ابن جمال المصري (1002 ــ 1072 هـ / 1593 ــ 1661 م)
قال في رثاء سيد الشهداء الإمام الحسين (عليه السلام) والشهداء معه:
أرى الصبـــــــــرَ يُفنى والهمومُ تبيدُ وجـــــسميَ يُبلى والسقامُ جديدُ
وذكّــــــــرني بالنوحِ والحزنِ والبُكا غريبٌ بأكنافِ (الطفوفِ) فريدُ
عطاشى على شاطي الفراتِ فما لهمْ سبيلٌ إلــــى قربِ المياهِ ورودُ
لقد صبروا لا ضــــــيّعَ اللهُ صبرَهم إلى أن فُنــوا من حولِه وأبيدوا (1)
الشاعر
الشيخ علي بن أبي بكر بن علي نور الدين بن أبي بكر بن أحمد بن عبد الرحمن بن محمَّد المعروف بـ(الجمال المصري) بن أبي بكر بن علي بن يوسف بن إبراهيم بن موسى بن ضرغام بن طعان بن حميد الأنصاري الخزرجي المكي الشافعي، فقيه وأديب وشاعر، ولد بمكة المكرمة ونشأ يتيماً فبعد سنة من ولادته مات أبوه فعني بتربيته وتعليمه الشيخ أبو الفرج المزين.
ثم واصل ابن الجمال تعليمه وواكب على الدراسة، فحفظ القرآن الكريم واتقن القراءات، ودرس النحو والأصول والعروض وعلم الكلام والفقه والعربية والحديث وأصوله والتفسير والمعاني والبيان والعقائد، حتى أجيز للتدريس عام (1034 هـ) فتصدر منبر الإقراء والتدريس.
وقد درس ابن الجمال هذه العلوم على يد العديد من الأساتذة منهم:
أبو الإمداد برهان الدين إبراهيم بن حسن اللقاني المصري، عبد الملك بن جمال العصامي بن صدر الدين الاسفرايني، شهاب الدين محمود الخفاجي، عبد الرحمن أبو الحسن بن ناصر الأشعري، الشيخ أحمد الحكمي، الشيخ محمد تقى الدين الزبيري، الشيخ عبد الملك العصامي، السيد عمر بن عبد الرحيم البصري، الشيخ أحمد بن إبراهيم.
كما درس على يديه كثير من الأعلام منهم: أبو محمد شهاب الدين أحمد بن محمد بن أحمد النخلي، الشيخ عبد بن محمد طاهر العباسي، الشيخ أحمد باقشير، الشيخ الحسن العجمي.
ألف ابن الجمال في الفقه والأدب ومن تصانيفه: (المجموع الوضاح على مناسك الايضاح)، (كافي المحتاج لفرائض المنهاج)، (قرة عين الرائض في فنّي الحساب والفرائض)، (التحفة الحجازية في الأعمال الحسابية)، (فتح الوهاب على نزهة الحسّاب)، (الشرح الكبير على أبيات ابن المقري)، (الشرح الصغير على أبيات ابن المقري أيضاً)، (فتح الفياض بعلم القراض)، (المذلل في الفرائض)، (النفحة المكية بشرح التحفة القدسية لابن الهائم)، (النقول الواضحة الصريحة في عدم كون العمرة قبل النفر صحيحة)، (رسالة في التقليد)، (شرح أبيات الجلال السيوطي التي أولها (ينبع الفرع في انتساب أباه)، (تحرير المقال في قول ابن المجدي في الشريك اشكال)، (الدر النقيد في مآخط القراءات من القصيد)، (المواهب السنية في علم الجبر والمقابلة)، (شرح الياسمينية في الجبر والقابلة)، (رسالة في أحكام النون الساكنة والتنوين)، (وصلة المبتدي بشرح نظم دار المهتدي)، (أبيات مسوغات الابتداء)، (شرح أبيات مسوغات الابتداء)
قال عنه المحبي: (كان صدراً عالي الْقدر واسع الْمحفوظ محققاً تشدّ اليه الرحال للأخذ عنه) (2)
وقال الشيخ عباس القمي: (كان صدراً عالي القدر محققاً تشدّ إليه الرحال للأخذ عنه، له مصنفات في الفقه والفرائض والحساب والحديث وغير ذلك...) (3)
............................................................
1 ــ نقل الأبيات الشيخ عبد الواحد المظفر / بطل العلقمي ج 3 ص ٣٣٦ ، ونقلها عنه السيد جواد شبر / أدب الطف ج 5 ص 116 ــ 117
2 ــ خلاصة الاثر في أعيان القرن الحادي عشر ج ٣ ص ١٢٨.
3 ــ الكنى والألقاب ج ١ ص ٢٤٥
كما ترجم له:
خير الدين الزركلي / الأعلام ج ٤ ص ٢٦٧
اترك تعليق