
وقوله:
يا عترةَ الهادي النبيِّ ومَن همُ عِزّي وكنزي والرجا والمفزعُ
والــــيتكمْ وبرِئتُ مِن أعدائكمْ فــــــــــأنا بغيـرِ ولائِكمْ لا أقنعُ
صلّى الإلـــهُ عليكمُ ما أحيِيَتْ فكرٌ وأوقـــــــفتِ العيونُ الهمّعُ
وقال:
وإنّي لمطويُّ الضلوعِ على جوى متى حلَّ فوقَ الجمرِ يحترقُ الجمرُ
أحـــــــــــنّ إلى أنفاسِكم ونسيمِكمْ وأذكـــــــــركمْ والصبُّ يقلقُه الذكرُ
فقربُكمُ معْ قـــــــلّةِ المالِ لي غنى وبعدكمُ مـــــــعْ كثرةِ المالِ لي فقرُ
وقال:
يا مخزنَ الوحي والتنزيلِ يا أملي يــــا مَن ولاؤهمُ في القبرِ يؤنسني
حـــــــــزني عليكمْ جديدٌ دائمٌ أبداً ما دمتُ حياً إلى أن ينقضي زمني
وقال:
طوبى لمن أضحى هواكم قصده وإلى محبّتكـم إشارةُ رمزِهِ
في قربِكمْ نيــــلُ المسرّةِ والمنى وجنـابـكـم مـتـنـزّهُ المتنزّهِ
قلـبـي يـهـيم بحبّـــــــكم تفريطه في مثلكم والله غاية عجزه
....................................................................
ترجم له:
الحر العاملي / أمل الآمل ج 2 ص 214 ــ 215 رقم 648
السيد محسن الأمين / أعيان الشيعة ج ٨ ص ٣٩٤ ــ 395
الشيخ عباس القمي / الكنى والألقاب ج 2 ص 407 ــ 408
الشيخ عباس القمي / سفينة البحار ج 5 ص 290
الشيخ عباس القمي / الفوائد الرضوية ص 348 ــ 349
الشيخ أغا بزرك الطهراني / طبقات أعلام الشيعة ص 423
عبد الله بن صالح البحراني السماهيجي / الإجازة الكبيرة ص 8 – 10
الشيخ يوسف البحراني / لؤلؤة البحرين في الإجازات وتراجم رجال الحديث ص 67 – 68
الميرزا عبد الله الأصفهاني الأفندي / رياض العلماء وحياض الفضلاء ج 4 ص 332 ــ 335
الشيخ محمد علي الكشميري / نجوم السماء في تراجم العلماء ص 107
الشيخ جعفر محبوبة / ماضي النجف وحاضرها ج 2 ص 456 ــ 457
أسد الله التستري / مقابس الأنوار ونفائس الأسرار ص 21
الميرزا حسين النوري / خاتمة المستدرك ج 2 ص 75
السيد محمد باقر الخوانساري / روضات الجنّات ج 5 ص 349 رقم 541
السيد علي البروجردي / طرائف المقال في معرفة طبقات الرجال ج 1 ص 69 رقم 181
السيد حسن الصدر / تكملة أمل الآمل ج 4 ص 206 رقم 1683
الشيخ محمد السماوي / الطليعة من شعراء الشيعة ج 2 ص 104 رقم 215
الأستاذ علي الخاقاني / شعراء الغري ج 7 ص 68
الشيخ محمد هادي الأميني / معجم رجال الفكر والأدب في النجف ج 2 ص 837 ــ 838
الشيخ محمد حرز الدين / مراقد المعارف ج 1 ص 417
الشيخ آغا بزرك الطهراني / مصطفى المقال في مصنفي علم الرجال ص 349 ــ 351
الأب أنستاس ماري الكرملي / كتاب مجلة لغة العرب العراقية ج 6 ص 723 ــ 729
الشيخ محمد كاظم الطريحي / مقدمة کتاب: تفسير غريب القرآن لفخر الدين الطريحي ج 1 ص 17 ــ 31
إسماعيل باشا البغدادي / هدية العارفين ج 1 ص 432
إسماعيل باشا البغدادي / الذيل على كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون ج 2 ص 638
محمود عادل / مقدمة كتاب مجمع البحرين ومطلع النيّرين للطريحي
خير الدين الزركلي / الأعلام ج 6 ص 337
محمد علي تبريزي الخياباني / ريحانة الأدب في تراجم المعروفين بالكنية واللقب ج 4 ص 53 - 55
السيد جواد شبر / أدب الطف ج 5 ص 118
الملّا حبيب الله الشريف الكاشاني / لباب الألقاب في ألقاب الأطياب ص 131
إليان سركيس / معجم المطبوعات العربية ج 2 ص 1845
عمر رضا كحالة / معجم المؤلفين ج 8 ص 55
السيد أحمد الحسيني / مقدمة كتاب مجمع البحرين للشيخ الطريحي بتحقيقه ج ١ ص 3 ــ 17
محمد كاظم الطريحي / مقدمة کتاب: تفسير غريب القرآن لفخر الدين الطريحي بتحقيقه وتعليقه ج 1 ص 17 ــ 31
مجلة المجمع العلمي العربي العدد 22 ص 503
عبد الحسين شبستري / مشاهير شعراء الشيعة الرقم 819
السيد إعجاز حسين النيسابوري / كشف الحجب والأستار عن أسماء الكتب والأسفار ص 37 و 141 و 352 و 488
كتاب معجم الشعراء العرب ص 359
أغا بزرك الطهراني / الذريعة إلى تصانيف الشيعة ج 1 ص 114 ــ 282 / ج 2 ص 493 ــ 494 / ج 3 ص 414 و479 / ج 4 ص 65 و69 / ج 5 ص 73 و 119 و 281 / ج 6 ص 273 / ج 10 ص 186 و219 / ج 14 ص 203 / ج 15 ص 119 و 128 / ج 16 ص 46 و48 و127 و361 / ج 18 ص 162 و165 و355 / ج 19 ص 354 / ج 20 ص 22 / ج 21 ص 12 و37/ ج 22 ص 27 و104 و 420 / ج 24 ص 115 و306
اترك تعليق