إلى الإمام الحسن عليه السلام
لظلٍّ تلاشَى المُشمِسُونَ خِلالَهُ
وَ جُوْدٍ تشظّى الغائمونَ قِبالَهُ
و عاطِفةٍ مَاجَتْ بِبَحْرِ هُدُوئِهِ
لِتَذْكُرَ للشُّطآنِ دَوْمًا خِصَالَهُ
يَنَامُ جِياعًا بَيْنَ أيتامِ رُوحِهِ
يَفِزُّ نَخِيلًا ما أحَنَّ ظِلالَهُ
إذا القمحُ ينمو فوقَ إيثارِ نفسِهِ
فلنْ يعتري الإملاقُ إلّا عِيالَهُ
إلى قلبِهِ التّمْرِ الّذي ظلَّ صيفُهُ
رهينًا لهُ كي يستعيدَ سِلالَهُ
و يسألُ هل في الأرضِ بذرٌ مُخَبَّأٌ
ليكتُبَ بينَ الغَيمِ رَعْدًا سُؤالَهُ
إذا مَرَّ ضَيْفٌ لمْ تخنْهُ سَجِيّةٌ
فَلَمْ تَرَ بينَ النّاسِ إلّا دِلالَهُ
يؤذّنُ إيماءً فيأتونَ خلفَهُ
يُحِسُونَ أنَّ القَلْبَ صارَ بلالَهُ
إذا الشّمسُ بانَتْ فوقَ أرضٍ ظِلالُها
فهل تدّعي نورًا لها كي تنالَهُ
هُنَا الشّمسُ لا تدري أفي الكونِ ظِلُّهُ
أمِ الكونُ موجودٌ لينسى زوالَهُ
هوَ الجبَلُ المَنْحوتُ من صدرِ أحمدٍ
لِيُعْطِي لِكُلِّ المُعدَمِينَ تِلالَهُ
هوَ البذرةُ الأُولى لتربةِ حيدرٍ
نَمَا فاستظَلُّوا تحتَهُ يا جلالَهُ
لِيأبَ التّرابُ الدُّرَّ إذ كانَ بعضُهُ
يُغطّيهِ و العشّاقُ ترجو نَوالَهُ
وأعمالُهم خَجْلى على اللّوحِ صارَعَتْ
أيسترُها أم تستثيرُ انفعالَهُ
مواسِمُهُ خُضْرٌ ، فمُ الرّوحِ يانِعٌ
فلَمْ نلقَ في الأرواحِ إلَّا زُلالَهُ
يُقَطَّعُ بينَ النّاسِ حبلُ نجاتِهِمْ
فَيَجْمَعُهُمْ حَتّى ينالُوا حِبالَهُ
رداءٌ مَدُوْفٌ بالسَّنا ، ثُمَّ وجهُهُ
سِراجٌ إلى الآياتِ أهدى جَمَالَهُ
حسامٌ تلتْهُ الرّيحُ سِلْمًا و حسْرةً
لِيَبْعَثَ ما بينَ الخِيامِ خَيالَهُ
وطيرٌ بِلا نَوحٍ على بابِ دارِهِ
لعِشٍّ مِنَ الأحزانِ هيَّأَ حالَهُ
يرى طفَّهُ يحبو صغيرًا لأنّهُ
يُجمِّعُ للطّفِّ الكبيرِ نِصالَهُ
اترك تعليق