855 ــ عبد الوهاب الطُريحي (كان حياً 1076 هـ 1666 م)

عبد الوهاب الطُريحي (كان حياً 1076 هـ / 1666 م)

قال من قصيدة في رثاء الإمام الحسين (عليه السلام) تبلغ أكثر من أربعين بيتاً:

لستُ أنساهُ في (الطفوفِ) ينادي     يا لقومي وما له مِن محامِ

لــــــهف نفسي عليهِ وهوَ وحيدٌ     يـــتلظّى مِن الظما والأوامِ

لهـــف نفسي عليهِ إذ خرَّ ملقى     ومضى المهرُ ناعياً للخيامِ (1)

الشاعر

الشيخ عبد الوهاب بن محمد علي بن أحمد بن علي بن أحمد بن طريح بن خفاجي بن فياض حسيمة بن خميس بن جمعة بن سليمان بن داود بن جابر بن يعقوب الطريحي المسلمي الغريزي الأسدي، (2) عالم وأديب وشاعر من أعلام أسرة الطريحي النجفية العريقة التي أنجبت أعلام الفكر والأدب، وهو صاحب كتاب المنتخب في المراثي والخطب وأخو فخر الدين الطريحي (توفي 1085 هـ) صاحب المنتخب أيضاً حيث ألف كل منهما كتاباً بنفس الإسم.

ولد الطريحي في النجف الأشرف ونزح إلى الحلة قال عنه الشيخ محمد علي اليعقوبي:: (هو من الطريحيين الذين نزحوا من النجف إلى الحلة ولم تزل لهم فيها بقية إلى اليوم وهو أخو الشيخ الأجل فخر الدين الطريحي المتوفى بالرماحية سنة 1085 هـ من أعلام الإمامية في القرن الحادي عشر وهو صاحب المنتخب والمجمع وغريب القرآن وغيرها

ولم نقف على أثر أو ذكر لأخيه المترجم في المجاميع وكتب التراجم المتأخرة سوى أننا وقفنا على مؤلف له في مكتبة آل الطريحي سلك فيه طريقة أخيه فخر الدين في منتخبه جمع فيه الشيء الكثير من أحاديث أهل البيت وأخبار واقعة الطف التي تتلى عادة في المحافل الحسينية أيام عاشوراء وهو يصدّر تلك المواضيع بقصائد لمتقدمي الشعراء ومتأخريهم وجلّهم ممن عاصرهم أو قارب عصرهم كالسيد نعمان الاعرجي، وابن عرندس، والشفهيني، وابن حماد، وابن داغر، وأمثالهم.

وإليك نص ما قاله في آخر الجزء الأول منه: تمّ الجزء الأول من كتاب المراثي على التمام والكمال ونعوذ بالله من الزيادة والنقصان على يد العبد الذليل راجي عفو ربه الجليل عبد الوهاب بن محمد علي طريح النجفي المسلمي ووقع الفراغ من هذا الكتاب يوم الاثنين خامس عشر جمادى الأولى سنة ١٠٧٦ من الهجرة النبوية في الحلة الفيحاء... ووجدت في مجموعة مخطوطة بمكتبة البحاثة السماوي كتبت في أخريات القرن الثاني عشر وفيها قصيدة واحدة في الرثاء تنيف على الأربعين بيتاً للشيخ عبد الوهاب المذكور) (3)

ويقول السيد جواد شبر عن هذه المجموعة: (وقد استعرت هذه النسخة من الأديب البحاثة الشيخ عبد المولى الطريحي واستفدت منها) (4)

ويقول الدكتور سعد الحداد: (أهداني الأستاذ الفاضل الدكتور محمد سعيد الطريحي مؤسس مجلة الموسم ورئيس تحريرها نسخة مصورة من مخطوطة الشيخ عبد الوهاب بن محمد علي الطريحي المعنونة بـ مراثي الحسين وهي مجموعة شعرية نفيسة، وبعد فحصها ودراستها تأكد لدينا أن ما دوّن فيها من قصائد لشعراء عاصرهم أو من عصور مختلفة، وكثير منها غير منشور أو معروف..) (5)

وذكر الأستاذ ظاهر ذباح الشمري مكان إقامة الطريحي في الحلة فقال ما نصه: (ومن المستحسن أن نذكر المجالس الأدبية في محلة المهدية منها مجلس آل الطريحي وهم أسرة علمية أدبية ظهر منهم أعلام كثيرون وموقع المجلس مجاور لدار الشيخ عبد الوهاب الطريحي) (6)

يقول الطريحي في قصيدته:

أيُّها الراكبُ المجدُّ إلــــــــــى نحـ     ـوِ الإمامِ المضرّجِ الـــمُستضامِ

قِف وخُذ منّي الســــــلامَ إلى مو     لايَ ربِّ الإفضـــــــالِ والإنعامِ

فلكَ الفوزُ في المــــــعادِ ويا بُشـ     ـراكَ مِن ذي الـــجلالِ والإكرامِ

واذرفِ الدمعَ في الجفونِ ونادي     يا إمامي ويا بنَ خيـــــــرِ الأنامِ

آه واحســــــــــــــرتي لفقدِ وحيدٍ     آهِ والنحرُ منه مـــــخضوبُ دامِ

لستُ أنساهُ في (الطفوفِ) ينادي     يا لقومي وما له مِن مـــــــــحامِ

لــــــهف نفسي عـليهِ وهوَ وحيدٌ     يـــتلظّى مِن الظمــــــــا والأوامِ

لهـــف نفسي عـليـهِ إذ خرَّ ملقى     ومضى المهرُ ناعيــــــــاً للخيامِ

لهف نفسي عليهِ والشمرُ قد مكّـ     ـنَ مِن نحرِه شـــــــبا الصمصامِ

بأبي رأسُــــه المعلّى على الرمـ     ـحِ حاكى فـــــي سناهُ بدرَ التمامِ

بأبــــي الطاهرات تحدو بهنَّ الـ     ـعيسُ بــــــــــين الوهـادِ والآكامِ

والإمامُ السجادُ يرفلُ بــــــــالقيـ     ـد فوا لهفتي لذاكَ الإمــــــــــــامِ

يا ذوي البيتِ والمشاعرِ والحجِّ     ونونٍ وقـــــــــــــــــافِ والأنعامِ

أنــــــــتمُ حجَّـةُ الإلهِ على الخلـ     ـقِ وأنـــــتمْ سفنُ النجا في القيامِ

أنتمُ عدَّتــــــــي غداً في معادي     ومـــــلاذي وملجأي واعتصامي

وصلاةُ الإلهِ تُتـــــــــرى عليكم     ما حدا الركبُ فوقَ عالي السنامِ

.............................................................................

1 ــ البابليات ج 4 ص 211 ــ 212

2 ــ شعراء الغري ج 9 ص 455 / أدب الطف ج 5 ص 108 وقد نسبا القصيدة للشيخ محمد علي الطريحي ــ والد الشاعر ــ وقال السيد جواد شبر: أورد السيد الامين في الأعيان هذه القصيدة ونسبها للشيخ محي الدين بن الشيخ محمود وهو وهم. وقد اعتمدنا على نسبة اليعقوبي لها لأنه حلّيّ وأهل مكة أدرى بشعابها

 3 ــ البابليات ج 4 ص 211

4 ــ أدب الطف ج 5 ص 123 الهامش

5 ــ خطباء الحلة الفيحاء ص 60 ــ 61

6 ــ محلات الحلة القديمة دراسة تاريخية ميدانية تحليلية / مجلة جامعة بابل ص 1341

كما ترجم له:

الشیخ محمّد صادق محمّد الكرباسي / معجم خطباء المنبر الحسيني ج 1 ص 60

عبد الفتاح العايش / معجم الأدباء ج 4 ص 180

محمد هادي الأميني / معجم رجال الفكر والأدب ج 2 ص 846

المرفقات

كاتب : محمد طاهر الصفار