830 _ أحمد زين الدين الإحسائي (1166 ــ 1241 هـ / 1753 ــ 1826 م)

أحمد زين الدين الإحسائي (1166 ــ 1241 هـ / 1753 ــ 1826 م)

قال من قصيدة في رثاء الإمام الحسين (عليه السلام) تبلغ (75) بيتاً:

فَكُلُّ أرْضٍ ويـومٍ (كربلَاءُ) وَعَا     شُورَا وشَــخْصُكُمُ لِي نصْبَ رائينَا

يَا سَــادَتي عَبْدُكُمْ يَبْكي مَصَابَكُمُ     لَـــــــهُ مَدامِعُ تَحْكِي الهُطَّلَ الجُونَا

مِنْ نُــــــونِ مُقْلَتِه في نَظْمِ قٰافِيَةٍ     رَوِيُّهَــــــــا النّونُ فيكم يَا بَنِي نُونَا (1)

وقال في رثائه (عليه السلام) أيضاً من قصيدة تبلغ (87) بيتاً:

حَلَّ الحَقيقاتِ بهِمْ ظَاهِراً     وباطِـــناً حَتَّي اَتَى (كَرْبَلا)

فجـالَتِ الْاَعْدَا عليهِمْ بِهَا     مِن كُلِّ وِجْهةٍ فَسَدُّوا الْفَضَا

فجالَـــــــدُوهُمْ دونَهُ فِتْيَةٌ     شُـــوسٌ بَهاليلُ اُسُودُ ٱلشَّرَا (2)

ومنها:

وكُلُّ بُقْعـــــــــــةٍ بها قَبْرُهُ     فَـ (كَرْبَلا) كُـــــــــلَّ مَكانٍ تُرَى

وكـــــــــلُّ يومٍ يومُهُ دَائِماً     نَغّصَ شِرْبَ الْمَا على مَنْ وَعَى

والسَّيْفُ يفرِي نحرَهُ بَاكِياً     والرمحُ ينعى قائمـــــــــاً وانثِنَى

وقال من قصيدة رباعية تبلغ (164) بيتاً:

لهفِي لــهُ لَمّا اَناخَ (كرْبَلا)     بفِتْيَةٍ وأيِّ فِتْيَـــــــــــــــــــةٍ عَلا

شأنُهُــــمُ عُلاً ومجْداً زُحَلَا     وقدْ سمَوْا اِنْ حَاربوا أسْدَ الشَّرَا

قــــــــادَتْهُمُ امُّ ‌حَبَوْكرٍ وهمْ     قُـــــــــوَّادُهَـا نحو العِدَا عادَتُهُمْ

فما لَها في قودِهَا لا مَا لهُمْ     أسْدُ شَــــــراً قدِ ٱسْتَحَقُّوا الظَّفَرَا (3)

ومنها:

صِحْنَ عليهِ وا قتيلَ (كرْبَلَا)     وَا كهْفَنَا حَامِي الحِما عالي الذُّرَا

ويَا حبيبَ حَيْدَرٍ والمُصْطَفَى     وآلِهِ المُسْتَكْملـــــــــــــين الشَّرفا

ويا جريحاً يا ذبــيحاً مِنْ قَفَا     ويا طـــــــــريحاً فِي الفلا مُعفَّرَا

ويا فريداً يا غسيــــلا بالدِّما     ويا طريداً يـــــــــــا قَتيلاً بالظَّمَا

ومنها:

ولَوْ تراهُ في بقاعِ (كربَلا)     مُــــجَدَّلاً بِقَاعِ كربٍ وبَلَا

كـــــفّنَهُ سافِي الفَلا مغسَّلاً     بالدَّمِ في مَصْرعِه مُنْعَفِرَا

ولو تراهُ وهو فيها حاصِلُ     تخبــطُهُ بنَعْلِهَا الصَّوَاهِلُ

وحالُـــهُ لَا مَا علمتَ حائِلُ     فصَــــدْرُهُ كظهرِهِ تكسَّرَا

ومنها:

وسيَّــــروا الأيتامَ والأيَامَى     وَخَلَّفُوا في (كربلا) الاِمَامَا

لــــــهُنَّ نوحٌ تُشْبِهُ الحَمامَا     عــوارِياً مِنْ فوقِ كُلِّ ادْبَرا

فلَوْ ترَى والطَّاهراتُ حُسَّرُ     كُــــــــنَّ كأنَّ وجْهَ كُلٍّ قَمَرُ

وقال من أخرى تبلغ (93) بيتاً:

وَقُلْ يا رسولَ اللّٰهِ من أرضِ (كربَلا)     اَتيْتُكَ اَسْــــــــعَى مستَغٖيثاً وَناعِيَا

حَـــــــــــبيبُكَ ملقىً فِي التُّرابِ مُعَفّرٌ     تجـــــــرُّ عليهِ ٱلذّارياتُ السَّوافِيَا

وتخبِطهُ الــــــــجردُ العِتاقُ وانْتَ ما     قَدرْتَ على اَنْ تسمعَ السِّبْطَ باكِيَا (4)

ومنها:

سمِعتُمْ بما قد صارَ في طفِّ (كربلَا)     مصـــــارعُ اَطْيابٍ قَرُبْنَ مَثاوِيَا

فلِلّٰهِ اِنْ فيها اُريـــــــــــــــقَتْ دِمَاؤُكُمْ     فَقد كانَ ذَاكَ التّربُ طيباً وشافِيَا

وَاِنَّ لكُمْ فوقَ النِّياقِ لدى الْــــــــــعِدَا     يَــــــتامَي وحسرى ثُكّلاً وبَواكِيَا

ومن أخرى تبلغ (66) بيتاً:

لَدَى الـسَّبْيِ والهفَي لها وَرِجٰالُهُمْ     لوحش الفَلا والطيرِ في (كربلا) جَزْرُ

فمَنْ مُبْلِغٌ عَنّي جُسوماً بـ(كربَلَا)     كَــــــــسَتْهَا ٱلسَّوافي اَدْرُعاً ما لَها زَرُّ

تـــدُقُّ قَراها الشّامساتُ برَكْضِها     عَلَيْهَا إلى اَنْ حُـــــطِّم الصَّدْرُ والظَّهْرُ (5)

ومنها:

يُسَارُ بهِمْ مِنْ (كَرْبلاءَ) لِجُـــــلّقٍ     علَى اَيْنُقٍ يُرْمَى بِهَا السهلُ والوعرُ

فأين النّساءُ الفَاطميّاتُ وَالــسُّرَى     وأيـــــــــن اليتامَى والاِهانةُ والشَرُّ 

سلامي عليها في العناء وحُرْقتي     وذلك مجـــــــــهودُ المقصِّرِ وَالْقَدْرُ

ومن أخرى تبلغ (129) بيتاً:

مصيبة مـــولاي القتيلِ بـ(كربلا)     قتــــيلِ النَّوا ثم القَنا والقَواضبِ

ألـــــــــــهفي عليه وَالمنايا تسوقه     وأصحابه من فوقِ غرِّ النجايبِ

ألهفي له بين العِدا يشتكي الصَّدى     فريداً غـدا من فقدهِ كلّ صاحبِ (6)

ومن أخرى تبلغ (77) بيتاً:

واِنَّ لهُمْ في (كربلاءَ) مُعَرَّساً     يُطَـالِبُ في مَزْجِ المَدامعِ بالدَّمِ

غَـداةَ اَناخَ السِّبْطُ فيها بصَحْبه     وأهْـليهِ والْاَقْدارُ بالحُرِّ تَرْتمي

يـــقودُهُمُ حيثُ المنايا تَسوقهُمْ     فيَسْتَبِقُونَ الحربَ مِنْ كُلِّ مُعْلِمِ (7)

الشاعر

الشيخ أحمد بن زين الدين بن إبراهيم بن صقر بن إبراهيم بن داغر بن رمضان بن راشد بن دهيم بن شمروخ آل صقر المطيرفي الإحسائي (8)، الملقب بـ (الشيخ الأوحد)، و(شيخ المتألهين)، عالم وأديب وفيلسوف، ولد في قرية المطير في الإحساء، ونشأ على حب العلم، فدرس مبادئ العلوم الدينية على يد والده الشيخ زين الدين والشيخ محمد بن محسن الإحسائي، والشيخ عبد الله بن دندن المبرزي، والسيد قطب الدين الشيرازي.

في العشرين من عمره هاجر الإحسائي إلى كربلاء وفيها درس على يد كبار العلماء منهم الوحيد البهبهاني، والشيخ أغا محمد باقر، والسيد محمد مهدي الشهرستاني، والسيد علي محمد الطباطبائي (صاحب كتاب رياض المسائل). والشيخ حسين بن محمد آل عصفور والشيخ أحمد الدمستاني، والشيخ موسى كاشف الغطاء والشيخ أحمد بن محمد آل عصفور، والشيخ محمد حسن القطيفي.

ثم سافر إلى النجف الأشرف، وفيها حضر أبحاث الشيخ جعفر كاشف الغطاء، والسيد محمد مهدي بحر العلوم، ثم غادر العراق إلى مسقط رأسه إثر الطاعون الجارف، وتزوج في قريته ثم انتقل إلى الهفوف ثم إلى البحرين وسكنها أربع سنين، وفي سنة (١٢١٢ هـ / 1797 م) عاد إلى العراق فزار العتبات المقدسة ثم انتقل إلى البصرة فسكن في محلة (جسر العبيد) والحبارات والتنومة والنشوة، وفي عام (1222 هـ / 1807 م) غادر العراق إلى إيران لزيارة الإمام الرضا (عليه السلام) وبعد الزيارة سكن يزد وكرمانشاه وفيها عُيِّن إماماً وخطيباً ومدرِّساً دينياً ومرجعاً للتقليد وكان يلقي محاضراته في مسجد دولتشاه في مدينة كِرمانْشاه، ثم توجه إلى طهران بدعوة من السلطان فتح علي شاه القاجاري فبقي فيها لمدة عامين، وتنقل بين مدن إيرانية أخرى منها قزوين وقم وطبس وأصفهان التي كان الأحسائي يؤم صلاة الجماعة في مسجد الشاه فيها، ثم عاد أدراجه إلى كربلاء واشتغل بالتدريس وكان يُدَرٍّس أصول الفقه وأصول الدين والحديث والتفسير والفقه، ومن كربلاء توجه إلى مسقط رأسه للحج، ولكنه لم يصل إليه فقبل وصوله إلى المدينة المنورة وافاه الأجل في منطقة يقال لها (هدية)، فنقل للمدينة ودفن بالبقيع مقابل بيت الأحزان. (9)

وقد رثاه الشاعر الشيخ عبد الحسين شكر بقوله:

لأحمدَ نجلِ زينِ الدينِ نورٌ      حكى خيرَ الورى والغرَّ آله

ومن كملتْ زجاجته صفاءً     به أبــــــــدى الإلهُ لنا جماله (10)

وذكر الشيخ عباس القمي أنه عندما زار قبره وجد مكتوباً عليه:

لزينِ الدينِ أحمدَ نورُ علمٍ     تضيءُ به القلوبَ المدلهمة

يريدُ الجاحدونَ ليطــفـئوه     ويـــــأبـى اللهُ إلّا أن يُـتـمّـه (11)

أجيز الإحسائي من قبل العديد من العلماء بالرواية يقول الشيخ علي البحراني: (وقد وقفت على أكثر إجازاتهم له وفيها تفخيم له عظيم وله الإجازة من جملة من المشائخ العظام وأساطين الإسلام منهم السيد السند مهدي بحر العلوم، ومجدد آثار الإيمان والرسوم السيد محمد مهدي الطباطبائي، والسيد الأجل السري السيد مير علي الطباطبائي صاحب الرياض، والشيخ الأفخر الشيخ جعفر كاشف الغطاء، وابنه الأجل الأنور الشيخ موسى، والعلامة المشهور الشيخ حسين آل عصفور، وأخيه الأسعد الشيخ أحمد ابن الشيخ محمد آل عصفور، والسيد الأجل الأمجد السيد محمد مهدي الشهرستاني، والفاضل الأمجد الشيخ أحمد ابن العالم الرباني الشيخ حسن الدمستاني وغيرهم) (12)

كما قام الدكتور حسين علي محفوظ ــ أستاذ علوم الحديث والرجال في كلية أصول الدين ــ بجمع ست من هذه الإجازات وعلق عليها وشرحها (13)

كما أجيز إضافة إلى هؤلاء العلماء الأعلام من قبل الشيخ: محمد بن حسين بن أحمد بن عبد الجبار القطيفي، وعبد الله بن معتوق القطيفي، والوحيد البهبهاني. (14)

أما تلامذته والراوون عنه فمنهم: إبراهيم الكرباسي صاحب الإشارات والسيد كاظم الرشتي، محمد بن حسين المامقاني، حسن كوهر الحائري، عبد الخالق اليزدي، السيد عبد الله شبر، إبراهيم بن عبد الجليل التبريزي، أبو الحسن بن محمد حسين التنكابني، أحمد التبريزي وجعفر البرغاني، حسين بن عبد العلي الكرماني، رجب علي الطوسي، عبد الخالق بن عبد الرحيم اليزدي، عبد الرحيم القرة باغي، عبد الكريم السرابي، زين العابدين الخوانساري، عبد المطلب بن محمد حسن الأصفهاني، عبد الوهاب القزويني، علي بن إسماعيل القزويني، علي الأردوبادي، علي النوري، محمد علي البرغاني، علي بن محمد رضا التبريزي، كاظم بن علي نقي السمناني، كاظم بن قاسم الحسيني الرشتي، محمد حسن البافقي، محمد حمزة كلائي شريعتمدار، محمد علي بن محمد اليزدي، محمود نظام العلماء التبريزي، مجذوب علي شاه، مرتضى بن محمد أمين الأنصاري، مشهد بن حسين الشبستري، هادي بن مهدي السبزواري، إبراهيم بن مهدي آل عرفات، أحمد بن محمد آل عصفور، أحمد بن صالح آل طوق، حسين بن عبد القاهر التوبلي، حسين بن علي أبو خمسين، عبد الله بن إبراهيم العيثان، عبد علي بن محمد آل عبد الجبار البحراني، مال الله بن محمد الخطي القطيفي، محمد بن عبد علي آل عبد الجبار، مهدي بن أحمد الأحسائي، أسد الله الكاظمي، محسن الأعرجي، شفيع التبريزي

كما أجاز بالرواية عنه: أحمد المحسني، جعفر بن هادي الكاظمي، عبد علي البحراني، محمد رضا الكرباسي، محمد تقي النوري، محمد تقي الحسيني، محمد حسن النجفي، ابنيه محمد تقي الأحسائي، علي نقي الأحسائي، محمد إبراهيم الكرباسي (صاحب كتاب الإشارات)، الشيخ محمد حسن (صاحب الجواهر) وغيرهم وقد عد منهم أكثر من مائة تلميذ (15)

مؤلفاته:

عرف الشيخ أحمد الأحسائي بتنوع مؤلفاته وكثرتها فكتب في الأدب بفروعه من نحو وصرف وبلاغة وعروض، كما كتب في المنطق وفي الرياضيات من حساب وهندسة وهيئة وفلك، وفي الفقه والأصول والتفسير والحديث، والأخلاق والتاريخ، والحكمة الإلهية والفلسفة، والكلام والعقائد وغيرها.

وقيل بلغت مؤلفاته (173) كتاباً ورسالة (16) ومن أهم مؤلفاته (حياة النفس في حضرة القدس أو حياة اليقين في أصول الدين) الذي ترجم إلى الفارسية، (الاجتهاد والتقليد، رسالة مختصرة)، (أحكام الكفار)، (أسرار الصلاة)، (الإصفهانية)، (أصول الدين، بالفارسية)، (الإيمان والكفر)، (تجويد القرآن)، (تفسير جوامع الكلم الإلهية، في الأخلاق)، (تفسير سورة التوحيد، رسالة مبسوطة)، (تفسير سورة الدهر ومسائل أخرى)، (الجنة والنار وتفاصيل أحكامها)، (الحاشية على شرح العرشية)، (حجية الإجماع)، (حقيقة الرؤيا وأقسامها)، (الحيدرية في الفروع الفقهية)، (خمس خطب)، (رسائل في السير والسلوك إلى الله تعالى)، (الرسالة الحملية في أحكام التقية)، (شرح الزيارة الجامعة الكبيرة ــ 4 مجلدات)، (صراط اليقين في شرح تبصرة المتعلمين)، (العصمة)، (الفقر)، (فوائد جليلة من أمهات المعارف الإلهية)، (الفوائد الحكمية الإثني عشرية)، (المعراج والمعاد)، (معرفة النفس)، (وسائل الهمم العليا في جواب مسائل الرؤيا)، (موسوعة جوامع الكلم ــ 11 مجلد)، (كشكول الشيخ أحمد الأحسائي)، (الفلسفة وعلم الكلام) وقد عد منها السيد لأمين 102 مؤلف (17)

قالوا فيه

قال عنه السيد جواد شبر: (كان من العلماء الراسخين في العلم، والفلاسفة الحكماء العارفين المتأهلين المطلعين..) (18)

وقال الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء: (والحق أنه رجل من أكابر علماء الإمامية وعرفائهم، وكان على غاية من الورع والزهد والاجتهاد في العبادة كما سمعناه ممن نثق به...) (19)

وقال الشيخ عبد الحسين أحمد الأميني: (أحد فطاحل العلماء يروي عن سيدنا بحر العلوم والشيخ كاشف الغطاء ...) (20)

وقال الميرزا محمد باقر الخوانساري: (ترجمان الحكماء المتألهين، ولسان العرفاء المتكلمين، غرة الدهر وفيلسوف العصر، العالم بأسرار المباني والمعاني، شيخنا أحمد بن الشيخ زين الدين بن الشيخ إبراهيم الأحسائي، لم يُعْهد في هذه الأواخر مثله في المعرفة، والفهم والمكرمة والحزم، وجودة السليقة وحسن الطريقة وصفاء الحقيقة، وكثرة المعنوية والعلم بالعربية والأخلاق السنية والشيم المرضية والعلمية والعملية، وحسن التعبير والفصاحة ولطف التقرير والملاحة، وخلوص المحبة والوداد لأهل بيت الرسول الأمجاد …) (21)

وقال الشيخ عباس القمي: (الحكيم المتأله، الفاضل العارف العالم العابد، المحدث الماهر والشاعر...) (22)

وقال الشيخ علي البحراني: (العالم العلامة، الفاضل الفهامة، الوحيد في علم التوحيد وأصول الدين... وحاله أشهر من أن يذكر وأظهر من أن يشهر …..) (23)

وقال الشيخ عبد الله نعمة: (من رجال الشيعة اللامعين، الذين أخذوا بأسباب المعرفة والفكر والفلسفة والكلام والعرفان، هذا إلى جانب تمرسه بالطب والرياضيات والنجوم والكيمياء، وعلم الأعداد والكلمات والحديث والأصول، وكانت حياته فريدة من نوعها ، فقد أنفقها على العلم والإنتاج … وقامت شهرته على الفلسفة والكلام وشملت أكثر المعارف……) (24)

قال الشيخ علي بن موسى التبريزي: (فخر الأعلام وذخر الأيام، تاج الدهر وناموس العصر، العلامة الأوحد والفاضل الفهامة الأمجد …..) (25)

وقال الميرزا محمد علي الكشميري: (من فضلاء الزمان وعلماء الأوان حكيم ماهر فيلسوف صاحب تصانيف كثيرة) (26)

وقال الشيخ جعفر سبحاني: (كان فقيهاً، إمامياً، حكيماً، مشاركاً في فنون شتى...) (27)

وقال السيد هاشم الشخص: (كان عالماً فيلسوفاً أكثر من كونه أديباً شاعراً وقد طغت شخصيته العلمية على اتجاهه الأدبي..) (28)

وقال الشيخ محمد صادق الكرباسي: (كان كثير العبادة زاهداً مُتّقياً ترك مكتبة زاخرة بلغت مائة وثمانية وستين في مختلف العلوم والفنون...) (29)

وقد عُقد تكريما له مؤتمراً علمياً عام 1432 هـ / 2011 م في الحسينية الجعفرية في الكويت، تحت عنوان «المؤتمر الأول للعلامة الشيخ أحمد بن زين الدين الأحسائي، سيرة وعطاء» وقد شارك فيه عدد من العلماء الأحسائيين والكويتيين والعراقيين (30)

شعره

قال السيد جواد شبر: (وللشيخ الإحسائي قدس الله نفسه قصائد في الإمام الشهيد الحسين سمّاها بـ (الأثني عشرية) وقد طبعت مع ترجمتها للغة الفارسية) (31)

وقال عنها الشيخ محمد صادق الكرباسي: (ديوان شعره المسمى بالإثني عشرية أو نشيد العوالي يحتوي على اثنتي عشر قصيدة في رثاء الإمام الحسين عليه السلام تزيد أبياتها على ألف بيت وقد ترجمه السيد زين العابدين بن يوسف الحسيني التبريزي إلى الفارسية...) (32)

وهذا الديوان ــ نشيد العوالي ــ طبع للمرة الأولى ضمن المجلد الثاني من جوامع الكلم، ثم طبع في إيران مستقلًا بعنوان (قصائد اثني عشرية) مع ترجمته إلى الفارسية لزين العابدين يوسف الحسيني التبريزي، كما ترجمه إلى الفارسية أيضاً ثلاثة مترجمين مشتركين، فطبع في إيران للمرة الثانية سنة 1973، وتصدى لشرح هذا الديوان محمد جعفر القراجة داغي في 304 صفحة وقد احتوى على (1121) بيتاً.

وللإحسائي أربع قصائد أخرى في (286) بيتاً وجدها الشيخ راضي ناصر السلمان في كشكول الإحسائي وضمّها إلى ديوانه فيكون المجموع الكلي لقصائده 16 قصيدة في 1407 بيتاً (33)

أما عن خصائص شعره فيقول عبد العزيز البابطين: (يعكس المأثور من شعره خصائص الشعر في الموضوع الواحد المتصل بمعتقد) (34)

قال من القصيدة الأولى وهي في الأئمة المعصومين (عليهم السلام) وتبلغ (205) بيت وقد ضمنها فضائلهم ومناقبهم وقد استقطعنا منها أبياتا متفرقة لطولها:

وَلَيْسَ لي وَســــــــــــــــيلَةٌ غَيْرُهُمُ     لِوَصْلِـهِمْ بِهِمْ اِلَيْهِمْ اَصِـــــــــلُ

رَبِّ اَعِــــــــدْ بِحَيْـدَرٍ رَجْــــــعَتَهُمْ     فَإنَّني عَلَى الرَّجَا مُـــــــــــتَّكِلُ

بِمَنْ وَفَى لِلطُّهْرِ جَـــــــــــهْراً وَبِه     اُيِّدَ سِرّاً بِحِمَـــــــــــــاهُ الرُّسُـلُ

وَكَمْ وَكَمْ وَكَـــــــــــــــــمْ لَهُ مَنْقَبَةٌ     خَارِقَةٌ ضَلَّ بِــــــــهَا مَنْ جَهِلُوا

وَكَمْ لَهُ مُعْجِـــــــزَةٌ وَكَــــــــــمْ لَهُ     وَاقِعَةٌ بِـــــــــــــــحَلِّ مَا يَشْتَكِلُ

وَفَاطِمٌ‌ٍ قَــــــدْ ظَهَــــــــــرَتْ آياتُهَا     فَــــــــفي حَشَا خَديجَةٍ تُـــــهَلِّلُ

وَاَشْــــــرَقَتْ بِنُورِهَا الْاَرْضُ مَعاً     اِذْ وُضِعَتْ فَفَاحَ مِنْــــهَا المَـنْدَلُ

وَالْحَسَنُ الزَّكِيُّ فــــــــي الجودِ لَهُ     يَدٌ لَهَا الْبَحْرُ الْــــــخَضَمُّ يَخْجَلُ

وَلِلْحُسَيْنِ سَيِّــــــدي مَنَــــــــــاقِبٌ     كَما رُوِي لَــــــهَا الْعُقُولُ تَـذْهَلُ

وَاِنَّ لِــــــــــــــلسَّجَّادِ مَوْلايَ عُلاً     اِذْ نَصَــــبُوا خَيْمَتَهُ اِذْ نَــــــزَلُوا

وَبَاقِرُ‌ِ العِلْمِ اِمــــامي خَــــــيْرُ مَنْ     يَمْشي حَفاً وَخَيْرُ مَــــــنْ يَنْتَعِلُ

وَجَعْفَرُ‍ِ الصّـادِقُ مَــــــــــوْلايَ لَهُ     مَدَائِحٌ تَحُولُ فيـــــــــــهَا الْحِيَلُ

كَذَا ابْنُهُ الكَــــــــــاظِمُ قَدْ رُوِي لَهُ     مَا لَا يَكَادُ يَـــــحْتَــــــويهِ مِقْوَلُ

وَلِلرِّضَا صَلَّـــــــى عَــــــلَيْهِ رَبُّنا     فَضَائِلٌ فَبَعْضُـــــــــــهَا مَا نَقَلُوا

وَلِلْجَوَادِ في الجَــــــــــــــدَا عَائِدَةٌ     لَدَيْهِ يَخْجَلُ السَّحَابُ الهَـــــــطِلُ 

كَفَاكَ مِنْ نَعْـــــــتِ الجَـــوَادِ نَعْتُهُ     وَاِنَّهُ مِــــــــــــنْ نَعْتِـــــهٖ لَاَكْمَلُ

يَنْجُلُ عَــــــنْهُ الْـعَلَمُ الْـهادِي عَلي     الطَّاهِرُ الطُّهْرُ الْـــــعَلِيُّ الاَمْثَلُ

يَــــــعْقبُهُ اَبُو الــــــــــزَّكي مُحَمَّدٍ     اَشْرَفُ ماشٍ في الثَّرَى وَاَفْضَلُ

صَلَّى عَلَيْهِ اللّٰهُ مــــــا تَسَنَّــــــمَتْ     بِــــــــهِ الْعُلَى مَعَارِجاً لا تَسْفُلُ

وَمَا حَوَى الْكَوْنُ لِكُـــــــــــلِّ ذَرَّةٍ     وُجُودُهَــــــــا مِنْ جُودِه يَنْفَصِلُ

وَبَــــــــــــــــعْدَهُ بَقِيَّــــــةُ اللّٰهِ ابْنُهُ     في سَائِرِ الْاَدْوَارِ وَالْـــــــمُؤَمِّلُ

الــــــمُرتَجَى طَلْــــــعَتُهُ وَالْمُلْتَجَا     عِـــــــصْمَتُهُ وَالصَّابِرُ الْمُحْتَمِلُ

بِهِ الْهُــــدَاةُ بَــــــشَّرُوا وَانْتَظَرُوا     وَصَابَـــــــــرُوا وَالْاَنْبِيَاءُ الْاُوَلُ

ذُو الْكَـــرَّةِ البَيْضَا فَــــــكُلُّهُمْ اِلَى     طَلْعَتِه تَـطَلَّعُـــــــــــــوا وَابْتَتَلُوا

فَنُورُهُ وَحْـــــــــــــــــيُهُمُ وَوَجْهُهُ     قِبْلَتُهُمْ فَـحَيْثُ صَلَّوْا وَصَــــــلُوا

فِي الوَرَقِ الْـــخُضْــرِ وِلَاؤُهُمْ لَه     فَعَــــــــاهَدُوا عَلَى الْوِلَا فَكُمِّلُوا

الذَّاۤئِدُ الْــــــقَائِدُ وَالرَّائِـــــــدُ وَالـ     ـشَّائِدُ وَالـــــــــــشَّاهِدُ والمُفَصِّلُ

وَالْــــــعَابِدُ السَّاجِدُ وَالْحَامِـدُ وَالـ     ـزَّاهِدُ وَالْعَاۤئِدُ وَالْــــــــــــمُفَضِّلُ

وَالْعَــــالِمُ الْحَاكِمُ وَالْـــــقَائِمُ وَالْـ     ـقَاسِمُ وَالْكَـــــــــــــامِلُ وَالْمُكَمِّلُ

خُذْ بِيَدي فَلَيْسَ لــــــي يَا سَنَدي     غَيْرُكُمُ اِذَا دَهَاني مُــــــــــــشْكِلُ

اِنّي عَلَـى اِدْرَاكِكُمْ لي فَـــــرَجاً     وَغَـــــــــــــــوْثِكُـمْ وَحُبِّكُمْ مُعَوِّلُ

اَنَا ابْنُ زَيْنِ ‌الـدّينِ قَـــــدْ جِئْتُكُمُ     بِمَا اسْتَطَعْـتُ وَالـــرَّجَا اَنْ تَقْبَلُوا

مِنْ اَحْـــــمَدٍ وَعَـبْـدُكُــــمْ مُحَمَّدٌ     مُنْتَـــــــــــظِرٌ لِوَعْدِكُمْ مُـسْتَعْجِلُ

حَاشَاكُمُ اَنْ تُــخْلِفُــــــوا وَعْدَكُمُ     وَاَنْتُمُ مَهْمَـا تَقُولُــــــــــــوا تَفْعَلُوا

يا سَيِّدي آمالُــــــــــنا قَدْ رُفِعَتْ     اِلَى جَـــــــــــــــنَابِكَ الْعَلِيِّ نَسْألُ

فَلَا تُحـــــــــيلُونَـا عَلَى اَعْمَالِنَا     وَاِنْ غَفَلْنَا حَظَّنَـــــــــــا لا تُغْفِلُوا

فَـــــشَأْنُكُمْ اَنْ تُجْـزِلُوا وَتُمْهِلُوا     وَنَحْنُ اَهْلٌ للْخَطَا ونُهْــــــــــــمِلُ

صَلَّى عَلَيْكُمْ رَبُّكُـمْ ما اِنْ هَمَى     مِمَّا لَدَيْكُمُ سَحَــــــــــــــابٌ هَطِلٌ

وَمَا دَعَــــــــــــــا اللّٰهَ دُعَاةٌ بِكُمُ     وَمَا قَــــــــــــــبِلْتُمْ مِنْهُمُ اِذْ اَقْبَلُوا

اَوْ نَاحَتِ الْاَطْيَارُ في اَشْجَارِهَا     نَشْراً لِسِرِّ مَدْحِـــــــــــكُمْ تَرْتَجِلُ (35)

قال من القصيدة الثانية وتبلغ (75) بيتاً:

نَعَى النَّعِيُّ مُــــــــــــصَابَ الهَاشميّينا     كَــــأَنَّ عاشورَ بالأحْزَانِ يَعْنينا

فقُمْتُ فـــــي الحالِ عن تَمْييزِ رُزْئِهِمُ     بالحُزْنِ اِذْ صَدَحَ النَّاعي به فينا

لِلّٰهِ رُزْءٌ جَليلٌ لَا يُـــــــــــــــــرَى أبداً     إلَّا لِــــــــــتقْطيعِ أكْبادِ المُحِبّينَا

رُزْءٌ لَهُ فَـــــــــــجْعَةٌ طَمَّتْ فَكَانَ بِهَا     عَنْ كُلِّ نـــــــــائبَةٍ نابَتْ تَأَسّينَا

هذَا العُلُــــــــوُّ الكبيرُ الخَطْبِ موقِعُهُ      تَدبَّرُوا ســــــورةَ الإسْرَاءِ تَالٖينَا

هـــــــــذَا الذي لَمْ‌ يَدَعْ للمؤمنينَ عُلاً     ولا سُروراً ولَا دُنْيـــــاً ولَا دينَا

يا لَلرِّجَالِ عجيبٌ ذَا الـــــمُصَابُ أمَا     نَرى لَنا مُسْعِداً بالنَّوْحِ مَــحْزُونَا

لِأنَّهُ رُزْءُ فَــــــــــــــرْدٍ لَا نَصيرَ لَهُ     بــــينَ المَلاعينِ مِنْ بعدِ المُحَبٖينَا

لَـــــــــهْفِي لَهُ في رجالٍ أبْرَقُوا وهُمُ     ظُبَــــا الفنا وضياءٌ في الدّياجٖينَا

كَم قَدْ سَقَوْا فاجِراً كأسَ الرَّدَى وَغدا     يُسْقى بــــــــذلِكَ زَقُّوماً وغِسْلينَا

وكَــــــــمْ أبادُوا مِنَ الأعْدا بِضَرْبِهِمِ     جَمّاً غَفيراً وَاِنْ كـــــــانُوا قَليلينَا

لِيَهْنِهِم اِذْ دعَـــــــــــا الدّٰاعي لِحَيْنِهِمِ     تَصَـــــــــــارَخُوا لِمُنَاديهِمْ مُلَبّٖينَا

فَجَرَّدُوا لِموَاضِي الــــعَزْمِ وَادَّرَعُوا      قلوبَهُمْ فَأتَوْا لِــــــــلـمَوْتِ مَاشينَا

فعَانَقُوا لِرِضَاهُ الْبيضَ وَاسْـــــــتَبَقُوا     إلى الفَنَا بالْقَنَا والبيــضِ رَاضينَا (36)

وقال من القصيدة الثالثة وتبلغ (68) بيتاً:

وَحُـــــــسَيْنٌ قَلْبُهَا مُهْجَتُهَا     جاءَهُــــــمْ لَمَّا دَعَوْهُ يَهْدي

فَتَعَاوَوْا حَوْلَهُ أكْــــــــلُبُهُمْ     كُـــــــــلّ نَغْلٍ وَخَبيثٍ وَغْدٍ

جاءَهُمْ في نَـــــــفَرٍ قادَهُمُ     لِلْفَنا وَهْوَ لَهُمْ كَـــــــــالشَّهْدِ

شُهَدَا يَــــــقْدِمُهُمْ شـاهِدُهُمْ     أسُداً اَكْرِمْ بِــــــهِمْ مِنْ اُسْدٍ

وَأشِــــدّاءُ عَلَى الْكُـفّارِ ما     وَنَوْا فــــي حَرْبِهِمْ عَنْ شَدٍّ

كَمْ أبَـادُوا مِنْ رَجـيمٍ وَهُمُ     يــــــــا رَعَى اللّٰهُ قَليلُ الْعَدِّ

فَقَضَوْا يا لَيْتَني كُـنْتُ بِهِم     غَيْرُ أنَّ الــــجَدَّ اَصْلُ الرَّدِّ 

وَحُـــسَيْنٌ بَعْدَهُـم إذْ قُتِلُوا     صَارَ فَرْداً وَهْـوَ سِرُّ الْـفَرْدِ

قَتَلُوهُ ظــــامِئاً بَـلْ قَطَعُوا     رَأْسَهُ مِنْهُ بِمَاضِـــــي الْحَدِّ

ثُمَّ عَلَّوْهُ بِــــــــــرُمْحٍ فَإذا     هُوَ كَالْبَدْرِ بِبُرْجِ الــــــسَّعْدِ

وَرُؤُوسٌ مِنْ ذَراريهِ كَما     إنْــــــــجُمٌ تَزْهُو بِلَدْنِ الْجُنْدِ

ذَبَحُوا أطْفالَهُمْ ثـــمَّ رَمَوْا     شَعَلاً أبْــــــــيَاتَهُمْ عَنْ عَمْدِ (37)

وقال من القصيدة الرابعة وتبلغ (98) بيتاً:

وهْوَ الحُسَيْنُ ابْنُ بنْتِ المصطفى وعلِي     كَأنَّهُ يَا لَــــــــــــــعَمْرُ اللّٰهِ مَجْهُولُ

أَلَمْ ‌يَكُنْ قُرْطَ عــــــــرشِ اللّٰهِ في شرفٍ     قَدْ قَصَّرَتْ عن مَزايـــــاهُ الاَقَاوِيلُ

يا حَسْرتي لمُصَـابي قَــــــــطّـعي كبدي     فانَّ قلبي عَنِ الــــــسلوانِ معْزُولُ

يا زَفْرَتي صَعِّدي نفسي إلــــــــى مُقَلي     دَماً بدَمْعي فيــــجري وهو مَمْقُولُ

حزْناً وَوَجْــــــــداً على المُلْقَى بلا كَفَنٍ     لوْلَا الْاَعاصــيرُ تسفِي والقَساطيلُ

ملقىً ثلاثاً ولمَّا يَـــــــــــــــــحْوِهِ رَجَمٌ     وللـــــــــــــصَّلَا فيه تَخْليلٌ وتَحْليلُ

على الــــــعَرَا عارياً في التربِ لَمْ ‌يَقِه     ثوبٌ عن الشمسِ لهفِي أوْ سَراويلُ

مَلاحِفُ المــــــــــــجدِ والتّقوَى تُسَتِّرُهُ     عارٍ عن العَارِ لا يُـــــــــثنيهِ تبديلُ

سَمَا إلى رُتْبَةٍ اِذْ خَــــــــــــــرَّ منجدِلاً     ما نَالَها قَطُّ الَّا وهو مقتــــــــــــولُ

هل المناقبُ الّا دُونَ مَصْـــــــــــرَعِه     ما فوقَهُ مـــــفخرٌ في الكونِ مَعْقُولُ (38)

وقال من القصيدة الخامسة وتبلغ (97) بيتاً:

غَداةَ أناخَتْ بالطفــــــــــــوفِ رِكابُهُ     بكلِّ فتىً للـــــــــــــحتفِ في اللّهِ تائقِ

لِيَهْنِهِمُ في وَصْلِهمْ رَحمُ أحـــــــــــمدٍ     فما وَصَلُوا الَّا بقَطْــــــــــــعِ العلائقِ

فهُمْ سُحبٌ في الجَدْبِ والحربِ هُطَّلٌ     ولٰكِنَّهُمْ قَــــــــــــــــدْ أبْرقوا بالبَوارقِ

وهُمْ فــــــــــي أعاديهِمْ اُسُودٌ تَعانَقُوا     هُــــــــــمُ والقَنا والبيضُ حقَّ التَّعانُقِ

يبيعُونَ في سُــــــوقِ النّجاحِ نفوسَهُمْ     على اللّٰهِ بالرِّضوانِ بَــــــــــيْعةَ سَابِقِ

فداءَ حسينٍ فاشتـــــــــــرَى اللّٰهُ مِنْهُمُ     لسبطٍ شهيدٍ فــــــــــي الشّراءِ وسائِقِ 

اذَا كَشَرتْ عن نابِــــــــــها اُمُّ‌ صَيْلمٍ     ضُحىً وطحَيْ ذو الفسْخِ شرّ صَوافِقِ

تراهم يُثيرونَ السُّرادِقَ فـــــي الهَوَا     ســــــحاباً على بيـتِ الوغا كالسُّرادقِ

واِمَّـــا اكْفَهَرَّ الصّبحُ عن جُنْحِ عِثْيَرٍ     بهم أبــــــصرَ اللَّاجي بضَوْءِ البَرائقِ

فهُمْ كُلُّ غِطريفٍ لدى الحربِ بُهْمةٍ     كريمٍ ببَذْلِ النفـــــــــسِ في الجودِ بَاثِقِ (39)

وقال من القصيدة السادسة وتبلغ (76) بيتاً:

يــــــا دهرُ إمَّا تَـــرْمِني     بِالْبَيْنِ مِنْ مَاضٍ وغائِبْ

فلقَدْ رمَيْتَ الـــسِّبْطَ عَنْ     اُمِّ الـــــبَلَايا والـمصَائِبْ

اذْ بالــــطفـــوفِ مناخُهُ     وعليه طــــائـفةُ الـكتَائبْ

مِنْ كُلِّ شَـــــهْبا اِذْ فَدَتْـ     ـهُ أشاوِسٌ بُـــهْمٌ أشـاهِبْ

في كَرِّهِــمْ لهمُ القَنَا الـ     اَنْيَـــابُ والبِيْضُ المخالِبْ

برِماحِهمْ وصِــــفَاحِهِمْ     لِكِفاحِــــــهِمْ نَهْبٌ ولاهِبْ

كَمْ أجَّجُوا في القـومِ نا     راً بالوشيـــجِ وبالقَضائبْ

لولا القَضاءُ قَضَوْا لِما     شاءُوا وليْسَ مِنَ العَجائِبْ

حتّى قَضَوْا فقَضَوْا لِمَا     شاءُوا وفــازوا بالرّغائِبْ

وإذِ اسْـتَغاثَ ونصــرُهُ     ذُخْرٌ مُعَدٌّ لِــــــــــلْمَغاربْ

لم ‌ينـــصروهُ وحَارَبُو     هُ ومَا بهِمْ غيرُ الــمُحَارِبْ

فقضى لـــــهُمْ في اَنَّهُ     مُسْتَشْهَدٌ ظامٍ وســـــــاغِبْ (40)

وقال من القصيدة السابعة وتبلغ (87) بيتاً:

فـــــــــــخالَ آلَ المُصْطَفَي صفوةً     فخَصَّهُمْ مِن الـبَــــــلا مَا حَوَى

رمَى حُسَيْناً بخُطُـــــــــــوبٍ عَلَتْ     به وجَــــــــــــــلَّتْ كَعُلُوِّ العُلَى

اِذْ سارَ لــــــــــــــــــلقَتْلِ بقَوْمٍ بِهِمْ     يَمْحُو لِـــــــــما شَاءَ نَعَمْ لَمْ ‌يَشَا

وقــــــــــــــالَ سيرُوا لِلْـمنَايَا وَهُوْ     في الْبَدْءِ اَخْفَى وهُـــوَ سِرُّ الْبَدا

يَسْعَى بهِمْ سَعْيَ القَضَا فِي الاُولَى     حَياتُهُمْ في مــــــوتِهِمْ بالرِّضَى

حَلَّ الحَــــــــــــقيقاتِ بهِمْ ظَـاهِراً     وباطِـــــــــناً حَتَّى أتَى (كَرْبَلا)

فجـالَتِ الْاَعْدَا عـــــــــــــليهِمْ بِهَا     مِن كُلِّ وِجْهةٍ فَــــــسَدُّوا ٱلْفَضَا

فجالَــــــــــــــــــــدُوهُمْ دونَهُ فِتْيَةٌ     شُـــوسٌ بَهاليــــــلُ اُسُودُ الشَّرَا

يَدَّرِعُونَ أنْفُساً زَانَــــــــــــــــــهَا     في العِلْمِ جُودٌ والمَــــــعالي تُقَى

غَـــــــــــلَتْ فَباعُوها عَلَى رَبِّهِمْ     بيعَةَ رِضْـــــــــــوانٍ لَهُ فَاشْتَرى

نَقْداً فمِـــــــــــنْ ذَا لم ‌يَذُوقُوا بِهَا     حَرَّ ٱلظُّبَا وَلَمْ ‌يَـخَــــــــافُوا العِدَا

لَهُم تَجلَّى فِي الــــــــــوَغَا ربُّهُمْ     فِي ابْنِ النَّبِيِّ طَالـــِباً مَا ارْتَضَى

فالبيضُ والسُّمْرُ لهم مَـــــــعْرَجٌ     لِلّٰهِ كَمْ تَـــــــــــــــسابَقُوا الْمُرْتَقَى

والسّبطُ فِــــــي القَصْدِ لهُمْ غايَةٌ     إلَيْهِ وَاللّٰهُ لـــــــــــــــــــهُمْ مُنْتَهَى

خوْفاً عليهِ يَصْـــــــطَلُونَ الْوَغَا     وهُمْ بِذَاكَ الــــــــــــثَّلِجُونَ الرِّوَا

رَأَوْا عَذَابَ الْحَرْبِ فـــــي حُبِّه     عَـــــــــذْباً وبَرْداً يَـجِدُونَ الصَّلَا

حَتَّى قَضَوْا وَمَا عليهِمْ قَــــضَوْا     أكْبَادُهُمْ ناشِفَةٌ بِالـــــــــــــــــظَّمَا

للمَلَأِ الْاَعــــــــــــلى عليـهِمْ بُكَا     تندِبُهُمْ بيـــــــــــــنَ الثَّرى بالرِّثَا

فمذ رَآهُمْ سَيِّدي صُـــــــــرِّعُوا     فوقَ الــــثَّرَى ونُورُهُمْ فِي الـسَّما

اَنْشَا لَقَدْ فازَ الْاُولَى هَمُّــــــــهُمْ     نَصْرُ ابْـنِ بنتِ المُصْطفَى وَالْـوِلَا

ثُمَّ بَكى شَـــــــــوْقاً إلَى وِرْدِهِمْ     فـــــــــي كُلِّ صَابٍ سَلْسَبيلاً حَـلَا (41)

 وقال من القصيدة الثامنة وتبلغ (164) بيتاً:

آلُ النبيِّ الهـــــــــاشِمِيِّ أحمدَا     اَما سمعتَ فـــــيهمُ فِعلَ العِدَا

سقَتْهُمُ اَعْـــدَاؤُهمْ كأسَ الرّدى     ظلماً وعدواناً وبغضاً مظهَرَا

مصابُهُمْ هُـوَ المُصَابُ الأوْحَدُ     وحــــــــــزنُهُمْ مثالُهُ لا يوجَدُ

فعَيْشُنَا طولَ الزّمانِ الــــــنّكِدُ     فلـن ‌ترى كـما جرَى مشتهرَا

كن لي معيناً بالبُكــــــا عليهِمُ     لا سيّما السّبـطُ الشهيدُ الاكرَمُ

نُسْعِدُ فيه المصـــطفى ونلطُمُ     وأمَّهُ البتولَ ثُمَّ حَــــــــــــيْدَرَا

يا ليْتَ شِعْري هل أنوحُ أهلَهُ     بين العــــــــدَا أمِ الذبيحَ طِفْلَهُ

أمْ خِيَماً محروقةً أمْ نَــــــسْلَهُ     مُشَرَّداً مُشَهّراً تــــــــــــشهُّرَا

وليتَنٖي اُشْـــــــــعِرُ هَلْ أنْدِبُهُ     بينَ الأعادي بالظُّبا تضـــربُهُ 

أمْ جسمُهُ سمرُ الـــــقَنا تنهَبُهُ     أمْ لحشــــــــــاهُ بالظّما تَسعَّرَا (42)

وقال من القصيدة التاسعة وتبلغ (91) بيتاً:

اِنَّ الحسينَ بْنَ بنتِ المصطـفَى وعليِّ     الطُّهْرِ سبطَ رسـولٍ خيرِ مختارِ

امْسَى لبٖيضِ الظُّبَا والزّاغـبِيْ غرضاً     مِن بَعْدِ اَنْــــــصارِه مَا بينَ كُفّارِ

وهُــــــوَ السَّليبُ اِزَاراً بـالعَرا عاري     مَعْ اَنّهُ الوَزَرُ العارِي عَن الـعَارِ

وأنَّ هذَاكَ مــــــــــــــــــــنحورٌ ببَتَّارِ     وراسُهُ العالِي عَالٍ فوق خَــطَّارِ

وأنَّ جُثَّتَهُ فِي الطّفِّ تـحطِــــــــــمُها     جردُ المَذاكِي بِاِيْرادٍ وَاِصْــــــدَارِ

وأنَّ أغـــــــــسالَهُ مِـنْ فَيْض مَنْحَرِهِ     وأنَّ أكْفَانَهُ مِنْ نَسْجِ إعْــــــــصَارِ

وَأنَّهُ مُفْرَدٌ لم‌ تــــــــــــــــــلْقَ زَائِرَهُ     ولَا الْأنيسَ سِوَى وَحْـشٍ وأطْـيَارِ 

وأنّ نِسْوَتَهُ بعدَ الــصيانةِ مِــــــــــنْ     بُعَيْدِ مَقْتلِه مِـــــــــــنْ غَيْرِ أسْـتَارِ

كأنّني بنـــــــــــساءِ السّبطِ حين أتَى     مهرُ الحسينِ ومنْهُ سَرْجُهُ عاري

خَرجْنَ مِنْ غير قَصْدٍ في الفَلَا وقُلُو     بُهَا من الــــحُزْنِ فيها لاعجُ النَّارِ (43)

وقال من القصيدة العاشرة وتبلغ (93) بيتاً:

أقُولُ رَمــــــــــــــــَتْنِي النائباتُ بِهمْ     كَما رَمَتْ بمُصابِ السبطِ مِنّي فؤادِيَا

غداةَ نَحا ارْضَ الطـــفوفِ إلى الفَنا     بـــــــأصحابه يُزجِي المَطِيَّ الحوافِيَا

فلِلّٰهِ شُوسٌ مُقْـــــــــدِمـونَ إلى الوغا     سِــــرَاعٌ إذا ما الشوسُ تُبْدِي التّوانِيَا

مُنَاهُمْ مَـــــــــناياهم لـيَرْضَي عليهِمُ     دعاهُــــــــمْ رِضىً عنهم لِذاكَ ومَانِيَا

صَحَــتْ لَهُمُ سُبلُ الـرّشادِ فأبصروا     وشاؤُا بعيــــــــــــنِ اللهِ ما كان شَائِيا

فــــــكم عانَقُوا مِنْ مُـتْلِفَاتٍ مِنَ الْفَنا     وما عانَقُوا إلّا الـــــــــــظُّبا والعواليَا

قضَوْا بين محتُومِ القَضاءِ ومبلغِ الـ     ـرِّضَى فرَضُوا لِلّٰهِ ما كــــــان قاضِيَا

سقَى اللهُ أرواحَ الـــــــذينَ تَوازَرُوا     على نصره سَحّاً مِنَ الغَيْـــــثِ هامِيَا

لَقدْ أفْلحُوا في الغابـــــراتِ ومالَقُوا     مِن الخالياتِ الْأصْرَ اِلَّا تراضِــــــــيا

وصار حسينٌ واحداً مِــــنْ صِحابه     يُــــــــــــــــناديهمُ لِم لَا تُجيبُونَ داعِيَا (44)

وقال من القصيدة الحادية عشر وتبلغ (66) بيتاً:

قَتيلٌ بأرْضِ الطَّفِّ ظـــــــــــــــــامٍ بِفِتْيَةٍ     قَضَوْا دُونَــــــــهُ ظامينَ حولَهُمُ النَّهْرُ

بَقُوا في صَــــــــــــــحاريها تنوحُ عليهِمُ     مــــــــــــلائِكةٌ شُعْثٌ لمصرعهمْ غُبْرُ

مُعَرَّيْنَ في رَمضا الهجيرِ جَميـــــــــعُهُمْ     ولوْلَا سَوافِي الـــــــريحِ مَا لفَّهُمْ طِمْرُ

تَدُوسُهُمُ جُرْدٌ سَلٰاهيــــــــــــــــبُ اَطْلَقُوا     أعِـــــــــــــــنَّتَها يَوْمَ الوغاءِ إذَا كَرُّوا

وزُوَّارُهُمْ اَضْــــــــــــيافُهُمْ في حُرُوبـهمْ     من الدارعينَ المقتفِي الـــذِّئبُ وَالنَّسْرُ

وَاَرْؤسُهُمْ فوقَ الـــــــــــــــــعوالِي كأنّها     نُجومٌ ورأسُ الــــــــــــسبطِ بَينَهُم بَدْرُ

وَاَبْياتُــــــــــــــــــهُمْ مَحْرُوقَةٌ ونسـاؤُهُمْ     مُـــــــــــهتّكَةٌ أودى بها الزجرُ والنَّهْرُ

لَدَى الـسَّبْيِ والــــــــــهفَي لها وَرِجالُهُمْ     لوحش الفَلا والطيرِ في (كربلا) جَزْرُ

فمَنْ مُــــــــــبْلِغٌ عَنّي جُسوماً بـ(كربَلَا)     كَــــــــسَتْهَا ٱلسَّوافي اَدْرُعاً ما لَها زَرُّ

تـــدُقُّ قَراها الشّامساتُ برَكْضِــــــــــها     عَلَيْهَا إلى أنْ حُـــــطِّم الصَّدْرُ والظَّهْرُ 

وأرْؤُسهَا قدْ فَارقَتْهــــــــــــــــا وقَدْ بَقُوا     وقَــــــــــــدْ مَرَّ قَبلَ القَرِّ بالنَّفرِ النَّحْرُ

رِسَالةَ مفجُـــــــــــــــوعٍ وضَائعِ مهجةٍ     هُناكَ ومكســــــــــــورٍ بهِمْ ما لهُ جَبْرُ

فَـــــــــــــــــهُبُّوا لِأوْتارٍ لكُمْ في ظعائنٍ     وأسرى هَدايَا لَا يُنـــــــــــــالُ لَها وَتْرُ

اَلا فـــــــــانْصُروا للمُسْتَغيثاتِ حيث لا     لَها مِـــــن جميع الناسِ بعدَكـــمُ نَصْرُ

مَضَيْتُمْ وقطّعْتُمْ كُبُــــــــــــــوداً وَرُعْتُمُ     قلوباً لكم طارَتْ ولــــــــــيس لـــها قَرُّ

ففي كُلِّ عينٍ مِــــــــن مَصارِعكُمْ قَذىً     وفي كلِّ كبــــــــدٍ مِنْ مصـابِكمُ فَـــطْرُ

وكُــــــــــــــــــــلُّ فُراتٍ رانِقٌ لظماكُمُ     وكُــــــــــــــــلُّ طعَامٍ لَذَّ مِنْ اَجـلِكمْ مُرُّ

وما أنسَ لا أنـــــــــــسَى نساءً وصِبْيَةً     صغاراً علـــى الأقتابِ اِذْ قَوّضَ السَّفرُ

فَواطِمَ للمختارِ اَسْرَى حـــــــــــواسِراً     يُلَاحِظُهَا فـــــــــــي سَيْرِهَا العَبْدُ والحُرُّ

كواعبَ رَبّات الخُدورِ بَــــــــوَاديَ الـ     ـوجـــــــــــــــــوهِ بعينِ اللّهِ مَاكَنَّهَا خُدْرُ

لَئِنْ سُلِّبَتْ خُمْراً فـــــــــــــقَدْ لَفَّها تُقىً     وقَنّعَهَا مِرْطُ الــــــــــــــــصِّيَانةِ والسِّتْرُ

ولكِنّها ابْــــــــــــلَى نـضَارَتَها السُّرى     ولَفْحُ سَمُـــــــومِ الـــريحِ والوجدُ والحَرُّ

فتَسودُّ فـي المَسْـرَى مِنَ الشّمسِ تَارَةً     ومن مَضَضِ الأحـــزانِ والجُوْع تصْفَرُّ

سلَامي عليهَا في الصحارِى باَسْرِهِمْ     وليسَ لَـــــــــــــــــها وَالٍ رَؤُوفٌ بِهَا بَرُّ

وفــــــــيها يتامَى زادُها النّـوحُ والبُكا     على قتبِ الأجــــــــــــمالِ مَـسَّهمُ الضُّرُّ

على ما بهِمْ في الاَسْرِ يُشْتَمُ جَـــــدُّهُمْ     ويَضْرِبُهُمْ نغلٌ ويـــزجــــــــــرُهمْ زَجْرُ

يُحَثُّ بِـــــهِمْ سيراً عنيفاً على الطُّوَى     طَوَاهمْ سَمُومُ الصَّيْـــفِ والمـــهْمَهُ القفْرُ

تأمَّلْ خَليلِــــــــــــي حالَهُمْ تلقَ فادِحاً     عـــــــظيماً وخطباً لَا يـــحـــيطُ به الفِكْرُ (45)

وقال من القصيدة الثانية ‌عشر وتبلغ (129) بيتاً:

أأبكي له في الطّفِّ في خيـــــــرِ فتيةٍ     فدارتْ عــــــــــليهم دائِراتُ الكتائبِ

أمِ الطاهراتِ الفاطميــــــــــاتِ مسَّها     هنــــــالِكَ شغبُ الضرِّ بين المساغبِ

أمِ الناصرينَ النــــــــاصحينَ تمزّقوا     وقــد اُزهقوا عن كلِّ عضبٍ لغاضبِ

أمِ الطفلَ لمّا كضّه واهــــــــجُ الظّما     سُقي من صبيبٍ مِن دمِ النحرِ شاخبِ

أمِ الباسمَ الثغرِ الـــــجوادَ لدى الجدا     أُهينَ اجتراءً لم ‌يُــــــــــــــخلّ بواجبِ

وليثَ عرينٍ خــــــــــادرٍ صارَ أكلةً     فريسةَ أبعاضِ المها والتّـــــــــــوالبِ

أمِ الأجدلَ الــــبازي الـمجدّلَ جدّلتْ     له فـــــــــــــــاختاتٌ فاتخاتُ المخالبِ

أم أبكــــــيه من فوقِ الترابِ مُرمَّلاً     ذبيحاً ومنه الــــــــرأسُ عُلّى بزاعِبِي

أمِ الجسمَ مرضوضَ العظامِ مُحَطَّماً     هشيماً بركضِ المـــسمهاتِ السلاهبِ

تــــــجولُ عليه السابحاتُ بركضِها     وتخبطه فوق العرا بـــــــــــــالشواقبِ (46)

وقال من القصيدة الثالثة ‌عشر وتبلغ (77) بيتاً:

اَناخُوا قــــــــــريباً مِنْ مَخَطِّ قُبورهِمْ     إلى حـــــيثُ الْقَتْ رحلَها اُمُّ ‌قَشْعَمِ

فطاف عليهم لِلْأعـادي طَـــــــــوائفٌ     يُريدُونَ هدْمَ الدّينِ والدّينُ مُحْتَمي

فجالَدهُمْ دونَ الــــــــــحسينِ عِصابَةٌ     اَناجِدُ لا يَـــــــــأْلُونَ نُصْحَ المُكرَّمِ

فباعُـــــــــــوا على اللّٰهِ النفوسَ بِسَيِّدٍ     ومَنْ يَشْرِ سبْطَ الطُّهْرِ في اللّهِ يَغْنَمِ

لَعَمْرِي لقد كانوا مَصاليتَ في الوَغا     فكم فيهِمُ مِن بُهْمَةٍ بَــــــــاسِلٍ كَمِي

تَواسَوْا على نصْرِ ابْــــنِ بنتِ نَبِيِّهِمْ     إلى اَنْ قَضوْا ما بينَ عَضْبٍ ولَهْذَمِ

وصارَ فريداً يستغيثُ ولَا يـــــــرَى     مُجيباً سِوى رِجْسٍ عَنيدٍ وَكِـــــرْثِمِ

فشَــــــــــدّ عليهمْ كالهَزَبْرِ إذا سَطا     عـــــــــلى حُمُرٍ فرَّتْ مَخافةَ ضَيْغَمِ

يرَوْنَ بِهِـــــــــمْ اِنْ كرَّ لَمْعَ حُسَامِه     مَخاريــــــــقَ جَوْنٍ قَدْ تبدَّتْ بِعَظْلَمِ

اذَا كرَّ في جَمْـــــــــــعٍ تَوقَّى بِمِثْلِه     يُديرُهُمُ مِنْ فـــــــــوقِ صَهْوَةِ اَطْهَمِ (47)

وقال من القصيدة الرابعة عشر وتبلغ (29) بيتا

شامتْ وميضاً أضا من جانبِ الطورِ      لها وشمتُ لـــــعرفٍ غيرِ منكورِ

فــــــــحينَ أسرى بها سرَّت بمنبسطٍ      في ذاتِهـــــــا منطوٍ من غيرِ تقديرِ

لو لم تـــــــــكنْ تسمعُ الأقلامَ جاريةً      ما أسمعتْ عنه أصواتُ الشحاريرِ (48)

وقال من القصيدة الخامسة عشر وهي في الإمام علي بن موسى الرضا (عليه السلام) وتبلغ (25) بيتاً:

إليكَ مسيري يا ابن موسـى من البُعدِ     يُقَلْقِلُني شَوقي ويزعـــــجُني وجدي

حــــــــــــدانِي من إشراقِـكم قاۤئدٌ لكُمْ     وداعي اَشْواقــــــــي وسائقُها يهدي

فها أنا ذا مــــــــــا بين قـائدِ وصلِكم     وداعي شـــــوقي خـلفَه سائقُ الوَجْدِ

وكنتُ إذا ما عَنَّ لــــــــلقـلبِ ذكرُهُمْ     تَـــــــــــــقطّعُ اَفلاذٌ عليهِمْ مِن الكبدِ

فإن كان ما في باطني طِـبْقَ ظاهري     وذلك في تبليغِ مرضـــــاتِكم يُجْدِي

فَصِلْ في جيادِ السبقِ مضمارَ سبْقَتي     ولا تذروني في الـــرزايا مِنَ الضّدِّ

وطهِّر صَدا قلبي بفاضلِ طُـــــهْرِكُمْ     فأنتمْ طَهورٌ للــــــــــقلوبِ مِن الصَّدِّ

ففي أصلِ كَوني طالعي بُرْجُ حــبِّكمْ     ولا تذروني في قضا طالعِي المُرْدِي

فاِنْ قَلَّ ما عندي فمن فَضْلِ فضلِـكم     تــــمامي وإتمامي إلى منتهى رُشْدِي

قــــــصدتُك مضطرّاً بدَعوةِ مُخلصٍ     يُجــــــــــابُ ولا يُنفَي بحالٍ من الرَّدِّ 

وعنـــــــــــــدك للوُفّادِ اَوْفى جوائزٍ     وقد جئتُكــــــــمْ عن نازحينَ مع الوفدِ (49)

وقال من القصيدة السادسة عشر وتبلغ (27) بيتا

وأهـل هذا الدهرِ كيفَ يُسعدُ      وهوَ لـــــــما نجمعه مُبدِّدُ

ولـم أزلْ محترِزاً مِن مكرهٍ      يقظانَ لم أركنْ إلى ما يعدُ

قد استلنتُ الوعرَ في جهادهِ      وفـــــي جلادِ واقري أجلَّد (50)

..............................................................

1 ــ ديوان الشيخ احمد بن زين ‌الدين الاحسائي ــ تحقيق وتعليق راضي ناصر السلمان، تقديم الدكتور أسعد علي، مؤسسة البلاغ للطباعة والنشر والتوزيع بيروت 2003 ص 143 ــ 170

2 ــ نفس المصدر ص 275 ــ 296

3 ــ نفس المصدر ص 299 ــ 332

4 ــ نفس المصدر ص 359 ــ 383

5 ــ نفس المصدر ص 387 ــ 403

6 ــ نفس المصدر ص 407 ــ 438

7 ــ نفس المصدر ص 441 ــ 477

8 ــ مقدمة الديوان ص 79 / دليل المتحيرين للسيد كاظم الرشتي ص 29 / أعيان الشيعة ج ٢ ص ٥٨٩

9 ــ معجم الشعراء الناظمين في الحسين ج 3 ص 77 ــ 80

10 ــ نفس المصدر ص 83

11 ــ الفوائد الرضوية في تراجم علماء الإمامية ج 1 ص 78

12 ــ أنوار البدرين في تراجم علماء القطيف والإحساء والبحرين ص 406

13 ــ إجازات الشيخ أحمد الإحسائي ــ مطبعة الآداب في النجف الأشرف 1390هـ / 1971م

14 ــ أنوار البدرين ج 1 ص 153 .

15 ــ الدين بين السائل والمجيب للإحقاقي ج 1 ص 113

16 ــ أعلام هجر من الماضين والمعاصرين للسيد هاشم الشخص ج 1 ص 187

17 ــ أعيان الشيعة ج ٢ ص ٥٩١

18 ــ أدب الطف ج 6 ص 286

19 ــ الآيات البينات في قمع البدع والضلالات ص 111

20 ــ شهداء الفضيلة ص 311

21 ــ روضات الجنات ج 1 ص 97

22 ــ الفوائد الرضوية ج 1 ص 89

23 ــ أنوار البدرين ومطلع النيرين في تراجم علماء القطيف والأحساء والبحرين ص 406

24 ــ فلاسفة الشيعة ص 113

25 ــ مرآة الكتب ج 1 ص260 ــ 261

26 ــ نجوم السماء في تراجم العلماء ص 367 ــ 374

27 ــ المذاهب الاسلامية ج 1 ص 352

28 ــ أعلام هجر ج 1 ص 174

29 ــ دائرة المعارف الحسينية / معجم الشعراء الناظمين في الحسين ج 3 ص 81

30 ــ الشيخ توفيق ناصر البوعلي الأحسائي ــ المؤتمر الأول للعلامة الأوحد الشيخ أحمد بن زين الدين الأحسائي.. سيرة وعطاء

31 ــ أدب الطف ج 6 ص 269

32 ــ معجم الشعراء الناظمين في الحسين ج 3 ص 81

33 ــ ديوان الاحسائي ــ تحقيق راضي ناصر السلمان ص 74

34 ــ معجم البابطين لشعراء العربية في القرنين التاسع عشر والعشرين

35 ــ ديوانه ص 89 ــ 138

36 ــ نفس المصدر ص 143 ــ 170

37 ــ نفس المصدر ص 173 ــ 192

38 ــ نفس المصدر ص 195 ــ 225

39 ــ نفس المصدر ص 229 ــ 252

40 ــ نفس المصدر ص 255 ــ 271

41 ــ نفس المصدر ص 275 ــ 296

42 ــ نفس المصدر ص 299 ــ 332

43 ــ نفس المصدر ص 335 ــ 356

44 ــ نفس المصدر ص 359 ــ 383

45 ــ نفس المصدر ص 387 ــ 403

46 ــ نفس المصدر ص 407 ــ 438

47 ــ نفس المصدر ص 441 ــ 477

48 ــ نفس المصدر ص 473 ــ 481 كشكول الاحسائي ج 2 ص 311

49 ــ نفس المصدر ص 485 ــ 492 كشكول الاحسائي ج 2 ص 293

50 ــ نفس المصدر ص 496 ــ 504 كشكول الاحسائي ج 2 ص 312

كما ترجم له وكتب عنه:

أحمد البوشفيع / الإجازة بين الاجتهاد والسيرة ص 87 ــ 98

أحمد عبد الهادي المحمد صالح / أعلام مدرسة الشيخ الأوحد في القرن الثالث عشر الهجري ص 13 ــ 88

أحمد عبد الهادي المحمد صالح ــ مصادر ترجمة الشيخ أحمد الأحسائي / مجلة الواحة بتاريخ 16 / 3 / 2011

إسماعيل الباباني البغدادي / إيضاح المكنون ج1 ص 205

إسماعيل الباباني البغدادي / هدية العارفين في أسماء المؤلفين ج 1 ص 185

أغا بزرك الطهراني / الذريعة ج 1 ص 141 و165 و188 و219 و253 و255 ج 7 ص 124

أغا بزرك الطهراني / الكرام البررة ج 1 ص 88

توفيق ناصر البوعلي ــ سيرة الشيخ الاوحد الشيخ الأوحد أحمد بن زين الدين الأحسائي

جورج طرابيشي / معجم الفلاسفة ص 44

حسن الشيخ ــ آخر الفلاسفة.. رؤية عصرية جديدة في فكر الشيخ أحمد الأحسائي

حسين النوري / مستدرك الوسائل ج 2 ص 121

خير الدين الزركلي / الأعلام ج 1 ص 129

راضي ناصر السلمان ــ البذور الشعرية عند الشيخ الأوحد الأحسائي

راضي ناصر السلمان / شخصيات من بلادي الحبيبة ص 5 ــ 16

سالم النويدري / أعلام الثقافة الإسلامية في البحرين خلال 14 قرناً ج 3 ص 421 ــ 425

سلمان آل طعمة / معجم رجال الفكر والأدب في كربلاء ص 21

صالح السليمي ــ أضواء على مدرسة الأحسائي

عادل نويهض / معجم المفسرين من صدر الإسلام حتى العصر الحاضر ج 1 ص 38

عباس العزاوي / تاريخ العراق بين احتلالين ج 6 ص 298 ــ 292

عباس جاسم ناصر / فقهاء الأحساء ــ الشيخ أحمد بن زين الدين أنموذجاً ، مجلة آداب البصرة بتاريخ 7 / 10 / 2020 ص 185

عبد الرزاق بن عبد الله البابطين / أعلام من الأحساء ص 18 ــ 19

عبد الرسول زين الدين ــ الشيح أحمد الأحسائي.. مجدد الحكمة الإسلامية

علي كاشف الغطاء / سمير الحاضر ومتاع المسافر ج ١ ص ٥٦١

عمر رضا كحالة ــ معجم المؤلفين ج ١ ص ٢٢٨

كمال عبد العزيز العوض / الأنوار اللامعة ــ نبذة تاريخية عن سيرة العلماء / ص 5

كوركيس عواد / معجم المؤلفين العراقيين ج 1 ص 71

محسن الأمين / أعيان الشيعة ج 2 ص 591

محمد التنكابني / قصص العلماء ص 40 ــ 73

محمد رضا السلمان / إشراقة الشمس ــ أرجوزة شعرية في ترجمة الشيخ الأحسائي.

محمد حسنين السابقي ـــ عبقرية الشيخ الأوحد

محمد علي إسبر ــ العلامة الجليل أحمد بن زين الدين الإحسائي في دائرة الضوء

محمد بن علي التاجر البحراني / منتظم الدرين في أعيان الأحساء والقطيف والبحرين ص 194 ــ 199

محمد علي الحرز / إحسائيون مهاجرون ص 279 – 295

محمد علي الحرز ــ العطاء العلمي للشيخ أحمد بن زين الدين الأحسائي / مجلة الواحة العدد (33) بتاريخ 16 / 3 / 2011

محمد علي تبريزي / ريحانة الأدب في تراجم المعروفين بالكنية واللقب ج 1 ص 478

محمد هادي الأميني / معجم رجال الفكر والأدب في النجف ج 1 ص 89

محمود مرهج الفاطمي / أصفى المناهل ص 33

نور الدين مختار الخادمي / موسوعة أعلام العلماء والأدباء العرب والمسلمين ج 1 ص 309 ــ 310

هاشم الشخص ــ التَّنَوُّع الْمعْرِفي في مؤلفات الشيخ الأوحد 1 ــ 3

هنري كوربان ــ نظرة فيلسوف في سيرة الشيخ الأوحد الأحسائي والسيد كاظم الرشتي / ترجمة خليل زامل

يوسف اليان سركيس / معجم المطبوعات ص 368 ــ 369

 

المرفقات

كاتب : محمد طاهر الصفار