إلـى الإمام الحسن العسكري عليه السلام في ذكرى استشهاده..
مِنْ شُرْفَةِ الضَوْءِ في نَجْوى سَماحَتِهِ
مِنَ اعْتِكافِ المَرايا في وَضاحَتِهِ
مِنَ النَبيينَ لَوْ ذابوا بِسُمْرَتِهِ
وقَدْ أُجيزوا جَميعاً مِنْ فَصاحَتِهِ
مِنَ الموسيقى إذا ما قالَ مَوْعِظَةً
واسْتَنْشَقَ الناسُ أشْذاءَ انْشراحَتِهِ
يُطِلُّ صُبْحٌ على الشَرْقِ الذي سَمِلوا
فيهِ القلوبَ وجاروا في اسْتِباحَتِهِ
يُطِلُّ صُبْحٌ وفي فَحْواهُ أسئِلَةٌ
عَنِ القنوتِ الذي يَنْجو براحَتِهِ
مِنَ الصلاةِ الّتي لَمْ تَعْتَنِقْ لُغَةً
تُهَذِّبُ القَلْبَ، تَعْفو عَنْ وقاحَتِهِ
هوَ السَماويُّ لَمْ تَعْلَقْ بطينَتِهِ
سِوى النجومِ وبَدْرٍ في مَناحَتِهِ
بدارِهِ يَجْهَشُ التَنزيلُ أمْزِجةً
مِنَ الكمالاتِ تَسْتَسقي بباحَتِهِ
أزاحَ بالحُبِّ ما بالبُغْضِ قَدْ زَرَعَ ال
مُسْتَذْئِبونَ وخاضوا في فَداحَتِهِ
تَعَطَّرَ المُعْجَمُ القُدْسِيُّ وابْتَسَمَتْ
لَهُ الأسانيدُ، عَفَّتْ عَنْ إزاحَتِهِ
بـ"سُرَّ مَنْ لا يُرى" كانَ البلاطُ يَداً
تُحارِبُ الوَرْدَ تَسعى في إطاحَتِهِ
لكنَّهُ الغَيثُ رَدَّ القَحْطَ ساقيةً
لفِكْرَةِ الماءِ أو مَغزى إباحَتِهِ
حَدائقُ الملكوتِ المُطَلقِ انْتَبَذَتْ
مِنَ الرمالِ ملاذاً في مَلاحَتِهِ
يُخبِّئُ الرَّجُلُ النَهْريُّ نافِذَةً
للظامِئينَ وباباً في رَجاحَتِهِ
وينصَحُ الأفْقَ بالإفْصاحِ عَنْ أمَلٍ
للوالهينَ سَيأتي مِنْ مَساحَتِهِ
مجازُهُ يَلِدُ المَهديَّ مُنتَظَراً
ضِمْناً يُشيرُ إلى مَعْنى صَراحَتِهِ
يُطَببُ العالَمَ المَجْروحَ يَرفعُهُ
بالبَسملاتِ سُموّاً عَنْ جِراحَتِهِ
دينُ السلاطينِ لَمْ يقبلْ تَقَمُّصَهُ
لصورةِ الرَّبِّ لَمْ يقرَبْ لساحَتِهِ
يؤَنسِنُ المَنْطِقَ المُلتاثَ يَمنَحُهُ
وَقتاً ليُفلِتَ مِنْ فوضى قَباحَتِهِ
فهوَ السِّراجُ الإلهيُّ الّذي انعَجَنَتْ
بنورِهِ الشَّمسُ، ذابَتْ في انْقِداحَتِهِ
يَجوبُ أرْوِقَةَ التأويلِ مُرتَدِياً
أَظِلَّةَ العَرْشِ مَشّاءً بواحَتِهِ
طَرائِقُ الحَبَقِ الغَيبيِّ تَعْرفُهُ
قُطْباً وتُبْحِرُ في مَعْنى سياحَتِهِ
يُحاوِرُ القَلقَ الكونيَّ يَغْسِلُهُ
بالطمئناتِ فَلْمْ يركنْ لراحَتِهِ
هُوَ المُعَلِّمُ في التَأصيلِ مُنهَمِكٌ
كُلُّ الحداثاتِ غَرْسٌ في انزياحَتِهِ
اترك تعليق