845 ــ محمد بن أمير الحاج (توفي ١١٨٠ هـ / 1766 م)

محمد بن أمير الحاج (توفي ١١٨٠ هـ / 1766 م)

قال في فضل التربة التي احتضنت الجسد الطاهر لسيد الشهداء الإمام الحسين (عليه السلام)

تربُ (الطفوفِ) لقد حوى     شرفاً على كلِّ الترابْ

إذ حــــــــــــــــلَّ فيه سيدٌ     يُدعــى أبوه أبو ترابْ (1)

الشاعر

السيد محمد بن الحسين بن محمد بن محسن بن عبد الجبار بن إسماعيل بن عبد المطلب بن علي بن فاخر ابن أسعد بن أحمد بن علي بن أحمد بن علي بن أحمد ــ أمير الحاج ــ ابن محمد ــ أمير الحاج لأكثر من عشرين سنة ــ ابن محمد الأشتر ــ أمير الحاج بالكوفة ثمان سنين ــ ابن عبيد الله بن علي الرضا ابن عبيد الله الأعرج ابن الحسين الأصغر ابن الإمام زين العابدين علي بن الحسين عليه السلام (2)، ولد في النجف الأشرف وتوفي ودفن فيها. (3)

قال عنه السيد محسن الأمين: (كان عالماً فاضلاً أديباً شاعراً تلمذ على السيد نصر الله الحائري ومدحه تلمذ على السيد نصر الله الحائري ومدحه وله الآيات الباهرات في مدائح النبي والأئمة عليه وعليهم الصلوات شعر جعل فيه لكل معصوم تسع منظومات ذكر في كل واحدة منها آية بالشعر أو الرجز أو الموشح أو المقامة...) (4)

وقال عنه الشيخ محمد السماوي: (كان فاضلاً في العلوم، مشاركاً في الفنون، حسن المنثور والمنظوم..) (5)

وقال عنه السماوي أيضاً في أرجوزته:

وكـــالهمامِ ابنِ أميرِ الحاجِ     مـحمدٍ بدرِ الهدى الوهَّاجِ

تـــلميذه الثاني الذي قد أمّه     وصنَّفَ المصنفاتِ الجمّة

له بسبطِ المصطفى زواهرْ      فهوَ به قد أرَّخوه (ظافر) (6)

وقال عنه السيد سلمان هادي الطعمة: (الأديب الجليل الشاعر الماهر..) (7)

له من الدواوين: (نفثات المصدور في تذكرة شموس الدين والبدور) وهو يحتوي على ٣٨ قصيدة كل قصيدة عبر عنها بنفثة

(الآيات الباهرات في مدائح النبي والأئمة عليه وعليهم الصلوات) جعل فيه لكل معصوم تسع منظومات ذكر في كل واحدة منها آية بالشعر او الرجز أو الموشح أو المقامة.

(تاريخ نور الباري) قال فيها:

سمَّيتُ ما قد برقتْ أشعاري     بلمعةٍ تاريخَ نورِ الباري

وله شرح ميمية أبي فراس الحمداني وقد طبع هذا الشرح تحت عنوان: (شرح شافية أبي فراس في مناقب آل الرسول ومثالب بني العباس) (8)

وقد أهدى ديوانه الآيات الباهرات إلى أستاذ السيد نصر الله الحائري (9)

شعره

قال في أعمار الأئمة (عليهم السلام):

المرتضى روضُ التقى ونورُه     ريحانُ ياسينِ الحسينِ لأحمدِ

والـــــعابدُ الذي حوى صحيفةً     كــــــالوردِ وردِ كلِّ ذي تعبُّدِ

والبـــاقرُ الذي بغيرِ علمهِ ريا     ضُ أهــــــــــلِ العلمِ لم تُورَّدِ

طه ونـــــــــونُ البيِّناتِ منهما     كعمرِ كلٍّ منـــــــــــهمُ بالعددِ (10)

وقال في نفس الغرض:

حيدرةٌ ثمَّ الحســـــــــــينُ شبِلاً     والندبُ زينُ العابدينَ القسورُ

والباقرُ الـــــــعلمِ الذي علومُه     كــالروضِ بين العلماءِ تـزهرُ

يا دهرُ لا عُمِّرتَ بعدَ عمرِهمْ     وفيـــــــــــــكَ لا تَهَنّأ الـمعمرُ

الــــــدهرُ دوحٌ والأنامُ شوكةٌ     وآلُ طهَ وردُه الــــــــــــمعطّرُ

فلا جـــرى الماءُ بعودٍ بعدهمْ     ولا صــــفتْ للواردينَ الأنهرُ

عــــــــــمرُ كلٍّ منهمُ بعدّةِ الـ     آيـــــــــــاتِ مِن يا أيُّها المدثّرُ (11)

وقال في أبي الفضل العباس (عليه السلام):

بذلتَ أيا عــــــــــــــباسَ نفساً نفيسةً     لـــــنصرِ حسينٍ عزَّ بالجدِّ عن مثلِ

أبيــــــــــــتَ التذاذَ الماءِ قبلَ التذاذِهِ     وحسنُ فعالِ المرءِ فرعٌ عنِ الأصلِ

فــــأنتَ أخو السبطينِ في يومِ مفخرٍ     وفـي يومِ بذلِ الماءِ أنتَ أبو الفضلِ

بروحي فتىً واسى الحسينِ بروحِهِ     وجيـــشُ ابنِ سعدٍ حلَّ بالوعدِ والقتلِ (12)

وقال:

ما شمألُ الصبحِ من هيفاءِ عاطرةٍ     تـــــــــمرُّ بي بين أنهارٍ وأزهارِ

عـندي بأحسنِ مِن ناعٍ بجنحِ دجىً     يرثي الحسينَ بلا لحنٍ بأشعاري (13)

وقال في ولادة الإمام الحسين (عليه السلام):

غداةَ زها في الكونِ ريحانُ أحمدٍ الـ     ـحـــسينِ الذي فيه الورودُ تعطرُ

فــــــــــــرحتُ بلا همٍّ بتاريخِه الذي     بروسِ الحواميم الرياحينِ تزهرُ (14)

وقال في زيارة الأربعين:

بقربِ غداةِ الأربعينَ تقفّلتْ     على السيدِ المذبوحِ أبوابُه القدسُ

فــما قفلتْ إلّا لتنصبَ للعزا     به أمُّه الــزهراءُ أحزانَها الرأسُ (15)

وقال في تجديد رواق الروضة الحسينية المطهرة عام 1172 هـ:

شادوا رواقَ حـــائرِ الـ     ـسبطِ الفـــتى المقدّسْ

ريحـــانَ مَن بالوردِ ليـ     ـسَ مِــــن شذاهُ أنفسْ

أعنــــي الحسينَ مَن به     عــــافى الإلهُ فطرسْ

ونـــالَ مِن ريشِ الأميـ     ـنِ جبرئيلُ مــــــلبسْ

وضاءَ في الأكوانِ كالـ     ـصبــــــــحِ إذا تنفّسْ

مــــديحُه لم يخصُ في     يــــــــراعـةٍ وقرطسْ

زائـــــــــرُه ببحرِ لطـ     ـفِ ذي الجلالِ يغمسْ

إجابةُ الـــــــــــــذي به     يـــــدعوه ليسَ تُحبسْ

مِن تربِه الشفـــــاءُ للـ     ـداءِ الــــعضالِ تيبسْ

أكرمْ به من حـــــــائرٍ     للخلقِ فـــــــيه مأنسْ

ففيهِ أمـــــــلاكُ السما     ءِ لم يزلْ مـــــــغرّسْ

كمْ لسنٍ مِـــــن الطغا     ةِ فيه صارَ أخـــــرسْ

وكــــــمْ رئيسٍ رأسُه     لـــــلأرضِ فـيه نكَّسْ

صلِّ له وأرّخـــــــنْ     على الـــــــتقى تأسَّسْ (16)

وقال:

حسينٌ بنا إذ ضاقَ رحبٌ مِن الدنا     وحـــاقَ بنا للفادحاتِ نزولُ

بقبــــــــــــرِكَ لذنا والقبورُ كثيرةٌ     ولكنَّ مَن يحمي النزيلَ قليلُ (17)

وقال:

ولادةُ الحسينِ مَن     إلى الهدى هَدى المللْ

دلَّ عـلى تاريخِها     ألـدالُ من صادِ الأجلْ (18)

وقال:

زائـــــرُ السبطِ هنا ألقِ العصا     نـــلتَ ما قد رمتَ مِن قرةِ عينِ

فاخلعنْ نعليكَ في وادي طوى     وادخلِ الجناتِ مِن عندِ الحسينِ (19)

وقال:

لـذبحِ الحسينِ الطهرِ نفسي تمزّقتْ     بأسيافِ أشجانٍ لقد هدّمتْ ركني

فأنَّتْ وصاحتْ ذا الأنينِ إلى متى؟     فـــــــــقلتُ لها إنّي فتاريخُه إنّي (20)

وقال:

لــــــحسينٍ قد بكا القرآنُ إذ     كانَ عليه ترجمــــــــانُ الثقلينْ

بي احتراقٌ زادَ في تاريخِه     نقّط المصحفَ دمعٌ في الحسينْ (21)

وقال:

الله أكبـــــــــــر لاحَ قر     صُ الشمسِ في أرضِ الغري

أمْ قــــــــــبةُ الفلكِ الذي     فـــــــــــــيها أضاءَ المشتري

أمْ طورُ سينـــــاءَ الكليـ     ـمُ به كبدرٍ نــــــــــــــــــــــيّرِ

بلْ قبّةُ الـــــــنبأ العظيـ      ـمِ وصـــــــــــهرِ طه الأطهرِ

قـــــــد رِيمَ في تذهيبِها     زيَّاً وحسنُ المـــــــــــــــنظرِ

هيَ قطبُ دائرةِ الوجو     دِ وشـــــــــــــمسُ كلِّ الأدهرِ

فلذا دعا تاريخــــــــها     الشمسُ قبَّةُ حيــــــــــــــــــدرِ (22)

ومن البديع قوله في قبّة الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه‌ السلام):

شـــــــــبّهتُ قبّةَ حيدرٍ     إذ ذهّبـــــتْ ومنارتين

بالنجمِ، بل بالبدرِ، بلْ     بالشمسِ، بل بالفرقدينْ (23)

وقال في الإمام زين العابدين (عليه السلام):

فمـزارُ مَـن أرجوه عنـ     ـي يـــبعدُ النكباتِ شطْ

النــدبُ زيــــنُ العابديـ     ـنَ مَن ارتجاهُ فما غلطْ

مولــىً بمغناهُ اغتـــدى     يوماً يصلّي في الوسطْ

والباقــرُ العلـــمِ المقــدّ     سِ كـانَ طفلاً ما نشـطْ

فحبـا إلـــى بـئــرٍ هنــا     كَ عميقــةٍ فيهـــا سقطْ

لمّـــــــا رأتــــه أمُّــــه     صاحتْ ومدمعهــا نبطْ

فأتته نحـوَ البئــرِ تضـ     ـربُ نفسَهــا ممــا هبطْ

وعنِ الصلاةِ العابدُ الـ     ـسجّادُ مـا دانى الشططْ

حتــى أتـــــمَّ صلاتَــه     كمـلاً كما الباري شرطْ

وبراحتيــهِ مِــن الميـا     هِ الباقــرُ العلــمِ التقـــطْ

لا المرطُ منه ابتلَّ مِن     مـاءٍ ولا الأعضاءُ قــطْ (24)

......................................................

1 ــ أدب الطف ج 5 ص 294 / ديوان القرن الثاني عشر ج 1 ص 138

2 ــ الذريعة ج ١ ص ٤٤ 

3 ــ أعيان الشيعة ج ٩ ص ٢٥٩

4 ــ نفس المصدر والصفحة

5 ــ الطليعة من شعراء الشيعة ج 1 ص 508

6 ــ مجالي اللطف بأرض الطف ص 76

7 ــ شعراء كربلاء ج 4 ص 195

8 ــ أدب الطف ج 5 ص 291 الهامش ــ 292

9 ــ شعراء كربلاء ج 4 ص 195 عن الذريعة للطهراني

10 ــ ديوان القرن الثاني عشر ج 1 ص 330

11 ــ ديوان القرن الثاني عشر ج 2 ص 44 عن ديوان الشاعر ص 8

12 ــ أدب الطف ج 5 ص 291 / أعيان الشيعة ج ٩ ص ٢٥٩

13 ــ ديوان القرن الثاني عشر ج 2 ص 115 عن ديوان الشاعر ص 37

14 ــ ديوان القرن الثاني عشر ج 2 ص 136

15 ــ ديوان القرن الثاني عشر ج 2 ص 150 عن ديوان الشاعر ص 33

16 ــ ديوان القرن الثاني عشر ج 2 ص 154 عن ديوان الشاعر ص 310

17 ــ ديوان القرن الثاني عشر ج 2 ص 310 عن ديوان الشاعر ص 37

18 ــ ديوان القرن الثاني عشر ج 2 ص 349 عن ديوان الشاعر ص 8

19 ــ ديوان القرن الثاني عشر ج 3 ص 164عن ديوان الشاعر ص 37

20 ــ ديوان القرن الثاني عشر ج 3 ص 165 عن ديوان الشاعر ص 8

21 ــ نفس المصدر ص 166 عن ديوان الشاعر ص 8

22 ــ أدب الطف ج 5 ص 293

23 ــ نفس المصدر ص 394

24 ــ الطليعة من شعراء الشيعة ج 1 ص 508

كما ترجم له:

محمد علي تبريزي / ريحانة الأدب في تراجم المعروفين بالكنية واللقب ج 7 ص 392

الشيخ عبد الحسين الأميني / شهداء الفضيلة ص 227

كامل سلمان جاسم الجبوري / معجم الأدباء ج 5 ص 261

كوركيس عواد / معجم المؤلفين العراقيين ج 9 ص 258

جعفر محبوبة / ماضي النجف وحاضرها ج 1 ص 66

محمد هادي الأميني / معجم رجال الفكر والأدب ص 791

المرفقات

كاتب : محمد طاهر الصفار