عظيم العظماء

في ذكرى رحيل النبي الأعظم محمد صلى الله عليه وآله وسلم.. 

بكَ يَستَظِلُّ المُؤمِنونَ نَبِيّا

يا مَن تَظَلّلَ بالسَّحابِ فَتِيّا

أَنتَ للأرواحِ ماءْ .. يا عَظيمَ العُظَماءْ 

مِنْ بَعدِما في الأَرضِ كَفُّ الشَّرِّ أَشّر

وَراحَ يَذوي وَرَقُ الأرواحِ واصفَر

أَتيتَ يا ماءَ الهُدىٰ للناسِ كَوْثَر

وباسمِك الإنجيلُ كالتوراةِ بَشَّر

أمُحَمَّدٌ مِنكَ الوُجودُ أَضاءا

ما شِئتَ إلّا ما إِلهُكَ شاءا

يا ضِياءً للضّياء .. يا عَظيمَ العُظَماءْ

عَظائِمُ الخَلقِ عَلى بابِكَ رُكَّع

والكَونُ يا مُدَّثِّرًا فيكَ تَلَفَّع

ما عَهِدَت كَشَمسِكَ الأَكوانُ أَجمَع

تَطلَعُ مِن غارِ حِراءٍ أَيَّ مَطلَع !

قَد كُنتَ في حِجرِ الإِبا مَكفولا

وَلِكُلِّ أَحرارِ الأَنامِ كَفيلا

يا مَلاذَ الضُّعَفاءْ .. يا عَظيمَ العُظَماءْ

ذاتُكَ جَبّارُ السَّما سِرًّا بَراها

فَتًى يتيمًا صِرتَ للدُّنيا أَباها 

وَصَدرُكَ الطّاهِرُ فيهِ الصَّبرُ تاها

كُلُّ جِراحِ الخَلقِ يا طه حَواها

حُرٌّ تَرومُ تَحَرُّرَ الإِنسانِ

مِن قَبضةِ العِصيانِ والطُّغيانِ

لِسُمُوٍّ وَارتِقاءْ .. يا عَظيمَ العُظَماءْ

رَبُّكَ أولاكَ مَقامًا لَيسَ يُدرَك

طُرًّا عَلى كُلِّ الوَرىٰ فَضَّلَ قَدرَك

خاطَبَكَ اللهُ (رَفَعنا لَكَ ذِكرَك)

وَمِثلَ موسىٰ بِعَلِيٍّ شَدَّ أزرَك

طَوعًا لِما شِئتَ الدُّنىٰ مَجراها

وَتَبيتُ لَيلَكَ طاوِيًا يا طه !

يا حبيبَ الفُقَراءْ .. يا عَظيمَ العُظَماءْ

لِلعالَمينَ إنَّما أُرسِلْتَ رَحمَة

لَهفي لِما صُبَّت عَليكَ شَرُّ نِقمَة 

حَتّى إِذا ما جاحِدٌ سَقاكَ سُمَّه

خانَت وَما صانَت شِرارُ النّاسِ حُرمَةْ

جافَوكَ وانقَلَبوا أَبا الزَّهراءِ

فَكَأَنَّما أَوصَيتَهُم بِجَفاءِ 

يا غَريبَ الغُرَباءْ .. يا عَظيمَ العُظَماءْ 

غالوكَ في ضِلعِ البَتولِ الطُّهرِ كَسرا

غالوكَ في هام وَلِيِّ اللهِ طبرا

غالوكَ كِبْدًا فيه سُمُّ اللّؤمِ أَسرى

غالوكَ نَحرًا راحَ بالأَسيافِ يُفرى

أَبكي بَنيكَ الغُرَّ رَهنَ الحَتفِ

أبكي بناتَكَ تُستَبىٰ في الطَّفِّ

أَوَهَل يُجدي بُكاءْ .. يا عَظيمَ العُظَماءْ 

المرفقات

شاعر : مثيل جبار الزيدي